الرئيس من سرت: لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان
نشر بتاريخ: 27/03/2010 ( آخر تحديث: 27/03/2010 الساعة: 22:58 )
بيت لحم- معا- جدد الرئيس محمود عباس موقفه الرافض لاجراء مفاوضات مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان وطالب بإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية بالقدس.
واضاف في كلمة القاها بالقمة العربية (قمة دعم صمود القدس) في مدينة سرت الليبية" لا يمكن استئناف المفاوضات مع استمرار الاستيطان وإن إنقاذ حل الدولتين وما يتعرض له من خطر ومستقبلَ الأمن والسلام في المنطقة، يتطلبان التحرك الفوري لإلزام حكومة إسرائيل بإعلان موقف واضح غير قابل للتأويل بقبول حل الدولتين على حدود سنة 1967 وإلزامها كذلك بوقف أنشطتها الاستيطانية وفق ما نصت عليه خطة خارطة الطريق
وأضاف إن القدس هي درة التاج، وهي بوابة ومفتاح السلام، ونؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب، وكل حجر من القدس، ونحن مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين، ولن يكون هناك أي اتفاق للسلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس الشريف.
ودعا الرئيس، المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس، مطالبا بإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض ومنع حدوثها، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا.
وأكد ، أهمية أن تتقدم المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف، وإلزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني بصفتها قوة احتلال يتوجب عليها عدم المساس بالوضع في القدس.
وطالب بحشد الدعم العربي والإسلامي والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي، خاصة لجنة القدس للعمل على وقف إجراءات إسرائيل في القدس ولتعبئة الرأي العام العالمي لوقف الاعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية وحمايتها، والتأكيد على أن القدس الشرقية أرض محتلة وبأن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيها باطلة باعتبارها عاصمة دولة فلسطين.
كما طالب بتقديم دعمٍ ماليٍ إضافي وبشكل عاجل من خلال صندوقي الأقصى والقدس، ووضع خطة تحرك عربي لدعم صمود القدس.
وقال الرئيس، .
وفيما يلي نص كلمة سيادته:
سيــادة الأخ القـائد معمر القذافي
قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة
رئـيس القمـة العـربية
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والسيادة
الإخوة القادة العرب
معالي الأمين العام
السادة أعضاء الوفود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يُسعدني أن أتقدم بالتهنئة إلى سيادة الأخ القائد، معمر القذافي لتسلمه رئاسة القمة متمنياً له التوفيق، واثقاً من نجاحه الأكيد في هذه المهمة، كما أُحيي صاحب السمو الأخ، سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، على رئاسته الناجحة للقمة السابقة، وأيضاً أتقدم بالشكر والتقدير لمعالي الأخ، عمرو موسى وللأمانة العامة للجامعة العربية على عملهم الدؤوب والمتواصل لإنجاح أعمال هذه القمة.
وأود هنا، أن أتقدم بالشكر والتقدير للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، قائداً وشعباً على كرم الضيافة وحسن الإعداد، وتوفير كل الدعم والتسهيلات والأجواء اللازمة لها. فانعقاد هذه القمة على أرض الجماهيرية التي لها في قلوبنا وأفئدتنا جميعاً مكانة خاصة ومتميزة، يزيدنا تصميماً على الخروج بأفضل النتائج والقرارات التي تتوخاها وتنتظرها شعوبنا العربية.
سيــادة الأخ القـائد معمر القذافي
قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة
رئـيس القمـة العـربية
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والسيادة
الإخوة القادة العرب
معالي الأمين العام
السادة أعضاء الوفود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يُسعدني أن أتقدم بالتهنئة إلى سيادة الأخ القائد، معمر القذافي لتسلمه رئاسة القمة متمنياً له التوفيق، واثقاً من نجاحه الأكيد في هذه المهمة، كما أُحيي صاحب السمو الأخ، سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، على رئاسته الناجحة للقمة السابقة، وأيضاً أتقدم بالشكر والتقدير لمعالي الأخ، عمرو موسى وللأمانة العامة للجامعة العربية على عملهم الدؤوب والمتواصل لإنجاح أعمال هذه القمة.
وأود هنا، أن أتقدم بالشكر والتقدير للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، قائداً وشعباً على كرم الضيافة وحسن الإعداد، وتوفير كل الدعم والتسهيلات والأجواء اللازمة لها. فانعقاد هذه القمة على أرض الجماهيرية التي لها في قلوبنا وأفئدتنا جميعاً مكانة خاصة ومتميزة، يزيدنا تصميماً على الخروج بأفضل النتائج والقرارات التي تتوخاها وتنتظرها شعوبنا العربية.
