البرغوثي:يجب الوقوف بوجه حرب المستوطنين واسرائيل تستهدف كسر المقاومة
نشر بتاريخ: 22/03/2010 ( آخر تحديث: 22/03/2010 الساعة: 17:19 )
رام الله- معا- قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان ما يجري في الاراضي الفلسطينية هو حرب يشنها المستوطنون بكل ما لديهم من امكانيات باسناد ومشاركة من جيش الاحتلال الاسرائيلي.
واضاف البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين في مركز وطن الاعلامي في رام الله ان هذا الوضع يترك الفلسطينيين بدون امن وبدون امان في كل ارجاء الاراضي المحتلة لا من المستوطنين ولا من قوات الاحتلال وهذا ما رايناه يتكرر في الخليل والقدس وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور والان في عراق بورين وعورتا ومناطق اخرى.
واكد ان تلك الهجمة والحرب التي يتم شنها من قبل المستوطنين تشمل الاستيلاء على الاراضي وقطع الاشجار وتدمير الممتلكات والاعتداء على السيارات وتدميرها والقمع وقتل المواطنين بدم بارد وبشكل وحشي بمشاركة من جيش الاحتلال
وعرض البرغوثي بالصور تفاصيل الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون وجيش الاحتلال.
وقال ان نتنياهو استقبل بايدن نائب الرئيس الاميركي باهانة كبرى تمثلت بالاعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس ولم يتراجع عن ذلك واتبع ذلك باعلان نير بركات رئيس بلدية الاحتلال في القدس عن عزمه بناء 50 الف وحدة استيطانية في المدينة المحتلة.
واضاف البرغوثي ان نتنياهو استقبل امين عام الامم المتحدة بان كي مون بقتل اربعة فتية هم اسيد ومحمد قادوس في عراق بورين ومحمد وصلاح قواريق في عورتا حيث تمت عملية القتل بدم بارد وبشكل وحشي خلافا لاكاذيب وادعاءات المتحدث ياسم جيش الاحتلال، مشيرا الى تصاعد جرائم المستوطنين حيث ان الاشهر العشرة الاولى من عام 2009 شن المستوطنون 290 هجوما على ابناء شعبنا مقارنة مع 243 هجوما في عام 2008 و 182 في عام 2007 .
واستعرض النائب لبرغوثي جملة من اعتداءات المستوطنين التي شملت تحطيم واضرام النار في السيارات الفلسطينية في القدس ومحيطها وقطع مئات اشجار الزيتون خاصة في سالم وبورين وعراق بورين وقريوت في محافظة نابلس الى جانب الاعتداءات اليومية على ممتلكات المواطنين في الخليل.
كما استعرض صورة سيدة من سوسيا في يطا تعرضت لاعتداء وحشي واصيبت في عينها ووجها اضافة الى اصابة الطفلة هديل معالي (6) اعوام التي اصيبت بحجر القاه عليها المستوطنون من مستوطنة يتسهار على سيارة عائلتها، مؤكدا ان اعتداءات المستوطنين استهدفت المدنيين وان 90% من المصابين في تلك الاعتداءات هم من النساء والاطفال وكبار السن.
واستعرض النائب البرغوثي صورا لمستوطنين ملثمين اثناء تنفيذهم لاعتداءات على ابناء شعبنا وتقطيعهم اشجار الزيتون واصفا اياهم بالعصابات التي تعمل على مسمع ومراى قوات الاحتلال التي تعرفهم بالاسم ولا تحرك ساكنا ضدهم.
كما عرض البرغوثي صورة لسهام ثابت التي اصيبت في عينها جراء اعتداء المستوطنين عليها مشيرا الى ان المحاكم الاسرائيلية لم تتخذ أي اجراء في القضايا المنظور فيها امامها.
واكد ان عملية قتل4 مواطنين في عراق بورين وعورتا خطيرة جدا لان الجيش قام بها دفاعا عن المستوطنين، مشيرا الى ان حديث المتحدث باسم جيش الاحتلال وادعاءاته بان الجيش لم يستخدم الرصاص الحي في عراق بورين بل استخدم الرصاص المطاطي يمثل كذبا مفضوحا وان صور الاشعة التي اخذت لجمجمة الشهيد اسيد ابو قادوس في مشفى نابلس هي اثبات قاطع على كذب ذلك المتحدث لانها تظهر رصاصة حية اطلقت من بندقية m16 ودخلت راس الشهيد وادت الى استشهاده.
كما عرض البرغوثي صورا تظهر حقيقة الاصابات التي تعرض لها الشهيدين محمد وصلاح قواريق من عورتا واستخدام الرصاص الحي وليس الرصاص المطاطي مثلما ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الى جانب ان الشهيدين جرى اعتقالهما قبل اعدامهما ميدانيا مشيرا الى ان الشهيد محمد قواريق اصيب بعدة رصاصات في الجسد وان مداخل الرصاصات ومخارجها يؤكد ذلك وقد عاينت جثماني الشهيدين في المشفى امس عندما شاركت في تشييعهما.
