الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اقـــــامــــة جـــبــريـــة

نشر بتاريخ: 01/07/2005 ( آخر تحديث: 01/07/2005 الساعة: 22:34 )
ترجمة معا-اريك فايس - صحيفة كول هزمان
مهما بذلنا من جهد وحاولنا تجاهل الواقع الصعب والشعور الرهيب الذي تركه الجدار الفاصل في قرية السواحرة الواقعة في ضواحي القدس الشرقية لن يكون النجاح حليفا لنا .
وكان الجدار وبرج المراقبة الداكن اللون الذي يتوسطه لا يكفي المسافرين على الطريق الموازي له فلا يبرح ناظر المسافر على هذه الطريق جدارا فضيا اضافيا يتلوى معه ولا نعرف لماذا هذا الطريق بالذات حظي بهذه الحماية المضاعفة جدار من ناحية واسلاك فضية من جهته الاخرى يبدو ان احدهم اقترح ذلك حفاظا على منظر الاسفلت الحديث .
يمكن مشاهدة بيوت السواحرة العربية -السواحرة الغربية والتي تشمل مناطق جبل المكبر من خلال المساحة الضيقة التي يتيحها الجدار الفضي .
يبلغ تعداد السواحرة حوالي 30 الف بقي 14 الف هم تعداد القسم الغربي من البلدة داخل حدود بلدية القدس ولكن الاشكالية ان غالبية هؤلاء يوجد عائلات شتت الجدار شملها واصبحت خارج حدود البلدية .

اربعة عشر منزلا تملكها عائلة السروجي بقيت في الجزء الغربي من البلدة منهم محمد السروجي يملك ثلاثة منها تضم في ثناياها 21فردا وعلى عكس جاره وابن عمه عناد السروجي لم يحالفه الحظ بالحصول على بطاقة هوية زرقاء رغم اقامته في حدود بلدية القدس وايفائه بالتزاماته كاملة من ضريبة وغيرها منذ عام 1975حيث صمم مكتب الداخلية على رفض الاعتراف به كمواطن او احد سكان القدس .
قبل الجدار كانت حياة اسرة محمد ممكنة الاحتمال حيث لم تكن الحدود جدية ولم يفصل بيت محمد عن الجزء الشرقي من البلدة سوى 200متر لم يجد صعوبة في اجتيازها ذهابا وايابا ولم يسكان القرية مجبرين على اثبات اقامتهم فيها حتى بناء الجدار حيث يطلب منهم ابراز بطاقاتهم الشخصية التي تثبت مكان اقامتهم وعلى هذا الاساس اصبحت عائلة محمد تقيم في منزلها بشكل غير قانوني لذلك لا يستطيع 21فردا هم عائلة محمد الخروج من منازلهم خشية القاء القبض عليهم وفي واقع الامر اصبح مجرد وجودهم في البيت مخالفة يعاقب عليها القانون وليس غريبا اعتقال احدهم بتهمة تواجده في منزله .
عناد السروجي لم يكن يعرف بالضبط اين يسكن فحين اشاد منزله عام 1979حضر موظفو بلدية القدس وطالبوه بدفع رسوم الترخيص وضريبة الارنونا وفي نفس الاسبوع طالبته بلدية رام الله بنفس الشيئ وعندما توجه عناد للمحكمة لتحدد الجهة الواجب عليه التعامل معها والدفع لصالحها اخبرته المحكمة للمرة الاولى بانه يسكن في منطقة سيادة بلدية القدس .