الزهار يبحث مع الأمين العام للجامعة العربية سبل إيصال المساعدات والأموال للحكومة

خاص- معا- التقى الدكتور محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني في القاهرة اليوم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وبحث معه آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.

وأفادت مصادر مطلعة أنه تم خلال اللقاء أيضاً بحث كيفية توصيل المساعدات والاموال للحكومة الفلسطينية في ضوء توجه وفد من خبراء الجامعة العربية لبروكسل للاشتراك في اجتماع مع الاتحاد الاوروبى لبحث آلية التمويل الجديدة التى اقترحتها اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها الاخير فى نيويورك مؤخرا.

وقال الزهار إنه أبلغ الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم بأن الحكومة الفلسطينية على وشك بلورة موقف واضح من مبادرة السلام العربية وسيتم إبلاغ هذا الموقف للجامعة فى القريب العاجل.

وألمح الزهار - فى مؤتمر صحفى مشترك مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب لقائهما اليوم بمقر الجامعة - إلى وجود مرونة لدى حكومة حماس للتعامل مع مبادرة السلام العربية مشيرا إلى أن بلورة الموقف هو من حركة حماس والحكومة الفلسطينية والمعارضة فى الداخل الفلسطينى وخارجه ، وسيكون الموقف الفلسطينى واضحا من المبادرة فى وقت سريع .

وأكد أن حكومته ليست بعيدة عن الموقف العربى ولا نريد أن نفارق المظلة العربية ونراهن على المظلة العربية والاسلامية فى دعمنا.

وردا على سؤال حول عدم إبداء حكومة حماس للمزيد من المرونة تجاه مبادرة السلام العربية .. اعتبر الزهار أن حكومته عندما تعلن أنها تتعامل بمرونة مع مبادرة السلام العربية فهذا يعنى أنها تقبل بما تفرضه إسرائيل وأمريكا .

وقال إن حكومته تعتبر إن الموقف العربى هو موقف رافع وداعم للموقف الفلسطينى وليس موقفا ضاغطا .. مؤكدا أن الامين العام لجامعة الدول العربية هو خير من يتحدث عن القضية الفلسطينية فى السر والعلن.

وأكد وزير الخارجية الفلسطينى أن حكومته لن تخرج عن المظلة العربية لان سياستها تراهن على البعدين العربى والاسلامى وليس البعد الغربى ، موضحا أن أقوى أدوات هذا البعد هو الجامعة العربية .

وقال الزهار إن مباحثاته مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تركزت حول تطورات الاوضاع الداخلية على الساحة الفلسطينية والمبادرة الفلسطينية الحالية للحوار الفلسطينى غدا الخميس وكذلك الموقف المالى والصعوبات الشديدة التى تواجه الفلسطينيين .

وأوضح أن هناك وفدا من خبراء الجامعة وصل إلى بروكسل ويتحدث مع مفوض الاتحاد الاوروبى للاسراع بإيصال المساعدات إلى مستحقيها بالطرق القانونية .

ولفت الزهار إلى أنه يزور الجامعة العربية فى بداية جولة آسيوية تشمل
إندونيسيا وماليزيا وبروناى والصين وإيران ومن المتحتمل أيضا سيرلانكا ، وقال إنه فى ضيافة وزارة الخارجية المصرية وفى حالة مرور من مصر فى بداية جولته .

وردا على سؤال حول ما ورد فى بيان وزارة الداخلية المصرية حول تدريب العناصر الارهابية التى كانت وراء تفجيرات دهب على أيدى اصوليين فى غزة ، قال الزهار " إن صيغة البيان المصرى تعطى إيحاءات متعددة " .. مؤكدا على ان الجهات الاصولية التى تحدث عنها البيان ليست حركة حماس أو الجهاد .

