الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا طلبت امريكا من نتنياهو وما هو السبب الحقيقي للازمة ؟

نشر بتاريخ: 15/03/2010 ( آخر تحديث: 16/03/2010 الساعة: 16:20 )
بيت لحم- معا- ما هي الاسباب الحقيقية التي تقف خلف ازمة العلاقات الاسرائيلية الامريكية؟ ماذا طلبت وزيرة الخارجية الامريكية من نتنياهو ؟ سؤالان حاولت الصحف الاسرائيلية الاجابة عليهما فيما انفردت صحيفة "معاريف" الناطقة بالعبرية بتقرير موسع اعاد الازمة الى اسباب بعيدة عن اعلان اسرائيل بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية رغم ان الاعلان المذكور شكل الشرارة التي اخرجت الازمة من قمقمها .

وجاء في مطلع تقرير الصحيفة الذي اعده الصحفي الاسرائيلي "الي بردنشتاين" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو عاش جوا من المفاجاة حين سمع رنين هاتف منزله مساء الجمعه الماضية حيث كانت تنتظره على الجانب الاخر وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع قائمة طويلة من الطلبات التي وصفتها مصادر اسرائيلية بالقاسية والشديدة فاجاته اكثر من حقيقة الاتصال .

واضافت الصحيفة ان قائمة طلبات كلينتون شملت طلبا امريكيا قاطعا وواضحا بالغاء قرار بناء الوحدات الاستيطانية في حي رمات شلومو الاستيطاني والقيام بلفته جوهرية وكبيرة باتجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الاسبوع وقبل زيارة المبعوث الامريكي جورج ميتشيل للمنطقة المقررة يوم الثلاثاء القادم " وفيما يبدو ان الحديث يدور عن اطلاق سراح اسرى فلسطينيين " والدخول فورا في مفاوضات مع الفلسطينين والاعراب عن الاستعداد لبحث كافة قضايا الوضع النهائي وذلك خلافا لموقف اسرائيل الرافض .

واعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية استجابة اسرائيل لمطالبها الواضحة امتحانا حقيقيا لنتنياهو التي جهدت كثيرا في التوضيح له مدى الخطورة التي تراها الولايات المتحدة في خطوات اسرائيل الاخيرة وما طول مدة المكالمة الهاتفية التي استمرت 43 دقيقة وهو امر غير مألوف خاصة وان كلينتون كانت المتحدثة الرئيسية فيها ما يعني ان نتنياهو كان في دور المستقبل طيلة فترة المحادثة تقريبا وفقا للصحيفة الا دليلا واضحا على قسوتها وشدتها .

واتضح يوم امس " الاحد" ان المحادثة المذكورة كانت عبارة عن مطالبة بدفع " فاتورة " التعويض عن الاساءة التي سببتها اسرائيل لنائب الرئيس الامريكي جون بايدن .

وترى اوساط رفيعه في الجالية اليهودية الامريكية وان امتنعت حتى الان عن البوح بذلك علنا بان هجوم البيت الابيض يهدف الى عزل نتنياهو والتفريق بينه وبين الشعب الاسرائيلي فيما قال مصدر يهودي امريكي يوم امس واصفا الحالة " نحن لسنا بمتفائلين حيال هذه المحاولات ".

ونقلت الصحيفة عن مصدر اخر في الجالية اليهودية الامريكية قوله "لا توجد هنا قضية صداقة او تحالف لقد اخجلت اسرائيل الولايات المتحده واحرجتها امام العالم وهذا الامر يشبه ما قام به نائب وزير الخارجية اثناء استقباله السفير التركي لكن بحجم اكبر بكثير وانا سأكون متفاجئا اذا توقف تدهور الامور قبل ان يتوصل الامريكان لطريقة لمعاقبة اسرائيل او حتى نجثوا على ركبتينا ونقبل طلباتهم ونحن الان في مرحلة تلقي الضربات الامريكية الشديدة والمكثفه لان الامريكان يشعرون بالاهانه وهم يستغلون ذلك لتحقيق تقدم في مسيرة السلام على المسار الفلسطيني ".

وهنا يبرز السؤال الهام وفقا للصحيفة ، هل كانت الازمة الاخيرة نتيجة ضغوط يمارسها الجيش الامريكي ؟ وفي معرض الاجابة على هذا التساؤل قالت الصحيفة ان قائد قيادة المنطقة الوسطى الامريكية الجنرال دافيد بترايوس حذر وزارة الجيش من خطورة استمرار حالة الجمود السياسي على مسار السلام الاسرائيلي الفلسطيني وما تشكله هذه الحالة من خطر على مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط .

واقتبس الكاتب الامريكي المختص بشؤون الامن ، مارك بيري ، في مقال نشره في الصحيفة المعروفه " بورين بوليسي " بعض ما جاء في تقرير قدمه ممثلان للجنرال بترايوس لرئيس الاركان الامريكي مايك ملان يوم 16 من كانون ثاني الماضي حيث قال الاثنان " يسود لدى الزعماء العرب اعتقاد بان الولايات المتحدة لا تستطيع مواجهة اسرائيل وان العرب يفقدون ثقتهم بالوعود الامريكية وان التصلب الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين يشكل خطرا على موقف الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ".

ووجه الضابطان الامريكيان وبأسم قائدهم الجنرال بترايوس انتقادات شديدة على اداء المبعوث الامريكي للمنطقة جورج ميتشيل الذي وصفه بالطاعن في السن والبطيىء جدا الذي وصل متأخرا كثيرا .