الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجولة الترويجية لقطاع الأوراق المالية في لندن.. كسر للصورة النمطية

نشر بتاريخ: 24/03/2010 ( آخر تحديث: 24/03/2010 الساعة: 18:57 )
رام الله -معا- عقدت سوق فلسطين للأوراق المالية في يوم الأربعاء الموافق 2010/3/24 في مدينة رام الله مؤتمراً صحفياً لاستعراض أبرز ما تمخض عن الجولة الترويجية لقطاع الأوراق المالية في العاصمة البريطانية، لندن، التي نظمتها السوق بالتعاون مع مجموعة الاتصالات الفلسطينية(الراعي الشريك) خلال الفترة 2010/3/19-17. وتحدث في المؤتمر الصحفي كل من الرئيس التنفيذي لسوق فلسطين للأوراق المالية، السيد أحمد عويضه، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، السيد عمار العكر، والسيدة فداء مصلح/عازر، مسئولة العلاقات العامة في السوق.

بعض الصناديق أعادت تفعيل حسابات بالسوق
من جانبه وخلال المؤتمر الصحفي، أشار الرئيس التنفيذي لسوق فلسطين للأوراق المالية، السيد أحمد عويضه إلى أن نظرة المستثمرين والصناديق الاستثمارية قد تغيرت بعد الأزمة المالية العالمية، وبدأت الأنظار تتجه نحو البحث عن فرص وأماكن لتوزيع الاستثمارات في الأسواق الناشئة، بعد أن كانت تتركز في الأسواق المتقدمة التي كانت أكثر تضرراً من الأزمة المالية العالمية. وأضاف أن الجولة الترويجية شملت اجتماعات مع صناديق استثمارية عربية مقيمة في لندن وأخرى بريطانية وغربية، مشيراً إلى أن هذه الاجتماعات شملت عشرة صناديق استثمارية حول العالم، منهاBlack Rock - أضخم صندوق استثماري في العالم، كاشفاً النقاب عن أن بعض الصناديق بدأت فعليا عملية إنشاء صناديق للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف عويضه أن الجولة حاولت كسر الصورة النمطية التي يصنعها الإعلام حول فلسطين بتركيزه على الجانب المأساوي من اجتياح وتدمير وحواجز وعوائق سياسية وغيرها، قائلاً: لأول مرة يتم الحديث عن فلسطين في الصحافة المالية المتخصصة دون التطرق للجوانب السياسية، وحاولنا أن نبرز الوجه الآخر لفلسطين بغض النظر عن صعوبة الواقع السياسي والميداني. وعن نتائج الجولة، قال عويضه: لا نتوقع أن تكون الفائدة آنية أو مالية فقط بل نتوقع أن تكون الفائدة إستراتيجية وطويلة الأجل، مبيناً أن الجولة استطاعت إحداث نقلة في التواصل مع الصناديق الاستثمارية بحيث سهلت عملية المتابعة مع هذه الصناديق.

وأكد عويضه تفاؤله بالجولة مشيراً إلى وجود صندوق واحد على الأقل من هذه الصناديق بدأت فعلياً بعملية فتح حساب تداول بالسوق، كما أن بعض الصناديق أعادت تفعيل لحسابات كانت قائمة بالسابق، وقال: ربما تثمر الجولة عن دخول ثلاثة صناديق جديدة للسوق خلال الفترة القادمة، فالمؤشرات الايجابية تشير إلى أن شيئا ما يتحرك، مبيناً أن جولة لندن شجعتنا لترتيب جولة ترويجية أخرى ثالثة في شهر أيلول القادم في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. وبين عويضه أن الجولة شهدت أكثر من ستين اجتماعاً ثنائياً بين مختلف مكونات الوفد الفلسطيني المشارك مع نظرائهم البريطانيين ولقاءات صحفية مع وسائل الإعلام العالمية، مشيراً إلى حجم الاهتمام الإعلامي الكبير من أهم وسائل الإعلام العربية والعالمية. إلى ذلك أشاد عويضه بالشراكة مع مجموعة الاتصالات الفلسطينية عبر التعاون في تنظيم هذه الجولة.

إبراز بيئة الاستثمار
من جانبه، أشاد الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات، عمار العكر بالشراكة مع سوق فلسطين للأوراق المالية، مبيناً أن حجم "الاتصالات" ودورها في السوق وحجم أعمالها يحتم عليها أن تكون شريكاً في مثل هذه الجولة التي عقدت في العاصمة الاقتصادية للعالم، مشيراً إلى أن مجموعة الاتصالات الفلسطينية تعتبر نفسها جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني وتعي حجم مسؤوليتها المباشرة وغير المباشرة في المساهمة في عملية البناء والتنمية. ونوه العكر بأن العاصمة البريطانية، لندن، كانت قبل سنوات محطة هامة انطلقت من خلالها "الاتصالات" لتوسيع شبكتها إلى أن وصل عدد المشتركين اليوم إلى مليوني مشترك.

وحول الجولة، شدد العكر على أن نتائج الجولة كانت ايجابية جداً وأوصلنا رسالة واضحة بأن نمتلك بيئة استثمارية منتجة تتوفر فيها أنظمة وقوانين عصرية والحوكمة والشفافية، وقال: استطعنا أن نشارك بنجاح في الجولة وتمكين الشركات المدرجة جميعها من الاستفادة من هذا الجهد لصالح تغيير الصورة النمطية عن البيئة الاستثمارية، وإبراز السوق المالي والشركات المدرجة على أفضل درجة ضمن معايير العمل الاستثماري والمالي الدوليين في فلسطين. وأضاف: نضاهي شركات كبرى في المنطقة والعالم من حيث الموارد البشرية والرؤية والبصيرة في تسيير دفة أعمالنا ومساهمتنا في اقتصاد البلد بما يضمن أيضاً مسؤوليتنا نحو مساهمينا وجميع متعاملينا، مبيناً أن حجم مجموعة الاتصالات في سوق المال الفلسطيني وانتشارها عبر سلة خدمات الاتصالات المتنوعة ونتائجها المالية الايجابية تتطلب منا أن نساهم في دعم إي جهد عام لشرح آفاق الاستثمار والتنمية في فلسطين.

