الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ازمة العلاقات الامريكية الاسرائيلية هي الاخطر منذ عام 75

نشر بتاريخ: 18/03/2010 ( آخر تحديث: 19/03/2010 الساعة: 15:07 )
بيت لحم- حصريا لمعا - اعتبر الصحفي الاسرائيلي ميرون ربوبورت في مقال خص به وكالة معا ان الازمة الحالية في العلاقات الامريكية الاسرائيلية هي الاخطر منذ عام .1975 .

وشبه "ربوبورت" العلاقات بين اسرائيل وامريكا بقطارين للركاب يسيران احدهما مقابل الاخر على سكة الصدام لكن التشبيه الاكثر صحة ان امريكا قد غيرت سكتها وهي تسافر لاتجاه اخر فيما ستسافر اسرائيل في الاتجاه المعاكس وحيدة بشكل تام وربما هذا اكثر سوءا .

واضاف : ان الازمة الحالية بين امريكا واسرائيل تشبه الحرب، في البداية تشعر بالحرارة ترتفع ، وتشعر بألم خفيف في رأسك ، خيل اليك بانك تعاني من مرض خفيف ستشفى منه قريبا ، لكن بعد عدة ايام ترى بان الحرارة لم تنخفض ، وينتقل الالم من الرأس الى القدمين وحتى الى القلب ، حينها تدرك بانك هذه المرة مريض بشكل جدي وانك تواجه مشكلة جدية وربما اكبر مشكلة واجهتها في حياتك .

الحادثة التي شهدتها زيارة نائب الرئيس الامريكي جون بايدن ظهرت في البداية وكانها وجع رأس خفيف، وهنا اجمالا لم يكن امرا جديدا ، اسرائيل قررت بناء 1600 وحدة سكنية القدس الشرقية، وهي اضافة صغيرة لـ 250 الف اسرائيلي يعيشون حاليا في احياء خارج الخط الاخضر في القدس، صحيح ، الادارة الامريكية والمجتمع الدولي لم يعترفوا مطلقا بشكل رسمي بضم القدس الشرقية ومطلقا لم يعلنوا بان الاحياء الجديدة جزء من دولة اسرائيل ولكن حتى يومنا هذا عرفت الادارة الامريكية كيف تشيح بوجهها وتتجاهل الامر .

صحيح ان الاعلان عن الحي الجديد هذه المرة جاء بالضبط مع وصول نائب الرئيس بايدن الى اسرائيل وفلسطين بهدف استئناف المفاوضات لهذا احرجته بشكل شخصي لكن في الماضي ، وفي مثل هذه الحالات ، الشعور الامريكي بالاهانة استمر يوما او يومين وبعد ذلك عادت " العلاقات الخاصة " بين اسرائيل وامريكا الى سابق عهدها .

هذه المرة الوضع مختلف، هذه المرة يدور الحديث عن مرض جدي وليس وجع راس ، سفير اسرائيل في واشنطن مايكيل اورون، اقتبس من اقواله هذا الاسبوع ما يفيد قوله بان الازمة هي الاسوء منذ عام 1975 ، حين هددت الولايات المتحدة بوقف المساعدات العسكرية لاسرائيل ، وهناك من ستذكر ازمة عام 1991 حين قررت الادارة الامريكية اشتراط تقديم ضمانات قروض بقيمة 10 مليار دولار بوقف اسرائيل بناء المستوطنات . عام 1991 نجح الضغط الامريكي وسقطت حكومة شامير نتيجة ضغوط واشنطن .

في عام 1975 كانت الازمة على خلفية تكتيكية، على خلفية خلافات في الرأي حول سبل التقدم نحو اتفاق مرحلي مع مصر . وفي اساس ازمة عام 1991 كان البعد الشخصي ، وزير الخارجية الامريكي حيمس بيكر لم يحتمل رئيس الحكومة اسحاق شامير . وهذا العاملان حاضران حاليا في هذه الازمة ، يوجد هنا ازمة على خلفية شخصية اي اوباما لا يمكنه احتمال نتنياهو والعكس صحيح . ويوجد هنا ازمة تكتيكية ، الولايات المتحدة تؤمن بشكل حقيقي وساذج بان البناء في القدس الشرقية سيهدم " المفاوضات غير المباشرة " بين ابو مازن ونتنياهو ، ولكن هذه المرة فيما يبدو يوجد عامل اضافي حيث وللمرة الاولى منذ ستينات القرن الماضي يوجد شعور بان لامريكا واسرائيل يوحد اكثر من اختلاف الرغبات والارادات ولكن يوجد ايضا مصالح مختلفه ، وبكلمات اخرى ، يوجد شعور بان الازمة الحالية استراتيجية ، ازمة مصالح .

" العلاقات الخاصة " بين الولايات المتحدة واسرائيل اجتازت ايضا ازمة عام 1975 وازمة 1991 ولكن ليس من المؤكد ان هذا الامر سيحدث هذه المرة ، الانذار الذي وضعته هيلاري كلينتون امام نتنياهو هو تقريبا امرا مستحيلا " اما انو يوافق على تجميد البناء في القدس الشرقية وحينها سيضطر الى التنازل عن الائتلافه الحكومي اليمني وعن الايديولوجيه التي امن بها طيلة حياته او يرفض الانذار وحينها سيفقد صديقة اسرائيل الكبرى على مستوى العالم .

يمكن تشبيه اسرائيل وامريكا بقطارين للركاب يسيران احدهما مقابل الاخر على سكة الصدام لكن التشبيه الاكثر صحة ان امريكا قد غيرت سكتها وهي تسافر لاتجاه اخر فيما ستسافر اسرائيل في الاتجاه المعاكس وحيدة بشكل تام وربما هذا اكثر سوءا .