افتتاح المؤتمر السنوي الثاني حول تشكلات العنف في الواقع الفلسطيني
نشر بتاريخ: 23/03/2010 ( آخر تحديث: 23/03/2010 الساعة: 15:05 )
رام الله- معا- افتتح رئيس جامعة بيرزيت د. نبيل قسيس يوم الثلاثاء 23 آذار 2010، المؤتمر السنوي الثاني بعنوان: "تشكلات العنف في الواقع الفلسطيني: الإستعمار، ممارسات القوة، والنوع الإجتماعي"، والذي نظمه معهد دراسات المرأة بدعم من الصندوق العالمي للنساء والبرنامج النرويجي للبحث والتعليم التنموي NUFU ومسارات تمكين المرأة.
وأوضح د. قسيس أن هذا المؤتمر يأتي استكمالاً لنجاح المؤتمر السنوي الأول الذي ركز في حينه على تقديم وتحليل جملة من الدراسات والأبحاث الصادرة لتكون جزءاً من خطاب الحركة النسوية الفلسطينية، وموجهاً لراسمي السياسات في كافة مواقعهم، ساعياً إلى ربط الفكر بالممارسة على صعيد الرؤى والسياسات المتعلقة بالنساء.
وأشار إلى أن عقد المؤتمر السنوي الثاني دليل على جدية والتزام جامعة بيرزيت ومعهد دراسات المرأة خصوصاً بمراكمة جهود الباحثين من مختلف المواقع الأكاديمية والمؤسساتية في اتجاه تطوير آليات تمكين المرأة الفلسطينية في المجتمع سعياً وراء تأسيس مجتمع يعترف بحقوق المواطنين جميعاً دون تمييز ويصون الإنجازات.
وأضاف قسيس": يطمح هذا المؤتمر والذي تسستمر جلساته على مدار ثلاث أيام لنقاش عميق حول أطر دراسة وتحليل بنى القوة والعنف وعلاقات النوع الإجتماعي في سياق فلسطين القابعة تحت وطأة الإستعمار، كما ستقدم مداخلات تنطلق من التوجهات النظرية المختلفة التي تناولت العنف كمفهوم يحمل في ثناياه مضامين وتوجهات معرفية مختلفة ضمن الإهتمام العالمي لتفحص علاقة العنف إرتباطاً بالنوع الإجتماعي تحديداً، وبموقع الصراع وتجاذب عناصره".
من ناحيتها أوضحت مديرة معهد دراسات المرأة د. إصلاح جاد أن هذا المؤتمر يسعى إلى المساهمة النظرية والنقدية لتناول مسألة العنف ضد النساء في مجتمعنا، خاصة في ظل المناخ الذي تتعالى فيه الأصوات النسائية والتي تندد بالعنف الممارس ضد النساء وتحاربه وترى ضرورة لحماية النساء منه.
وأشارت د. جاد إلى أهمية المؤتمر الذي يعقد في ظل الظروف الصعبة فالوطن محتل والهجمة الإستيطانية تزداد توحشاً، والإنقسام المصطنع الذي يفتت عضد المجتمع، والظروف الإقتصادية التي تثقل كاهل الكثيرين، فكلها ترسخ أشكال عنف قديمة وتضيف عليها أشكال عنف جديدة لم يعهدها المجتمع الفلسطيني من قبل.
ودارت الجلسة الأولى حول "تشكلات العنف وتشابكها وإسقاطاتها: ما بين العنف الإستعماري والعنف المقاوم، العنف الوطني وعنف بنى السلطة، والعنف الأسري. وتوجهات واستخلاصات نظرية من سياقات عالمية مختلفة."
وتحدثت خلالها الدكتورة دوبرافكا زاركوف من المعهد الدولي للعلوم الإجتماعية حول "التنظير النسوي للحرب: جغرافيات التفكير"، فيما تحدثت الدكتورة ستيفانيا باندلوفو من جامعة بيركلي الأمريكية حول "تضيق النفس: تأملات حول العنف، الإخضاع، والتواجد المصدوم"، وعقبت على المداخلات السابقة أ.لينه ميعاري من جامعة ديفيس كاليفونيا-ومعهد دراسات المرأة.
أما الجلسة الثانية والتي تناولت "العنف الإستعماري: توجهات فلسطينية لدارسة وتحليل عنف الإحتلال الإسرائيلي وتأثيره على النساء الفلسطينات"، حيث قدمت أ. ساما عويضة من مركز الدراسات النسوية ورقة حول ممارسات الإحتلال وأثرها على النساء الفلسطينيات في القدس"، سلطت خلالها الضوء على واقع النساء في القدس في مواجهة سياسات الاحتلال المختلفة، وأثر تلك السياسات على هؤلاء النساء بشكل خاص وأسرهن بشكل عام، بما يخدم في وضع تصورات لتدخلات سياسية (مناصرة ومرافعة)، اقتصادية، واجتماعية تهدف إلى تمكين هؤلاء النساء وتساعدهن على الاستمرار والصمود.
في حين قدمت عرين هواري من جمعية السوار في حيفا ورقة تناولت "خطابات حول الرجولة في سياقات قهرية: رجال فلسطينيون في ظل الحكم العسكري". واستعرضت د. ريتا جقمان من معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت الحرب على غزة وآثرها على الصحة النفسية للنساء مقارنة بالرجال.
وحاولت أ. همت الزعبي من برنامج الدراسات النسوية من مدى الكرمل ، من خلال مداخلتها حول العنف الإقتصادي تقديم إقتراح لإطار نظري شامل وبديل يتناول قضية عمل النساء الفلسطينيات كجزء من المكانة الاقتصادية والسياسية للفلسطينيين في مناطق الـ48، حيث تطرقت إلى تحليل جيو- سياسيّ وتاريخيّ لمكانة مهجّرات الداخل الاقتصاديّة، معتمدةً على تحليل تأثير النكبة عمومًا، والتهجير على وجه الخصوص، وعلى حياة ثلاثة أجيال من مهجّرات قرية صفوريّة يسكّن اليوم حيَ يسمّى "الصفافرة" في مدينة الناصرة.
واستعرضت د. ريما حمامي من معهد دراسات المرأة أثر العقوبات والحصار والعنف العسكري على سكان غزة معتمدة على نتائج دراسة اليونيفيم على تقييم النوع الاجتماعي. وكانت قد عقبت على هذه الجلسة أ. آيلين كتاب من معهد دراسات المرأة.
ودارت الجلسة الثالثة حول "العنف الأسري: توجهات فلسطينية لدراسة وتحليل العنف"، قدمت خلالها أ. نجوى ياغي مداخلة حول العنف المتعلق بالنوع الإجتماعي في فلسطين، هدفت من خلالها إلى توفير المعلومات والتحليلات حول مدى انتشار العنف المبني على النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني وأنواع الخدمات المتوفرة لضحايا العنف وحالة التشبيك والتنسيق القائمة بين المؤسسات المزودة للخدمات لضحايا العنف ووضع التوصيات الموجهة لصناع السياسات والمناصرين المحليين والإقليميين والعالميين.
أما أ. أشرف حمدان من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فاستعرض تجربة فلسطين في تنفيذ مسح العنف الأسري 2005، موصياً بضرورة الاتفاق على مفاهيم موحدة عند تنفيذ مسح العنف الأسري في الفترة القادمة، و تحديد الأشكال والمفاهيم المتعلقة بالعنف عند جمع بيانات حديثة، إضافة إلى ضرورة مشاركة كافة المؤسسات وفعاليات المجتمع المدني عند تحديد المفاهيم وأشكال وأفعال العنف.
واستعرضت أ.عفاف زبدة من مشاريع جمعية المرأة العاملة دراسة حول العنف ضد المرأة تطرقت خلالها إلى الأنواع المختلفة والمتعددة من العنف الاجتماعي ( جسدي، نفسي، جنسي اقتصادي... الخ ) اضافة الى العنف السياسي. حيث تم النظر الى العنف ضد المرأة كعملية (process ) لها ابعادها النفسية والاجتماعية والسياسية، كما تم النظر الى تأثير الانظمة المختلفة، ومراكز القوة، والعلاقات في داخل الاسرة والمجتمع بكافة مؤسساته، بهدف فهم اعمق لهذه القضية او المشكلة، والتعرف على الاليات التي يتم من خلالها ممارسة العنف ضد المرأة، وكيف يتم اعادة انتاجه، واعطائه الشرعية، وكذلك آليات المواجهة التي استخدمتها المبحوثات.
وكانت قد عقبت أ. بيني جونسون من معهد دراسات المرأة على الأوراق المقدمة في ختام هذه الجلسة.