"صرخة حجر"...مسلسل تركي يؤرخ لنضال الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 16/03/2010 ( آخر تحديث: 16/03/2010 الساعة: 14:39 )
بيت لحم- معا- تبدأ MBC يوم السبت 20 مارس/ آذار عرضَ المسلسل التركي الجديد "صرخة حجر"، وهو المسلسل الذي أثار جدلاً سياسيًّا بين تركيا وإسرائيل؛ حيث تجسِّد أحداث المسلسل معاناة أسرة عانت وحشية الاحتلال، ويحكي قصة نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وتدور أحداث المسلسل حول أسرة فلسطينية تواجه الموت بنيران المحتل كل يوم، وتعاني مرارة العيش في ظل الاحتلال، وتركز القصة على أحد أعضاء هذه الأسرة، وهي امرأة اضطرت للهجرة إلى الأردن مع والدها ومولودها الجديد، وعندما تقرر العودة لزيارة شقيقها وبقية أهلها يُقتَل والدها بنيران جنود الاحتلال، وهو ينتظر على الحدود.
وتكشف قصة المسلسل مدى معاناة المدنيين الفلسطينيين والأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ تحت وطأة الاحتلال؛ حيث ترصد سلسلةً من الهجمات الوحشية من الجنود الإسرائيليين تجاه المدنيين الفلسطينيين بنيران الاحتلال، التي لا تفرق بين الرجال أو النساء وحتى الأطفال.
وتعتبر قصة "صرخة حجر" نقلةً نوعيةً في الدراما التركية المقدمة على MBC، التي تميزت بموضوعاتها الاجتماعية والرومانسية التي ارتبط بها عشاق الدراما التركية، ولكن المسلسل الجديد ينتقل بالمشاهد إلى القضية الفلسطينية التي يعيشها كل بيت عربي؛ حيث ترتبط بمعاناة أشقائهم الفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال كل يوم.
يبدأ عرض المسلسل على MBC1 يوم السبت القادم في تمام الساعة 13:00 بتوقيت جرينتش - 16:00 السعودية، على أن يعاد 9:15 بتوقيت السعودية في صباح اليوم التالي.
نجاح الدراما التركية
كانت الدراما التركية التي عرضتها MBC بداية من مسلسلي "سنوات الضياع" و"نور"، ثم تبعهما مسلسلات "لا مكان لا وطن" و"لحظة وداع" و"الأجنحة المنكسرة" ثم "ميرنا وخليل"، وقصر الحب، ثم مسلسلات "عاصي" و"الغريب" و"الحب المستحيل" قد حققت جميعها نجاحًا جماهيريًّا لافتًا، وكشفت عن ذلك آراء المشاهدين والنقاد في شتى وسائل الإعلام، فضلاً عن استطلاعات الرأي التي أكدت أنها حققت أعلى نسب مشاهدة.
وعزا بعض المشاهدين نجاح الدراما التركية إلى تقارب العادات التركية مع العربية، بينما أرجعها آخرون إلى نجاح "الدبلجة" السورية التي يتم بث هذه المسلسلات بها، وأجمع المشاهدون على أن الرومانسية والتناول الإنساني الجيد للقصة والأداء المتميز للممثلين من أهم أسرار نجاح هذه الدراما.
المسلسل يحوي مشاهد تحاكي ما يحدث للفلسطينيين من تنكيل
ويظهر المسلسل جنوداً إسرائيليين يقتلون الأطفال مع سبق الإصرار والترصد، ويتضمن أحد المشاهد بعضاً من عناصر الجيش يقتلون طفلاً رضيعاً عند حاجز على إحدى الطرق، ويظهر مشهد آخر رصاصة بالتصوير البطيء تطارد صبياً يفر في الوقت الذي يقوم فيه الجنود بتفريق مظاهرة بالذخيرة الحية وتصيب الرصاصة الصبي في الظهر ويسقط على الأرض.
ويحوي المسلسل أيضاً مشاهد تحاكي ما يحدث للفلسطينيات الحوامل من تنكيل على الحواجز ومن ضرب للشيوخ والعجزة، ويظهر مشاهد من الاشتباكات بين الفلسطينيين العزل والجيش الإسرائيلي تنتهي بقيام جندي بدهس جثمان شهيد فلسطيني.
يُشار إلى أن اسرائيل احتجت مرة أخرى بعد ذلك على مسلسل آخر يدعى "وادي الذئاب"، الذي تم بثه أصلاً على تلفزيون حكومي وأعيد بثه على تلفزيون خاص، وقالت تل أبيب وقتها إن المسلسل يظهر عملاء من جهاز الموساد الإسرائيلي في صورة سيئة.
وسبق للرئيس التركي عبدالله غول أن رفض في وقت سابق احتجاجات اسرائيلية على برنامج تلفزيوني تركي عرض مشاهد من الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة بوصفها جرائم حرب.
وقال غول وقتها في تصريحات تلفزيونية إن رد الفعل الاسرائيلي ضد تركيا على خلفية عرض هذا البرنامج ليس على حق وإنه بدلاً من هذه الاحتجاجات يتعين على اسرائيل أن تعرف ان الحق هو ما أثبته تقرير (غولدستون) الذي تبناه مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
ودعا غول إسرائيل الى التعلم من الدروس التي احتواها تقرير غولدستون وتجنب ارتكاب الأخطاء في المستقبل، وقال "لذلك يجب على الجانب الاسرائيلي الا يبالغ في رد فعله على تركيا" بسبب برنامج تلفزيوني.
وأكد الرئيس التركي آنذاك أن بلاده برغم ارتباطها بعلاقات وثيقة مع اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي إزاء "الأفعال الخاطئة" وستواصل بهذا الشأن متابعة تقرير غولدستون داخل مجلس الأمن وكيفية تعامل الدول الأعضاء مع هذا التقرير.
وقد توترت العلاقات بين اسرائيل وتركيا في الاشهر الاخيرة بعد الانتقادات غير المسبوقة التي وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى اسرائيل بسبب الهجوم على قطاع غزة الذي اسفر عن اكثر من 1400 قتيل، كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية.