السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

زهيرة كمال: لا انتفاضة ثالثة دون قيادة سياسية موحدة

نشر بتاريخ: 25/03/2010 ( آخر تحديث: 25/03/2010 الساعة: 17:56 )
بيت لحم- معا - قالت وزيرة شؤون المرأة السابقة، زهيرة كمال ان الحكومة الاسرائيلية من خلال ممارساتها واعتداءاتها الاخيرة ، تدير ظهرها للعالم، ولا تكترث بمطالبه .

واضافت كمال خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، ان اسرائيل تنتهج سياسة الامر الواقع، وتعمل على خلق وقائع على الارض ، لأعاقة اي تقدم في مفاوضات عملية السلام، في ظل غياب المجتمع الدولي ، ومنظمومة عربية موحدة، وموقف فلسطيني واضح يردعها عن سياستها.

واكدت الوزيرة السابقة ان اسرائيل ما زالت تنتهج سياستها وتفرض ما تريده على الارض من خلال مواصله اعتداءتها والتي تدل على عدم رغبتها في انجاز اتفاق سياسي عادل، مشيرة في الوقت ذاته الى قيام الطرف الفلسطيني بتنفيذ كافة التزاماته التي تعهد بها للمجتمع الدولي.

ورأت ان اسرائيل تريد من الجانب الفلسطيني التنازل عن حقوق شعبه كافة، لذلك هي تعمل على تكثيف عملية الاستيطان، عند بروز اي مسعى لتحريك عملية السلام.

وقالت كمال "اننا لاحظنا بعد التوقيع على اتفاقية اوسلو، ومفاوضات كامب ديفيد، وكذلك اجتماع انابوليس قيام اسرائيل بتسريع وتوسيع البناء في المستوطنات، الامر الذي يشكل صفعة لكل الجهود الدولية الرامية لاحياء عملية السلام، وهو الامر الذي لمسناه مؤخراً ازاء مساعي الادارة الامريكية لأطلاق المفاوضات غير المباشرة، الامر الذي قابلته اسرائيل بقرار بناء الاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية".

ووصفت كمال خلال برنامج رأي عام ، موقف الحكومة الاسرائيلية من المجتمع الدولي بالوقح، والذي تمثل بعدم الاكتراث بمساعي ادارة اوباما في اطلاق مفاوضات السلام ،وكذلك وصف البريطانيين بالكلاب على خلفية طرد مسؤول الموساد في لندن، مستغربة في الوقت ذاته من عدم اتخاذ موقف من قبل المجتمع الدولي تجاه تلك الحكومة اليمينة .

واشارت الى ان التغيرات الدولية التي نشهدها خلال الفترة الحالية، هي تغيرات كمية، تحتاج الى مزيد من الوقت حتى تصبح نوعية، اي كي تتحول الى موقف قوي ضد اسرائيل.

انتفاضة ثالثة في ظل الانقسام..امر صعب جدا

وحول امكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة رداً على الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة ، وخاصة في مدينة القدس... رأت كمال ان اي انتفاضة ستندلع دون وحدة وطنية فلسطينية لن تكون بالمستوى المطلوب، ولن نستطيع ان نكسب من خلالها المجتمع الدولي والعربي الى جانبنا.

واعتبرت انه لا يمكن لأي انتفاضة فلسطينية ان تنجح دون وجود رسالة سياسية فلسطينية واضحة، و قيادة فلسطينية موحدة تقودها وتوجهها، كما انه لا يمكن ان تندلع انتفاضة فلسطينية دون وحدة وطنية، ولا يمكن ان نخلق ضغطا على المجتمع الدولي الا بانتفاضة ، وبرسالة سياسية قوية كي يفهم مطالبنا.

والمحت كمال ان الظروف الموضوعية مهيأة لاندلاع انتفاضة فلسطينية، ولكن الظروف الذاتية غير مهيأة لذلك، بمعنى ان هناك غضب شعبي وهبة شعبية في بعض المناطق، وكذلك استمرار التصعيد الاسرائيلي، بالمقابل هناك غياب للوحدة الوطنية وقيادة فلسطينية موحدة ، وبرنامج وطني واحد ، اضافة الى الالتزامات التي قطعتها السلطة الفلسطينية على نفسها امام المجتمع الدولي.

ودعت كمال الى ايجاد برنامج سياسي وكفاحي في ان واحد، وكذلك قيادات ميدانية على الارض، وهو الامر الذي نفقده حالياً، لمواجهة المعادلة الصعبة، حيث هناك حاجة شعبية للنضال، ازاء ممارسات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة ، في ظل وجود سلطة فلسطينية تتعامل بوجوب الاتفاقيات الموقعة مع المجتمع الدولي ، الذي يضغط بدوره للعودة الى طاولة المفاوضات.

واعتبرت ان اسرائيل تقوم" بجس نبض" المجتمع الدولي من خلال اعتداءاتها المتكررة ، لرؤية موقفه وافعاله تجاه تلك الممارسات، وبالتالي اما الاستمرار او التوقف ازاء ردة الفعل الدولية، ولذلك اسرائيل تستمر في سياستها العدوانية على الارض لانها ترى ان الموقف الدولي والفلسطيني غير قوي وواضح تجاهها.

ورأت كمال ان الشارع الفلسطيني يشعر بالاحباط وخيبة الامل ، لذلك يجب تعميم ثقافة المقاومة بكافة اشكالها وانواعها لاتاحة المجال امام الجماهير للتعبير عن غضبها، اضافة الى شعور الناس ان القيادة غير قادرة على تطمينهم على مستقبلهم، بمعنى انه لا يوجد رسالة واضحة وافعال من قبل القيادة، تجاه الساحة الداخلية والدولية.

واشارت كمال الى ان المطلوب فلسطينيا ، هو ادارة جيدة وتخطيط محكم للامور، اي ان نكون مدركين لنقاط قوتنا وضعفنا، وكيف يمكننا استغلال الفرص المطروحة امامنا، وتجنب التهديدات والمخاطر المحدقة بنا، وهو الامر الذي نفتقده.

واضافت انه يجب على الجانب الفلسطيني ان يعرف كيف يستفيد من المتغيرات الدولية والاقليمية لصالحه، كي يعززمواقفه الايجابية ، من خلال ايجاد فرق وسفراء جيدين قادرة على محاكاة المجتمع الدولي وتقديم الحجج والبراهين القوية الدامغة، اضافة الى تشكيل لوبي فلسطيني وعربي قوي.

وكان تلفزيون وطن قد طرح استطلاعا للرأي عبر موقعه الالكتروني (www.wttan.tv) حول مدى توقع الشارع الفلسطيني لاندلاع انتفاضة ثالثة في ظل الانقسام السياسي ، ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة، حيث توقع 73% من المصوتين انهم لا يتوقعون اندلاع انتفاضة ثالثة ، في حين عبر 18% من المصوتين عن اعتقادهم بامكانية نشوب انتفاضة ، بينما كان 9% من المصوتين لا رأي لهم.