الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللاعب الأجنبي في طبخة السلة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 25/03/2010 ( آخر تحديث: 25/03/2010 الساعة: 15:26 )
بيت لحم - معا - كتب: محمد اللحام - سؤال يتردد بكثرة هذه الايام حول جدوى وجود اللاعب الاجنبي في ملاعب كرة السلة الفلسطينية بعد ان اصبح لدى كافة الفرق لاعب تعزيز باستثناء فريق اهلي القدس .

وعلى هامش احدى المباريات دار نقاش بيني وبين مدرب سرية رام الله الاستاذ جورج سكاكيني وقد اتفقنا في جوانب واختلفنا في جوانب .

في البداية لا اعرف هل نضجت التجربة واصبح بمقدورنا ان نحكم عليها ام من المبكر الحكم ؟! اعتقد انه من المبكر فالتجربة جديدة على معظم الفرق فالاجنبي شارك في الدوري العام الماضي وفي هذا الدوري الذي لم يصل للمنتصف بعد .

وقد لا يختلف اثنان على جمالية اداء معظم الاجانب في المباريات مما شكل عامل جذب للجمهور الذي وجد شيئا جديدا كما يسجل للاجانب تلك المهارات القابلة للاكتساب من قبل لاعبينا بالاضافة لفرصة الاحتكاك امام اللاعب المحلي لينافس الاجنبي كما ان المشاركات الخارجية تحتاج للاعب التعزيز لامكانية المنافسة على المستوى العربي والخارجي وذلك لمحدودية امكانيات اللاعب المحلي . أضف على ذلك التكلفة غير المرتفعة فمعظمهم يتقاضون مبلغ ما بين (1500-3000 )دولار بدل الثلاثة أشهر .

واذا كانت العوامل اعلاه تسجل لصالح لاعب التعزيز الاجنبي فان هناك ما يسجل عليه ومن ابرز ذلك ما يقوله البعض في اخذه لدور اللاعب المحلي وقد تكون نقطة خلافية ما بين مؤيد ومعارض فمن جانب العدد النقطي الكبير الذي يسجله فانه يحرم بذلك بعض اللاعبين من التسجيل لانه البديل في حين قد يقول قائل ومن الذي يمنع الاخرين من التسجيل ؟! ولو لم يسجل هو فهل حقيقة سيسجل الاخرين ؟!

الا ان الامور السلبية المؤكدة هو اعتماد بعض الفرق على الاجنبي ووجودها في الدوري مرهون بوجوده وهنا مشكلة وهي مشكلة ادارة الفرق وليس مشكلته هو .

ومن الاشكاليات الاخرى ذلك الاسلوب الفردي الذي يلعب به بعض اللاعبين الاجانب في محاولة للظهور بمظهر البطل الأوحد والمنقذ اضافة لغرور البعض الاخر وتعاملهم بفوقية مع زملائهم .

ومن السلبيات ايضا عدم امكانية الاطلاع على المستوى الحقيقي للاعب قبل توقيع العقد وجلبه للبلاد والتكلفة التي تنتج عن ذلك . ولا تمتلك الاندية سوى مشاهدة مادة مصورة يبعثها هو عن نفسه ويضع فيها اجمل وافضل ما لديه وعندما يصل هنا تنكشف الحقيقة وقد انخدعت بعض الفرق بمستوى من وقعت معهم .

كما ان المستوى قد يكون مرتبط باللاعب نفسه وبالفرقة التي يلعب معها فجمال ورد لاعب الإسلامي الحالي كان قد ظهر مع إبداع الدهيشة في العام الماضي كنجم كبير الا انه ظهر بشكل متواضع حتى اللحظة ولم يخدم فريقه ويحقق الفارق في المباريات .
وكذلك الأجنبي لدى أرثوذكسي بيت لحم يظهر بمستويات متقلبة .

ومن ابرز السلبيات للموضوع قد تكون استكانة بعض الاندية للتعاقد مع التعزيز على حساب بذل الجهد في قطاع الناشئين وهذا خطير جدا ولو أغمضنا عيوننا وتخيلنا بعض الفرق دون أجنبي فهل سنشاهدها على سلم الدوري ألان في نفس المكان؟؟ .

اذا التجربة حتى اللحظة لها مالها وعليها ما عليها ولكننا لا نستطيع ان نجزم اين تكمن الافضلية في الاستمرار ام في وقفها كما يرشح من أخبار عن إمكانية قرار الاتحاد بوقف التعزيز في العام القادم .

وفي النهاية فان اللاعب الاجنبي وان كان مشكلة للسلة الفلسطينية فانه ليس السبب بل هو نتيجة لسياسات ادارية خاطئة واذا كان حلا فانه حل مؤقت للاهتمام باللعبة وتوسيع قاعدتها الشعبية ونحن نريد الأجنبي مثل (البهارات-نكهات) على طبخة السلة على أن يكون هناك طبخة لا أن نستنشق البهارات طوال الوقت دون تذوق الطبخة!!! وللحكم أفضل اعتقد أننا بحاجة لوقت أطول للتذوق مع وقفة نقدية للسلبيات والايجابيات من كافة الجهات صاحبة العلاقة وقد يكون عام اخر كافي للحكم.