لا تتشاءموا يا ابناء البارشا ..فالقادم احلى *بقلم : وسام عويس
نشر بتاريخ: 20/03/2010 ( آخر تحديث: 20/03/2010 الساعة: 14:45 )
منذ التعادلِ معَ شتوتغارت على أرضهِم ، وبعدَ التعثـّر أمامَ ألميريّـا بالتعادلِ وَ صعود أبناء العاصِمة لقمـّة الترتيب في الدوري ، شكـّكت في القادمِ لبرشلونه
ليسَ تشاؤماً بقدر ماهوَ مُحاولةٌ لتقبّل واقعٍ قد يحدُث ، فالعقلانيّـة أحياناً تداوي الجرحَ قبْل وقوعِه .. نظرتُ فرأيتُ فالنسيا الخصْمُ العنيدُ هوَ التالي في سلسِلةِ التحدّيـات ، وقتها ضاعفتُ مقدارَ التشكيكِ إلى درجةٍ لمْ أعُد أحتملها !
جاءَ خروجُ مدريد من ليون كالصّاعقة ، فبكلّ صراحةٍ توقـّعتُ الردّ عاتياً من الملكي ، ولكن هيهات ! فاز ليون وعمّق جراحَ الباحثينَ عنْ اللقبِ الأوروبيّ بعدَ صيامٍ طويلٍ وإعادة تأهيل الفريق بطريقةٍ تجارية أكثرَ منها تكتيكيّة وكرويّة .
لندَع مدريد جانباً .. انتهَت فالنسيَا كما انتهت ، وتذكرّت وجودَ كائنٍ كرويّ يُدعى ليونيل ميسي .. لا أعلمُ إن كانَ كلّ من ينسبُ أمجادَ برشلونه لهذا الصغير يظنّ كلامَه إنتقاصاً !
بالطبع ليسَت السداسيّة من ميسي ، ولكنّ ميسي من السداسيّة مثلهُ مثل كلّ عناصر الفريقِ إبتداءً بـ بينتو وإنتهاءً بـ بيدرو .
برّدت الثلاثيّة على قلوبِنا كـ سُقيَا للأرضِ بعدَ جفافٍ .. واشكر الكلّ على أداءِه في تلكَ المُباراة ، واشكر إبرا لغيابـِه عنها !
ولكـن حتـّى بعدَ الإنتصار على أبناء فالنسيا، كانتِ الشكوكُ تنامُ وتلهو بداخلي .. لربّما أصِبْنَا بما أصِيبَ به أبناءُ العاصمة ! هذه كرة قدم وكلّ شيءٍ وارد .. من يعلم ؟
وأبَى كلّ ما في أن يُطيعَ محاولاتي العقلانيّة لتقبّل المفاجآتِ المتوقعةِ في هذه اللعبة .. ظلّ ذاكَ الصوتُ الدفينُ يذكرنـي ببرشلونه ، وبجنونِ برشلونه الذي لا يقبَلُ للمنطقِ مكاناً .
قبلَ المُباراةِ بدأتُ أشعرُ بأعراضِ الحمَاسِ المألوفة : رعشةٌ بسيطة ، شعورٌ بالتوتـّر مختلطٌ بإثارةٍ حمقاءَ لا أعلمُ سَببهَا ، استعجالُ الوقتِ لألتقي بمصير هذا التساؤلِ الرّهيب .
كمْ أربَكني خبرُ غيابِ تشافي ، ولكنْ تذكرّت توريه ، وكما يقول المثل : رب ضاره نافعه!
فاتني الشوْط الأول وعلمتُ بالنتيجةِ وكأنها ليسَت بجديدٍ عليّ .. وجاءَ الشوْط الثاني بما حَمَله الشوْط الأول ، هدفانِ من المُشكلة ميسي ومن الطموح بويان ليعودَ شتوتغارت للمنافسة على مقعدٍ يؤهله لدوري أبطال أوروبا الموسمَ القادم آملاً ألا يلاقي هذا الإجتياحَ الكرويّ العارم المدعوّ : برشلونه !
أثلجَ صَدري وجودُ توريه بقدرِ ما أحزَنني غياب الباش مهندس ، كما أدهشتني التشكيلةُ بتواجد هنري وبيدرو ، فـ إبقاءُ إبراهيموفيتش - محورُ الإختلاف والنقاش والجذب والدفع في كلّ كيانٍ برشلوني - كـ ورقةٍ رابحة كانَ له الأثر الجميل .
فلا تيأسوا يا برشلونيين فالقادم احلى