كيف وقع نتنياهو في كمين اوباما ؟
نشر بتاريخ: 25/03/2010 ( آخر تحديث: 27/03/2010 الساعة: 14:26 )
بيت لحم- معا - توالت ردود الفعل الاسرائيلية على ما واجهه رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو اثناء اجتماعه بالرئيس الامريكي باراك اوباما .
الصحف الاسرائيلية غصت بالتحليلات والسيناريوهات والادعاءات بمعرفة تفاصيل ما حدث في الاجتماع الكمين كما وصفه المحلل السياسي لصحيفة معاريف " بن كسبيت " في مقال مطول نشرته الصحيفة اليوم " الخميس " تحت عنوان " الكمين " .
جاء فيه " اراد نتنياهو الاجتماع بالرئيس اوباما اكثر من اي شيئ اخر وحصل على ما اراد وهلل وصاح فرحا طيلة الطريق الى الاجتماع دون ان يدرك بانه يحث الخطى نحو كمين امتصاص محكم وكان السقوط على قدر التفاؤل الكبير والمعنويات العالية التي تحلى بها نتنياهو .
توفر للرئيس الامريكي 219 سببا ممتازا لاختراق نتنياهو لذلك اعد كمين الرئيس بشكل جيد جدا بدقة قاتله حيث عملت وزيرة الخارجية كلينتون على اعداد المسرح فيما زاد نائب الرئيس بايدن اثناء مأدبة العشاء التي اقامها لنتنياهو من الرسائل المرمزة وبعدها جاء الرئيس ليكسر كل القواعد .
ليس نتنياهو فقط من وصل الى لحظة الحقيقة او مفترق الطرق على شكل "T " الذي كنا نحاول الفرار منه طيلة اربعين سنة مضت ووجدت اسرائيل نفسها وجميعها تقف على هذا المفترق فالولايات المتحدة تركتنا واتجهت بوجهها نحو اوروبا ومن الان نقف وجدنا فقط .
ذهب نتنياهو للكمين دون ان يدري ماذا اعد له الامريكيون ودون ان يكون بجانبه احد ليقوم بالدور الاستخباري لمعرفة ماذا ينتظره او حتى احد بامكانه اجراء مكالمة حميمية مع البيت الابيض هدفها استطلاع ماذا ينتظر نتنياهو ؟ ولم يكن بجانبه احدا يمكنه ان يستعد لهذه الزيارة بشكل جيد ويجنب رئيس الوزراء الاهانة او احد بامكانه ان ينهض ليقول للجميع " لحظة ، ما حاجتنا لمثل هذا الاجتماع الان ؟.
لقد تم تحديد موعد الاجتماع قبل معرفة نتائج المعركة المصيرية التي كان اوباما يخوضها لاقرار اصلاح نظام الرعاية الصحية وتقرر الاجتماع في اليوم التالي لتصويت الكونغرس الامريكي على مشروع اوباما علما بان كل موظف في الخارجية الاسرائيلية يعلم بان اوباما في حال فوزه بهذه المعركة سيكون مشحونا بالادرينالين والثقة الذاتية وبهذا سينفجر في وجه نتنياهو واذا خسر المعركة فلن يكون لديه ما يخشاه او يخسره وايضا سينفجر في نتنياهو اذا لماذا هذا اللقاء الان ؟ حتى يلقي خطابا امام اجتماع الايباك ؟ ومع كل هذه المحاذير ركض نتنياهو نحو الاجتماع .
تلقى نتنياهو داخل البيت الابيض تعاملا يشبه التعامل مع رئيس غينيا بيساو وترك البيت الابيض تقريبا بشكل سري والصور التي التقطها طاقم البيت الابيض لم تنشر الا بعد عدة ساعات من نهاية الاجتماع ومثل هذه الزيارة لم تحدث حتى لقدامى الدبلوماسيين الذي عايشوا ازمات الادارات الامريكية المتعاقبه .
مصدر اسرائيلي رفيع المستوى قال يوم امس " الاربعاء" من واشنطن بانه لا يعلم الكيفية التي ستنتهي بها الازمة الحالية لكن العرق الذي تدفق في مبنى السفارة الاسرائيلية يمكنه بكل تأكيد حل ازمة المياه التي تعانيها اسرائيل حيث اعتكف نتنياهو واهود باراك حتى ما بعد منتصف الليل في منطقة محمية من خطر التنصت الاستخباري وكان المستشارون في حركة دؤوبة والعرق يتصبب منهم ويلومون انفسهم لعدم تحضيرهم الواجبات البيتية قبل الاجتماع .
حتى هذه اللحظة لا توجد معطيات لادراك حجم الدراما التي شهدتها واشنطن لكن من الواضح ان الامريكيين مصممون ويقصدون ما يقولون ولن يسمحوا لنتنياهو بالاستمرار في التهرب من اتجاه الى اخر ولسان حالهم يقول " ليست القدس فقط بيبي اننا نتحدث عن كل المناطق ".
اليوم العالم اجمع تحت لواء قطب واحد يطالب بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967 والرئيس اوباما يريد ان يعرف فيما اذا كان نتنياهو ضمن هذا القطب العالمي ام لا وبكلمات واضحة وكتابة لا شفاهه وبالتصريح لا بالتلميح ولكن بكلمة لكن او نعم ولكن انه سؤالا بسيط يحتاج اجابة بسيطة ونتنياهو سيجد نفسه قريبا امام خيار علاقته مع ايلي يشاي افغدور ليبرمان او العالم اجمع الرقص في كل الحفلات انتهى زمن نتنياهو سنجد انفسنا نحن ايضا " الاسرائيليين " امام الخيار ذاته .
وهذا الوضع تماما ما قاله المبعوث الامريكي جورج ميتشيل قبل عدة اشهر حين قال" ثقافة الكذب انتهت نحن نريد ان نعرف من هو نتنياهو ؟واين يقف ؟ وماذا يريد في حقيقة الامر ؟والان اذهب وقل لهم بان نتنياهو نفسه لا يعرف ".