وقال إن هناك أصحاب فكر أصولى وجماعات معدودة لهم فكر وهم المتورطون فيما أشار إليه البيان وليست المقصودة فيه حماس أو الحكومة الفلسطينية نهائيا ، مؤكدا أن سياسة حكومته هى عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لاية دولة عربية .

ووصف وزير الخارجية الفلسطينى الدكتور محمود الزهار العلاقات مع مصر بأنها تاريخية وليست باردة .. نافيا ما يردده الاعلام من وجود برود فى العلاقات مع مصر .

وقال إن الاعلام حاول إبراز عدم لقائه مع وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط فى بداية جولته السابقة على أنه موقف سياسى ولكننى التقيت الوزير أبو الغيط فى نهاية الجولة ولكن هذه الجولة أنا فى حالة مرور فقط من مصر إلى جولة فى الشرق الاقصى .

وأوضح الزهار أن الاعلام حاول توصيف العلاقة مع مصر بما يسىء لهذه العلاقة وقال إن علاقتنا مع مصر جيدة ولا تشوبها شائبة ونتمنى أن تكون علاقتنا مع الاردن كذلك .

وحول استمرار الضغوط الخارجية على حماس ، قال الزهار " إن الغرب والصهيونية - المسيحية ، والصهيونية - اليهودية تشن حملة علينا لصالح إسرائيل " .. لافتا إلى أن هناك دعوة من مصر والرئيس حسنى مبارك لعقد مؤتمر دولى للارهاب لكن الغرب تجاهل هذه الدعوة لانهم لا يريدون الاتفاق على تعريف للارهاب .

ورفض الزهار تسمية ما يحدث فى غزة والضفة من حركات تحرر فلسطينية بأنها إرهاب وقال " هى حركات تحرر وطنية " .

وحول تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلى إيهود اولمرت فى واشنطن والتى قال فيها إنه لا يعترف بحدود عام 1967 ، قال الزهار إن اولمرت لديه خطة يريد تنفيذها للفصل الاحادى ولا يريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو حدودها ولديه برنامج يريد تسويته .

وفيما يتعلق بالحوار الفلسطينى ، قال الدكتور محمود الزهار إنه حوار فلسطينى داخلى ومبادرة فلسطينية وسيكون حوارا فلسطينيا داخليا وخارجيا ، وهناك عوامل أخرى مساعدة للنصح والارشاد ومنها الدور المصرى .

ونفى الزهار وجود عمليات تهريب للذهب الفلسطينى للخارج بل قال إنها عمليات بيع منظم للاسواق الخارجية حتى تتمكن الاسر الفلسطينية من الانفاق بسبب عدم وجود رواتب .

ومن جانبه .. أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الفلسطينيين يبلورون حاليا موقفهم من مبادرة السلام العربية بشكل إيجابى وهناك تقدم منهم فى اتخاذ موقف من المبادرة .

وحول الوضع الامنى المتردى على الساحة الفلسطينية .. قال الامين العام إن ما يحدث على الساحة الفلسطينية أمر غير مقبول لدينا جميعا وإذا استمرت الامور على هذا الشكل المنفلت سندرس اتخاذ موقف ، مشيرا إلى أن مصر تحاول الجمع بين الفلسطينيين .

وقال موسى " نحن غير مستعدين لمثل هذا الموقف المتدهور ونحن نخدم القضية الفلسطينية ككل وليس خدمة طرف على حساب طرف .. ونحن ننتظر نتائج الحوار الفلسطينى " .

وحول التأييد المشروط الذى حصل عليه أولمرت فى واشنطن .. قال موسى " لم يطرح بعد ما يحمله أولمرت فى واشنطن ولكن كلام الرئيس جورج بوش كان واضحا فى أن موقفه مع قيام دولتين عن طريق التفاوض والاتفاق على الحدود وهذه الامور تحكمها الاتفاقيات والقرارات الدولية " .

يشار الى أن الزهار وصل القاهرة أمس في مستهل جولة آسيوية يشارك خلالها في اعمال مؤتمر قمة عدم الانحياز.