وأشار العكر إلى أن هذا الحراك هام ويساعد القطاع الخاص للعمل مع الحكومة والمساهمة في إرساء الأسس لبناء الدولة الفلسطينية، وكذلك يأتي ضمن مهمة القطاع الخاص وإقناع المستثمر الأجنبي بملائمة البيئة التشريعية والقانونية والاستثمارية لدخول مستثمرين أجانب في سوقنا الفلسطينية، قائلاً: نحن شركاء في كل هذه الجهود والمبادرات. وأضاف: نتأمل أن يتم زيادة استثمارات هذه الصناديق في أسهم الاتصالات وأسهم جميع الشركات، منوهاً بوجود صندوق بريطاني كبير لديه استثمارات مستمرة في سهم الاتصالات منذ العام 2007، ما يدل على قوة الأداء وثقة المجتمع الاستثماري الدولي في سهم الاتصالات وأداء شركاتها رغم الظروف الصعبة و البيئة السياسية المتقلبة.

من جانبها أكدت مسئولة العلاقات العامة في سوق فلسطين للأوراق المالية، السيدة فداء مصلح/عازر أن جولة لندن ومن خلال رسالة اقتصادية بحتة، هدفت لتحقيق جملة من الأهداف والتطلعات أبرزها استقطاب الاستثمارات الخارجية من خلال لفت أنظار المستثمرين المؤسساتيين والصناديق الاستثمارية للفرص الاستثمارية الواعدة في السوق الفلسطينية، مبينة أن الجولة تمت بمشاركة 30 شخصاً ممثلين عن قطاع الأوراق المالية، من السوق وهيئة سوق رأس المال، والشركات المدرجة وشركات الوساطة، إضافة إلى بعض فعاليات الأعمال والاستثمار الفلسطينية. كما أضافت أن جولة لندن حظيت بدعم من السيد توني بلير ممثل الرباعية من خلال رسالة دعم وزعت على كافة المشاركين في الجولة. وأشارت عازر انه سيكون هناك إستراتيجية متابعة وتواصل دائمة من قبل المشاركين في الجولة مع كافة الصناديق الاستثمارية والمستثمرين المؤسساتيين الذين تم الاجتماع بهم.

اهتمام متنامي بالاستثمار في السوق الفلسطيني
وفي مداخلته، أكد سمير حليله الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو القابضة)، على أهمية هذه الجولات الترويجية في خلق اهتمام لدى المستثمرين والصناديق الاجنبية بالاستثمار في فلسطين في ظل الاهتمام المتنامي والبحث عن فرص استثمارية في الاسواق الناشئة خاصة بعد الأزمة المالية العالمية، مضيفاً أن الواقع السياسي الذي تعيشه فلسطين لا يشكل عائقاً امام استقطاب الاستثمار الخارجي والدليل على ذلك قصص النجاح التي حققها القطاع الخاص الفلسطيني. واضاف حليله أن أحد الانجازات الهامة لهذه الجولة الترويجية تمثلت في الالتقاء مع أصحاب القرار في أهم الصناديق الاستثمارية العالمية وتعريفهم بالفرص الاستثمارية المتاحة في فلسطين. وقال حليله: "لقد لمسنا اهتماماً حقيقياً لدى الصناديق الاستثمارية ورغبة في التعرف أكثر على السوق الفلسطيني والفرص المتاحة، وهذا بحد ذاته انجاز للمشاركين في الجولة وللاقتصاد الوطني بشكل عام".

وأشار حليله الى ضرورة التواصل والمتابعة مع المستثمرين الاجانب والصناديق الاستثمارية بشكل مستمر خصوصاً وأن عدد كبير من الذين تم الاجتماع معهم خلال الجولة الترويجية أبدو رغبتهم في المشاركة في مؤتمر فلسطين للاستثمار الذي سيعقد في حزيران القادم بمدينة بيت لحم.

النتائج من خلال التعامل المباشر
وفي معرض رده على تساؤل حول نجاح الجولة والأسباب التي تعيق الصناديق الاستثمارية من دخول السوق الفلسطينية، أشار عويضه بأن النتائج التي نتحدث عنها لن تكون آنية، خصوصاً أن نتعامل مع مستثمرين وصناديق أمامها خيارات أخرى كثيرة وواسعة، قمنا بإبراز أن فلسطين تمتلك اقتصاداً ليبرالياً مفتوحاً، من حيث الأطر القانونية الحديثة مقارنة بأسواق المال في المنطقة العربية، كذلك لا توجد هناك قيود أو ضرائب على الاستثمارات المالية الخارجية، ناهيك عن ثقافة الحوكمة والإفصاح المتقدمة والبنية التحتية والتقنية العالية والتي تضاهي أسواق المال على المستوى العربي والإقليمي.

واضاف: أن المستثمرين الأجانب يبحثون عن المصداقية والشفافية، لقد قمنا بعقد اجتماعات مع صناديق استثمارية، وهذه سوف تكون البداية، أما النتائج فتأتي من خلال المتابعة واستمرار التواصل والتعامل المباشر، والنتائج التي يمكن أن تتحقق قد تكون طويلة المدى ومن خلال المتابعة، وعن العوائق قال عويضه: أن المعيقات الأساسية أمام الصناديق تتمثل في الصورة النمطية السائدة والوضع السياسي.