وفد طلابي حقوقي يزور الخليل ويطلع على واقع الانتهاكات الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 24/03/2010 ( آخر تحديث: 24/03/2010 الساعة: 18:27 )
الخليل-معا- زار مدينة الخليل اليوم وفد طلابي حقوقي من جامعة "نورث ايست" في مدينة شيكاغو الأمريكية بهدف الإطلاع على الأوضاع في المدينة وواقع الحياة تحت حراب الاحتلال والمستوطنين، خاصة أحياء بلدتها القديمة والمناطق القريبة من المستوطنات الجاثمة فيها، والتضامن مع سكانها ورصد الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، التي هم بصدد عمل دراسات حولها.
وكان في استقبال الوفد بدار البلدية خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل، الذي رحب بالوفد الضيف وشكر تضامنهم و إحساسهم الإنساني نحو تحقيق العدالة و الرغبة في نصرة المظلومين والتضامن مع الحقوق الفلسطينية المشروعة وفق جميع الأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية. وأعرب العسيلي عن تقديره لدور منظمات حقوق الإنسان، خاصة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي قام بتنظيم حضور الوفد الحقوقي الزائر لمدينة الخليل وبرنامج عمله.
واستهل اللقاء بحديث للناشط والباحث فهمي شاهين منسق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي كان يرافق الوفد، بالتعريف على أعضائه والهدف من الزيارة وأهميتها، مستعرضا وضع مدينة الخليل وتاريخ الاستيطان فيها، وواقع الحياة في ظل الإجراءات التعسفية الإسرائيلية بحق سكان المدينة وزوارها، وبما في ذلك اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين شبه اليومية، مبينا للوفد أيضا الجهود التي تبذلها مؤسسات وفعاليات المدينة، وفي المقدمة منها بلدية الخليل، لمواجهة الاستيطان والحفاظ عل هوية المدينة الفلسطينية العربية الإسلامية.
و خلال اللقاء وبعد أن قدم العسيلي نبذة تاريخية عن المدينة والمخاطر التي تهددها نتيجة استمرار الاستيطان والقرارات الإسرائيلية غير القانونية وغير الشرعية بحق المقدسات الإسلامية فيها والإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال على البلدة القديمة والمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين العزل، تطرق إلى مشروع تسجيل المدينة ضمن قائمة المدن التاريخية في اليونسكو داعيا أعضاء الوفد إلى دعم هذا المشروع والمشاركة في اللوبي الدولي الضاغط لتحقيق التسجيل.
كما تحدث العسيلي عن إمكانيات تحقيق السلام في ظل سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية والتي وصفها بحكومة المستوطنين. وقال إن الشعب الفلسطيني دعاة سلام و يرغب أن يعيش أطفاله في سلام كباقي أطفال العالم والقيادة الفلسطينية لا تكف عن مد يدها لتحقيق سلام عادل وشامل، لكن يبدو أن على الطرف الآخر نقيض لا يرغب بالسلام الذي وضعت أساسه الشرعية الدولية، ويقوم هذا الطرف بوضع العقبات أمام أي محاولة للوصول لحل سياسي في المنطقة.
و أضاف العسيلي انه لا بد من موقف عالمي لضغط على إسرائيل لوقف سياساتها واجبراها على الالتزام بالقانون الدولي ودفعها لتنفيذ كامل استحقاقات عملية السلام العادل والشامل وفق القوانين وقرارات الشرعية الدولية، وفضح ممارساتها غير الإنسانية و التي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان التي أقرتها دول العالم.
وبعد اللقاء قام الوفد بجولة ميدانية شملت البلدة القديمة وحواريها والمنازل المجاورة للبؤر الاستيطانية وصد الحواجز العسكرية المنتشرة فيها والطرق والمحال والمنازل المغلقة بأوامر عسكرية إسرائيلية، وقام كذلك بزيارة مسجد الحرم الإبراهيمي وشارع الشهداء، وطلع عن كثب على الإجراءات التعسفية ضد أماكن العبادة وروادها، وتلك المفروضة على داخل المدينة ومحيطها.