سيادة الأخ القائد معمر القذافي، رئيس القمة،
الأخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو
القادة العرب.
اليوم ونحن نلتقي مجدداً تحت سقف هذا البيت، بيت العرب، جامعة الدول العربية، فإننا نُدرك أننا نمر في مرحلة بالغة الأهمية، وأمام تحدٍ خطير. إنه الامتحان المصيري الذي يستدعي نهضة الأمة القادرة على مجابهة متطلبات هذه المرحلة بكافة استحقاقاتها بالتوافق على صياغة موقف عربي موحد، وإجابات محددة على كل ما يواجهنا من معضلات، واعتماد وسائل وهياكل ومنظومات، تكفل تطوير الأداء وتفعيل جهودنا المشتركة، فأمتنا بتاريخها وبإمكانياتها وبقدرات وطموحات دولها وشعوبها، قادرة على حماية مصالحها وتثبيت موقعها المستحق وإسهامها الحضاري المتصل في عالم علينا أن نحسن قراءة ما يجري فيه من متغيرات متواصلة ومتلاحقة.
أخاطبكم اليوم أيها الأخوة الأعزاء، باسم شعبنا الفلسطيني، انطلاقاً من إيماننا جميعاً بأن قضية الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه الثابتة هي القضية المركزية لدولنا العربية، فإنها بالتالي تُشكل وبكل تأكيد نقطة توافق حول واحد من أهم المرتكزات الإستراتيجية للعمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة، خاصة ونحن نعيش في ظروفٍ استثنائية غير مسبوقة وبالغة الخطورة، ظروفٍ ستشكل منعطفاً حاسماً في تاريخنا كله، وسوف يتوقف توجه هذا المنعطفً على إدراكنا المشترك لطبيعة المرحلة الصعبة التي نجتازها ومدى استعدادنا المشترك للتعامل معها، ومواجهة تحدياتها. فلا شك أنكم تتابعون معنا كل التطورات الخطيرة، وتشاهدون وتسمعون ما تقوم به إسرائيل ضد القدس ومواطنيها، حيث تتصاعد منذ مدة الممارسات الاحتلالية الإسرائيلية ضد هذه المدينة المقدسة، بوتيرة وتكثيف لم يحدث منذ عقود. وأصبح هدم واحتلال البيوت وتشريد أصحابها، ومصادرة الأراضي وبناء الوحدات الاستيطانية، ممارسةً يوميةً تُنفِذ برنامج التطهير العرقي. وأصبح المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هدفاً ثابتاً لحملة الاحتلال وللمتطرفين الإسرائيليين.
هذه الحملة التي تستهدف المقدسات المسيحية والإسلامية من أجل تهويد القدس العاصمة الخالدة لدولة فلسطين، وإلغاء وجهها وهويتها العربية والإسلامية الأصيلة، وإلى عزل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية، وهو قرار يهدف إلى استباق مفاوضات الوضع الدائمّ وخلق أمر واقع لتدمير عملية السلام برمتها وذلك بانتهاك صارخ للاتفاقات الموقعة، والالتزامات والضمانات المقدمة بما في ذلك خطاب الضمانات الأميركي الذي قُدم لنا في مؤتمر مدريد للسلام، وكذلك بقية قرارات الشرعية الدولية في تحيز واستخفاف بمشاعر المؤمنين المسلمين والمسيحيين، وبإرادة المجتمع الدولي.
لقد قلنا أيها الأخوة دوماً، ونجدد القول أمامكم اليوم، بأن القدس هي درة التاج، وهي بوابة ومفتاح السلام، وأكدنا باستمرار أن العبث بالمدينة المقدسة من قبل الاحتلال هو إذكاء لنار التوتر، وتأزيمٌ للوضع وإشعال الحروب في المنطقة والعالم. ونحن إذ نُحيي معكم اليوم، صمود أبناء شعبنا في المدينة المقدسة وهم يتصدون مع بقية أبناء شعبنا في كل مكان لهذه الهجمة الجديدة ضد الأقصى وضد القدس، فإننا نؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب، وكل حجر من القدس، ونحن مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين، وعن المسجد الأقصى، وعن كنيسة القيامة وعن كل مقدساتنا، ومصممون على دعم صمود أبناء شعبنا الشجعان، ونؤكد مجدداً بأنه لن يكون هناك أي اتفاق للسلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس الشريف، إذ لا معنى لدولة فلسطين دون أن تكون القدس الشريف عاصمة لها.
