تكريم للمرأة ودورها من نوع آخر في قلقيلية

قلقيلية - معا - تفاجأ محمد موظف الجباية في بلدية قلقيلية بمجموعة من بنات المدارس يدخلن على مكتبه في زي المدرسة المعهود ، ظن لوهلة أنهن مراجعات ، زادت حيرته عندما بدأن يسألنه عن سير العمل والجباية وراحة المواطنين ، ومن ثم انتقلن إلى المكاتب الأخرى يسألن هنا ويقفن هناك ، بدأ الجميع يسأل .. ماذا هناك؟؟!

كانت الإجابة نحن المجلس البلدي الجديد !! انتشر الذهول على وجوه الموظفين بهذه المفاجأة ، متى وكيف ؟ علت الابتسامات على وجوه الجميع ، يا لها من مفاجأة سارة .

في قرار غير عادي، عقدت لجنة بلدية قلقيلية جلستها ، وقررت انه تكريما للمرأة ودورها فقد قررنا الآتي:

"تعيين مجلس بلدي لمدة يوم واحد من خمس بنات من بنات المدارس سيقمن بممارسات مهام اللجنة رئيسا وأعضاء " .

وفي معرض تعليقه على الحدث يقول سمير دوابشة رئيس لجنة بلدية قلقيلية أن المرأة هي كل شيء في حياتنا هي الأم والزوجة والأخت والبنت ، هي شريك الرجل ، في كل الميادين ، فنحن نكرمها بالقليل على دورها الكثير ، ويأتي ذلك أيضا تجاوبا مع سياسة وزير الحكم الحلي د. خالد القواسمي بتفعيل دور المرأة خاصة ونحن مقبلون على انتخابات الهيئات المحلية في الأشهر القليلة القادمة وكدفعة لزيادة مشاركة المرأة وأخذها دورها في المواقع المختلفة .

ويضيف دوابشة عندما طرحنا موضوع تكريم المرأة أردنا أن نخرج عن التقليد المعروف بتوزيع الهدايا العينية للموظفات في يوم المرأة ، أردنا ان نخرج بلفتة مباشرة لدور المرأة في المجتمع ووجدنا فكرة المجلس البلدي ليوم واحد والذي قد يتكرر في المستقبل حتى لو لم يكن هناك أية مناسبات تخص المرأة ، ستكون فكرة رائعة ستلاقي إعجاب الجميع .

ويضيف دوابشة وبالفعل وجدنا استقبالا جيدا لفكرتنا وتجاوبا غير طبيعي للموظفين والمراجعين مع هذا المجلس وأردنا كذلك من هذا المجلس ان نقول أن المواقع القيادية ليست حكرا على احد فكل مواطن يستطيع أن يكون قياديا في أي مكان وفي أي عمل يقوم به .

ويؤكد دوابشة أن هذا النشاط سينعكس على الفتيات أنفسهن في تقوية شخصيتهن وزيادة قدرتهن على التعامل مع المشاكل والحياة وسينمي روح المبادرة لدى غيرهن في خدمة مجتمعهن ووطنهن.

وشكر دوابشة مدير و مديرية التربية والتعليم والتي لها الدور الكبير والفاعل في إنجاح هذه المساهمة في التنسيق مع المدارس وتحضير المرشحات وإكمال الترتيبات اللازمة .

ويتكون المجلس الجديد من خمس فتيات ( أثير سامي ابو اسنينة ، ريم محمد ابو خضر ، هدير رشيد نزال ، ندى عمر سلامة ، ريم محمد عوض ) وهن طالبات من مدارس مختلفة من الصف الحادي عشر .

تقول الطالبات بعد أن استقبلن احد المراجعين ، لاشك أن العمل والمسؤولية ليست بالشيء السهل وأننا بتنا نقدر ونعرف جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتق رئيس البلدية والأعضاء في خدمة أبناء المدينة .

ويضفن واجهتنا بعض العقبات في التعامل مع بعض المراجعين من جانب أنهم ظنوا بعدم الجدية وقدرتنا على القرار لكننا كنا نؤكد لهم بهذه العبارة" جربوا وشوفوا" وسنستطيع إنشاء الله حل بعض من مشاكلكم .

وقامت الطالبات بمناقشة ومعالجة عدد من المشاكل ومساعدة عدد من المراجعين وحتى أنهن قمن باستدعاء رؤوساء أقسام وموظفين مباشرين لمناقشة عدد من القضايا معهم ، وسادت الأجواء الايجابية وروح التعاون بين الجميع .

المراجع محمد ابو عبد الله عقب على الحدث قائلا فوجئت لوهلة عندما دخلت لمراجعة الرئيس فوجدت مجموعة من البنات لكني فوجئت اكثر عندما بدأن يتناقشن معي في مشكلتي والتي اعتقد بأنه سيتم حلها من خلالهن، وسعدت أيضا بهذه الفكرة الغير عادية واعتقد بأنها تجربة ممتازة .

وكانت الفتيات قد قمن بجولة ميدانية على اقسام البلدية ومرافقها للاطلاع على سير العمل اليومي في البلدية ، وفي نهاية يوم العمل قامت الفتيات بعقد اجتماع لرؤوساء الأقسام والموظفين لإطلاعهم على تجربتهم وتوصياتهم التي خرجن بها بعد هذه التجربة وسادت اجواء من التفاعل والمشاركة والنقاش أجواء الاجتماع.

قد تكون هذه التجرية ليوم واحد وسينتهي لكن اعتقد جازما بأنها تركت اثرا في نفوس الموظفين والمواطنين على السواء وكذلك البنات المشاركات بهذا النشاط ، عملت على كسر الروتين وتغير نمط والية العمل ولا ننسى انها اخذت جانب تكريم للمرأة ودورها في المجتمع الفلسطيني والذي تشارك فيه الرجل في كل الميادين .