السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيرزيت:بحث يكشف عدم موضوعية "بي بي سي" في تغطية الاحداث الفلسطينية

نشر بتاريخ: 22/03/2010 ( آخر تحديث: 22/03/2010 الساعة: 22:41 )
رام الله- معا - كشفت رسالة ماجستير بعنوان "التغطية الإخبارية لـ بي بي سي للقضية الفلسطينية- نشرة أخبار العالم هذا المساء نموذجاً"، عدم موضوعية التغطية خاصة خلال الفترة ما بين (8 تشرين ثاني- 8 كانون أول 2008).

وكانت الطالبة الصحفية بثينة عبد المنعم حمدان قد ناقشت الرسالة يوم السبت ضمن تخصص الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، بإشراف الدكتور سميح شبيب أستاذ في دائرة الدراسات الثقافية، ود. جورج جقمان أستاذ في الدائرة ومدير مؤسسة مواطن، والدكتور سمير عوض أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة ومدير معهد دراسات التنمية، وحصلت عقب النقاش على درجة الماجستير.

وأشادت اللجنة بأهمية الرسالة واعتبارها اسهاماً في المجال الإعلامي، لا سيما وأنها الأولى عربيا التي تدرس محطة بي بي سي بالعربي.

الجانب النظري

وتناولت الباحثة موضوعية التغطية وما إذا كان عليها تأثيرات وضغوط وأثبتت صحة فرضيتها ومفادها "هناك تأثيرات متنوعة على التغطية الإخبارية لتلفزيون بي بي سي- العربي ممثلة في برنامج "العالم هذا المساء" الأمر الذي يجعل تغطيتها غير موضوعية".

واستخدمت الباحثة منهجية تحليل المضمون كآداة تحليل قامت بتدعيمها بآراء وكتابات مختلفة وأمثلة حية من واقع تغطية بي بي سي، إضافة إلى المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي في تفسير الأحداث. واعتمدت نظرية التاثير المعتدل لوسائل الإعلام- نموذج وضع الأجندة والتي تبين أن هناك علاقة إيجابية ما بين ما تتحدث به وسائل الإعلام والجمهور، بمعنى أن الإعلام هو الذي يخبر الجمهور ويضع له الأولويات من خلال ما يركز عليه ويبرزه من أخبار ومعلومات.

وحددت الكاتبة معايير الموضوعية في الإعلام فاستقتها من كتابات كبار الإعلاميين والموسوعات الإعلامية ودليل بي بي سي الإعلامي، وأبرزها عدم تحريف الخبر بالحذف أو الإضافة، فصل الرأي عن الحقيقة، التحرر من التأثيرات والأولويات، وذكر الخبر كامل دون حذف.

النتائج والتحليل

وتوصلت الرسالة إلى نتيجة مفادها أن إعلان بي بي سي بعكس حكومتها أنه لا يوجد في العراق أسلحة دمار شامل، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة البريطانية تعد لدخول الحرب واقناع شعبها بالأسباب، يشكل حرية واستقلالية لـ بي بي سي عن حكومتها، وأن ذلك يعود لعدم وجود لوبي صهيوني في العراق، كما هو الحال في فلسطين وأنحاء العالم ودور اللوبي في التأثير سلباً على التغطية للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي. وقد كتب روبرت فيسك وجين شاؤول وكبار الكتاب عن "وقوع بي بي سي تحت طاحونة اللوبي الصهيوني" ودليل ذلك تعامل المحطة مع مراسليها الذين ثار ضدهم اللوبي الصهيوني مما أدى إلى تعديل تقاريرهم أو اقصائهم عن أماكن عملهم.

كما تناولت الباحثة دور السفارة الاسرائيلية في بريطانيا والتي تقترح دوماً أفكاراً لتقارير تتعلق بالصراع، وتبعث برسائل وملاحظات بشكل مستمر حول تقارير المراسلين، وتغذي بي بي سي بمقالات لكبار المسؤولين في السفارة والحكومة الاسرائيلية على موقعها الأونلاين دون وجود كتابات في المقابل لفلسطينيين، وهنا تساءلت الباحثة عن دور ممثلية فلسطين لدى بريطانيا والخارجية الفلسطينية في الرد على مؤسسة إعلامية هامة ومعروفة ومؤثرة على المستوى العالمي.

وبينت الرسالة استخدام بي بي سي مفردات أحد طرفي الصراع وهو الطرف الاسرائيلي، مثل "وزارة الدفاع" بينما تدعي أن لغتها وصفية حيادية، كما لم تذكر كلمة احتلال طوال فترة مشاهدة المحطة رغم أنها تعترف بوجوده حسب القانون الدولي، ولم تستخدم لفظ المقاومة رغم أنه حق مكفول دولياً، وتذكر أسماء مستوطنات مثل "هار حوماً" بدلاً من جبل أبو غنيم ومستوطنة "حوميش"، رغم أنها تعترف بعدم قانونية العديد من المستوطنات.

هذا وتجاهلت المحطة 25 خبرا له علاقة بشهداء وجرحى واسرى فلسطينيين بينهم أطفال ومدنيون يفترض أن يحميهم القانون الدولي الذي تدعي بي بي سي أنها تستند إليه في لغتها الإعلامية. هذا وركزت المحطة في 14 نشرة على قضية الصواريخ واصفة الجانب العسكري لحركة حماس بـ "ترسانة حماس العسكرية" فضخمت قضية قاذفات ومحاولات لم تسفر عن اي جريح أو قتيل اسرائيلي.

هذا واستنتجت الكاتبة أن المحطة خرقت الموضوعية من أكثر من جانب، وأن هناك تأثيرات مختلفة عليها، ورغم أن سلطة الحكومة غير مباشرة على بي بي سي إلا أنها هي التي تعين على سبيل المثال رئيس المحطة وهو "مارك ثومسون" وهو الذي زار بعد تعيينه أرئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي، وهو الذي اتخذ قراراً بعدم بث نداء الاستغاثة للأمم المتحدة لصالح أطفال غزة، في حين قبلت الإدارات السابقة بث نداءات الاستغاثة لصالح أطفال السودان وغيرهم.

التوصيات

- الاهتمام بإنتاج تقارير تبين المعاناة اليومية للفلسطينيين من الاحتلال.
- ربط التاريخ بالاحداث الجارية في فلسطين.
- انتهاج مبدأ تقصي الحقيقة بشكل أكبر.
- فلسطينيا: يجب أن يكون هناك دور أكبر لممثلية فلسطين في بريطانيا ومراقبة بي بي سي والرد على مقالات المسؤولين في السفارة الاسرائيلية
- عربياً: يجب أن نعي توجه الغرب للعالم العربي اعلاميا فهذا يعني أن فكرنا وثقافتنا محط أنظار وأطماع الغرب .