كتب رئيس التحرير- انتفاضة جديدة- ليس الآن
نشر بتاريخ: 16/03/2010 ( آخر تحديث: 16/03/2010 الساعة: 19:52 )
بيت لحم- معا- كتب رئيس التحرير- من الواضح ان الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومقدساته وحرياته قد بلغت حدا لا يمكن السكوت عنه، ومن الواضح ان كل مهدئات ومسكنات الصيدليات السياسية لن تتمكن من منع انتفاضة جديدة قادمة ضد المستوطنين في الضفة الغربية وفي العاصمة المحتلة. فمن لا يفهم قوة المنطق سيفهم منطق القوة.
ولكن وقبل اتخاذ اي قرار شعبي او رسمي بانتفاضة جديدة على القيادات الشعبية والتنظيمية مجتمعة أو منفردة ان تفكر بعمق في عدة عوامل داخلية وخارجية خشية الوقوع في الارتجالية والفوضوية. ومن بين هذه العوامل الانتباه الى الظرف الدولي والاسلامي والعربي والداخلي والاسرائيلي:
دوليا: هناك اجماع كامل من جميع دول العالم على ضرورة اقامة دولة فلسطينية على اراضي 67 وبالتالي دعم مشروع السلطة ماليا ولوجستيا وسياسيا على اساس ان دولة على هذه المساحة وبهذه الشروط انما هي مصلحة امريكية وغربية واسرائيلية قبل ان تكون مصلحة فلسطينية وعربية واسلامية.
وهنا لا بد من الاشارة ان اسرائيل ممثلة بحكومة نتانياهو هي العقبة الوحيدة في وجه هذا المشروع وليس سواها.
اسلاميا: هناك مدخلان لقراءة المشهد الاسلامي الاول يتمثل في التسلح الايراني النووي والثاني وهو البديل خطة بيريس اقامة خطة سلام وتطبيع مع 58 دولة اسلامية في العالم. وربما ان الخطتين يجري تنفيذهما معا وفي نفس الوقت.
عربيا : لا يجب التعويل على القمة العربية في حل الخلاف بين فتح وحماس او في شن حرب على اسرائيل ، لكن وعلى الاقل يجب المجاهرة والاعلان برؤية عربية - ولو من باب المباهاة - لاسقاط حكومة نتانياهو ومقاطعة اسرائيل . وان اعلن العرب ذلك نشكرهم من كل قلوبنا ويعطيهم الف عافية .
داخليا : يبدو ان قادة حماس وقادة فتح لا يستطيعون حل الخلاف بين التنظيمين والحل الوحيد هو انتخابات جديدة متفق عليها عربيا ودوليا والا فان من يرفضها سيتحمل مسؤولية خراب الهيكل الفلسطيني وليحمل على كتفيه لعنة الخلاف الى يوم الحساب ، فلا احد بعد 26 يناير شرعي وانما كلاهما يلعبان في الوقت الضائع ولا شرعية لاحد بعد انتهاء الفترة القانونية للبرلمان .
اسرائيليا: يستطيع الرئيس الامريكي اوباما باتصال هاتفي واحد مع رئيس حزب العمل ايهود باراك اسقاط حكومة نتانياهو، لذلك لا داعي للخوض في تفاصيل موقف الحزب الديموقراطي الامريكي الحاكم وانما محاكمة هذا الحزب ومساءلته عن سبب عدم قيامه بذلك لا سيما بعد سلسلة الاهانات التي وجهها نتانياهو لاوباما وحكومته ومبعوثيه.
ونتانياهو لن يتمكن من وقف الاستيطان في القدس لانه ان فعل تسقط حكومته فورا وينسحب منها المستوطنون، وفي حال اندلعت انتفاضة الان سوف يحظى نتانياهو بشبكة امان من الكنيست ولن يسقط وسيبقى في الحكم.
البديل هو المضي فورا ودعم خطة فياض اعلان دولة فلسطينية عبر منابر الامم المتحدة وحشد اعترافات العالم بها ، وحسب المعلومات لمتوفرة فان 130 دولة جاهزة فورا للاعتراف بدولة فلسطينية تعلن من طرف واحد- اسرائيل لم تحصل سوى على اعتراف 20 دولة حين اعلنت- ما يعني ان علينا ان نعرف ان اخطر شئ على اسرائيل ونتانياهو الان هو اعلان دولة مستقلة دون اعتراف الاحتلال وسيسقط الاحتلال ونظام الابارتهايد كما سقط في جنوب افريقيا.
فليس اخطر من اعلان انتفاضة عشوائية الان في ظل الانقسام والتشرذم وعلينا ان نعرف ان كل طرف سيحاول تجيير الانتفاضة لصالحة ما سيجهضها ويجعلها سهما مرتدا علينا، وبعض النظر عن العنتريات الاعلامية الان والدعوى لتحرير القدس فالقيادات كلها لا تملك عوامل القيادة لانتفاضة جماهيرية مثل الانتفاضة الاولى .وكي نمنع حصار الضفة مثلما حاصر الاحتلال قطاع غزة .ولتكن انتفاضة في الامم المتحدة من اجل دولة مستقلة رغم انف الاحتلال وانف كل ظالم.