نابلس : ندوة حول مستقبل القدس في ظل عملية التهويد
نشر بتاريخ: 15/03/2010 ( آخر تحديث: 15/03/2010 الساعة: 20:05 )
نابلس- معا - عقد مكتب وزارة الاعلام في محافظة نابلس بالتعاون مع دائرة العلاقات العامة في جامعة القدس المفتوحة ندوة بعنوان "مستقبل القدس في ظل عملية التهويد"، تحدث فيها المحامي غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومسؤول ملف القدس في الحركة والدكتور المتوكل طه وكيل وزارة الاعلام وهاني المصري الكاتب والمحلل السياسي.
وفي بداية الندوة اشار ماجد كتانة مدير مكتب وزارة الاعلام الى ان ازدياد وتيرة الاستيطان في القدس وتصعيد الانتهاكات الاسرائيلية تهدف الى استفزاز الشعب الفلسطيني من اجل جرة الى دائرة العنف مجددا.
والقى الدكتور يوسف ذياب عواد مدير منطقة نابلس التعليمية كلمة رحب فيها بالمتحدثين والحضور باسم رئيس الجامعة الدكتور يونس عمرو، واكد ان ابواب الجامعة مفتوحة لكل الفعاليات التي تهدف لنصرة القدس.
كما القى محمد السلوادي ممثل محافظ نابلس كلمة رحب فيها بالحضور واشار الى خطورة ما تتعرض له القدس.
وقال المتوكل طه ان هذه الندوة تأتي ضمن فعاليات اسبوع نصرة القدس الذي دعت اليه وزارة الاعلام حتى لا يكون العلاقة مع قضية القدس كردة فعل، وانما يجب ان تكون هناك استراتيجية للعمل حتى تبقى القدس حاضرة في الوجدان واطلاع العالم على كل الانتهاكات الاسرائيلية الهادفة الى تهويد القدس وتحويل معالمها لتصبح المدينة غريبة عن طابعها العربي.
واشار طه الى ان 30 منظمة صهيونية شاركت باقامة كنيس الخراب الذي لا يبعد سوى اقل من 800 متر عن الحرم القدسي، واستخدمت في بنائه حجارة البيوت التي هدمها الاحتلال عام 1967 في حارة الشرف.
ووجه طه نداء للملوك والرؤساء العرب عشية انعقاد القمة العربية دعاهم فيه الى اتخاذ خطوات عملية وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والادانة لان ما يجري في القدس خطير جدا ويتعلق باندثار اهم معلم اسلامي وهو المسجد الاقصى.
كما دعا كل المؤسسات الرسمية والاهلية والجامعات والنقابات الى اقامة اسبوع للقدس في كل مؤسسة حتى تبقى قضية القدس حاضرة باستمرار، مبينا ان الوزارة تقوم بالتنسيق مع سفارات فلسطين في الخارج لاقامة مثل هذه الفعاليات في الخارج.
من جانبه، قال حاتم عبد القادر ان الاسرائيليين لا يسعون فقط الى تكريس القدس كعاصمة للتراث اليهودي وانما كعاصمة دينية لليهود، وهناك استهداف واضح لكل دين غير الدين اليهودي في القدس.
واوضح عبد القادر ان الكنيس الجديد يحجب الرؤية عن الصخرة المشرفة من جهة الغرب وهو مقدمة لبناء الهيكل الثالث، مبينا ان الكنيس يقوم على انقاض وقف اسلامي.
ولفت عبد القادر الى ان الاسرائيليين وبعد ان فشلوا في العثور على أي اثر يهودي في القدس، انتقلوا من مرحلة البحث عن الاثر اليهودي الى مرحلة اختلاق هذا الاثر من خلال بعض الخرافات التي يطلقها الحاخامات ومنهم احد الحاخامات الذي تنبأ بان اليهود سينجحون في وضع حجر الاساس للهيكل ليلة 16/17 اذار 2010 ولهذا فانهم سيحاولون دخول المسجد الاقصى في هذا التاريخ.
واشار عبد القادر الى اجتماع عقد في القدس وضم كل الفصائل بما فيها فتح وحماس وتقرر فيه القيام بسلسلة فعاليات منها اضراب جزئي وخطة للتصدي لاي محاولة لاقتحام المسجد الاقصى، وتم توجيه نداء الى كل من يستطيع الوصول الى الحرم القدسي او على الاقل الى محيط الحرم، كما تم التنسيق مع الحركة الاسلامية في الداخل لتسيير عشرات الحافلات الى القدس لمؤازرة اهل القدس في الدفاع عن المسجد الاقصى.
واضاف انه تم توجيه تحذير للاسرائيليين والامريكيين بان أي محاولة للسماح لاي متطرف يهودي بدخول الحرم القدسي لن يتم حيالها الوقوف مكتوفي الايدي، مضيفا: سندافع عن الاقصى، وللبيت رب يحميه.
واشار الى انه تم اجراء اتصالات مع الاردن وهو يعمل جهده لمنع حدوث مواجهات، وكذلك اجريت اتصالات مع مصر وغيرها.
وشدد عبد القادر على ضرورة عدم الاستسلام لليأس لان معركة القدس لن تكون خاسرة وهي بحاجة الى الصبر والصمود والعزيمة وتقديم الدعم للمقدسيين.
من ناحيته، قال المحامي غسان الشكعة ان وضع المدينة المقدسة اختلف كثيرا عما كان عليه قبل رحيل فيصل الحسيني والذي كان يجمع كل فعاليات القدس للعمل لصالح المدينة وكانت كل المصادر المالية موحدة تصب في خدمة القدس.
واوضح الشكعة ان ملف القدس موزع بين اكثر من جهة ومصادر التمويل كذلك موزعة وكل الجهود مبعثرة.
واكد ان قضية القدس تحتاج اولا الى انهاء حالة الانقسام التي يعيشها الشعب الفلسطيني قبل مطالبة الزعماء العرب والمسلمين بالتحرك من اجل القدس، ولن نتمكن من توحيد جهود العرب والمسلمين باتجاه القدس ما دام هذا الانقسام مستمرا، داعيا الى ضرورة وجود تحرك شعبي ضاغط على الفصائل لانهاء الانقسام.
واكد الشكعة ان اسرائيل تعمل على كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من اجل تهويد المدينة المقدسة وفي المقابل ليس هناك أي خطة استراتيجية فلسطينية للعمل من اجل القدس.
وتحدث هاني المصري عن الممارسات التي تتبعها اسرائيل لترويض الشعب الفلسطيني تمهيدا للاستيلاء على القدس، مبينا ان المخططات الاسرائيلية تشمل بناء 50 الف وحدة استيطاني في القدس.
وانتقد المصري عدم تخصيص نسبة كافية من الموازنة الفلسطينية من اجل القدس، وكذلك غياب الاهتمام الكافي من جانب مؤسسات المجتمع المدني بقضية القدس.
واكد المصري انه اذا لم تشعر اسرائيل باننا مستعدون للدفاع عن القدس مهما كلفنا ذلك من ثمن فانها ستواصل تنفيذ مخططاتها، مضيفا انه اذا تحرك الشعب الفلسطيني فلن يكون امام العرب والمسلمين من مفر للتحرك.
ودعا المصري الى استغلال المنابر الدولية من اجل ادانة اسرائيل وعدم التقليل من اهمية التوجه الى مجلس الامن والجمعية العمومية، مبينا ان العالم لن يتحرك ويضغط على اسرائيل الا اذا تم اثارة ازمة تشعره بان مصالحه في خطر نتيجة الممارسات الاسرائيلية.