واشار الى اقدام قوات الاحتلال على اطلاق النار على المواطن عبدالله لافي والقائه من على الطابق الثالث من بناية قرب حاجز قلنديا وكذلك اطلاق النار على الشاب ايهاب البرغوثي من بيت ريما الذي اصيب بشلل نصفي خلال تظاهرة سلمية في النبي صالح وان اصابته نجمت عن رصاصة مطاطية دخلت الى عمق 15 سم داخل دماغه الى جانب حالة مماثلة في العيسوية قام خلالها الجنود بكسر رجل شاب عمره 15 سنة بعد اصابته برصاصة وسقوطه على الارض يؤكد مدى العنصرية والعنف المستخدم ضد ابناء شعبنا .
واوضح ان تصريحات نتنياهو وسلوك جيش الاحتلال تاتي في سياق واحد مع ما يقوم به المستوطنون حيث اعلن عن منطقة الحرم الابراهيمي ومسجد بلال انها منطقة تراث يهودي الى جانب تجريف الاراضي في بيت جالا واعادة بناء الجدار العنصري في المدينة ليستولي على 75% من اراضي المدينة الى جانب ما استولى عليه المستوطنون في جيلو بالتوازي مع عملية القمع في القدس وافتتاح ما يسمى بكنيس الخراب في القدس في تعد على اقدس اقداس المسلمين وهو المسجد الاقصى المبارك ترافقا مع شن حملة اعتقالات واسعة ضد نشطاء المقاومة الشعبية ليصل الامر الى حد الاعلان عن بلعين ونعلين مناطق عسكرية مغلقة في محاولة لكسر المقاومة الشعبية.
وقال البرغوثي ان تصريحات نتنياهو في اجتماع حكومته قبيل توجهه بساعات الى واشنطن وحديثه عن ان الاستيطان في القدس سيستمر كما جرى طوال 42 عاما وان البناء فيها مثل البناء في تل ابيب هي رسالة واضحة من شخص لا يريد السلام بل يسعى الى تفجير المنطقة برمتها ويتصرف كرئيس حكومة قطاع طرق ومستوطنين يمثلون لصوص ارض وان حديثه عن تجميد الاستيطان هو هراء لانه هو من اعلن عن الاستمرار في بناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية ويعلن ان البناء في المباني الحكومية في المستوطنات سيتواصل .
واكد ان هدف اسرائيل هو تحقيق هدفين هما تصفية عناصر القضية الفلسطينية وكسر المقاومة الشعبية الهادف الى حماية الانسان الفلسطيني وحقوقه الوطنية لان تلك المقاومة الشعبية باتت تقلق اسرائيل وتعريها واصبحت تستنهض حملة تضامن دولي هائلة هدفها فرض العقوبات كما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وثانيا محاولة تدجين المجتمع الدولي والعالم الغربي للرضوخ لمخططات اسرائيل بفرض امر واقع من جانب واحد على شكل ما يسمونه دولة ذات حدود مؤقتة في اقل من 40% من الضفة الغربية مع مصادرة 60% من مساحة الضفة و 805 من مصادر المياه وتحويل فكرة الدولة الى جيتوات ومعازل في اطار نظام التمييز العنصري وبالتالي استخدام المفاوضات غطاء لعمليات التوسع الاستيطاني .
وعرض خرائط تفصيلية لمخططات التوسع الاستيطاني تفسر الترابط بين القرارات الاسرائيلية وتصريحات نتنياهو مثل الاصبع الاستيطاني الذي يمتد عبر بناء الجدار ليستولي على اراضي بني نعيم ويضم مناطق كريات اربع وقلب الخليل بما يشمل ما يسمى بمناطق h1 والحرم الابراهيمي.
وقال البرغوثي ان الرد على تلك الهجمة الاسرائيلية يجب ان يكون عبر تبني استراتيجية وطنية عمادها الجمع بين المقاومة الشعبية وحركة التضامن الدولي ودعم الصمود الوطني واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، داعيا الى اعادة تخطيط وتوزيع الموارد الفلسطينية ودعم مناطق الجدار والاستيطان مثل الخليل والقدس وبيت جالا وبيت ساحور والقرى المختلفة وعائلات الاسرى والجرحى والشهداء مشددا على ان الذي يقرر المستقبل هو بقاء او عدم بقاء الناس في ارضهم .
وجدد النائب مصطفى البرغوثي دعوته الى التمسك بالاجماع الوطني الذي تبناه المجلس المركزي وهو عدم العودة الى المفاوضات قبل تجميد الاستيطان وتحديد اطار ومرجعية وسقف زمني للمفاوضات.