الأخوة والأخوات
إننا في الوقت الذي نخوض فيه معركة الدفاع عن القدس وعن شعبنا، فإننا نخوض مواجهة ساخنة على صعيد عملية السلام. فقد رحبنا بكل الجهود الصادقة الرامية لتحقيق السلام، ونرحب بالتوجهات التي أعلنها الرئيس أوباما، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين، وانخرطنا مع الإدارة الأميركية في جهد متصل لترجمة هذه التوجهات إلى واقع مع الحفاظ على منطلقات موقفنا الذي حددته القمم العربية ومبادرة السلام العربية. وأكدنا على هذه المواقف في كل مكان، ولم نتأثر بالضغوط، ولم نتخل عن دورنا، ولم نسمح بأن يكون صوت فلسطين غائباً أو مغيباً عن أي محفل، بل أردناه حاضراً وشجاعاً يعبر ويدافع عن حقوقنا. وأكدنا من هذا المنطلق في كل اللقاءات الدولية ونؤكد اليوم، تمسكنا بخيار السلام الذي نؤمن بأنه يتطلب توفير المتطلبات التي حددها المجتمع الدولي والرئيس اوباما لإعادة إطلاق عملية السلام العادل والمفاوضات، وفي مقدمتها، الوقف الشامل للنشاطات الاستيطانية في القدس وفي بقية أرجاء الأراضي الفلسطينية، والتحديد الواضح لمرجعية عملية السلام. وقد لمسنا تفهماً ودعماً لموقفنا لدى دول العالم التي تدرك عدم جدوى إطلاق المفاوضات، في ظل استمرار الاستيطان، وتدرك عبثية التفاوض حول الحدود في حين يعمل الاحتلال على رسم وفرض الحدود، التي تلبي أهدافه التوسعية، وعبر طرح مخطط الدولة ذات الحدود المؤقتة الذي رفضناه، ونؤكد رفضنا له اليوم. وأصبحت هذه الدول تدرك أن أي عملية سلام محكومة بالفشل ما دامت تفتقر لاتفاق حول مرجعياتها وأهدافها وفق ما حدد المجتمع الدولي والشرعية الدولية، وظهر ذلك جلياً فيما طرحه المبعوث الأميركي جورج ميتشل لما سماه بمباحثات التقريب، أو ما يسمى بالمحادثات غير المباشرة والتي تم إطلاعكم على مضمونها من خلال لجنة المتابعة العربية، حيث طرح السيد ميتشل أن المدة الزمنية لحل قضايا الوضع النهائي كافة هي 24 شهراً وأنه سيبدأ بقضية الحدود والتي سيتم انجازها خلال الأشهر الأربعة الأولى .
إن سعينا للسلام وإعادة العملية السلمية إلى مسارها الطبيعي مستمر ومتواصل وبالتوافق والالتزام بكل القرارات العربية والتنسيق المشترك مع الأشقاء والأصدقاء كافة في كل التحركات، لكن استمرارها وتقدمها بحاجة إلى شراكة حقيقية وصادقة، وهذه الشراكة تتوقف على صدق نوايا الطرف الآخر في إسرائيل والتزامه بالاتفاقات المبرمة نصاً وروحاً، إذ لا يمكن مواصلة الجهود واستئناف المفاوضات غير المباشرة التي تم الاتفاق على الشروع فيها بتوصية من لجنة المتابعة العربية وبقرار من القيادة الفلسطينية وبرعاية أمريكية والعمل من أجل السلام، مع استمرار الاستيطان وسياسة الإملاء ومصادرة الأراضي، وفرض الأمر الواقع التي تنتهجهما الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تسببت بإلحاق أفدح الأضرار بشعبنا الفلسطيني.
إنني من على هذا المنبر، أقول لقادة أمتنا العربية ولشعوبها، إن القدس وما حولها أمانة وضعها الله سبحانه وتعالى في أعناقنا، وإن إنقاذها من غول الاستيطان وخطر التهويد والمصادرة، هو فرض عين علينا جميعاً، لذلك أدعوكم جميعاً للعمل الجاد والعاجل لإنقاذها وتوفير كافة الإمكانيات لتعزيز صمودها والحفاظ على طابعها التاريخي والحضاري والديني، أود أن أؤكد على أهمية أن نعمل جميعا على مجموعة من المقترحات وهي :
1-دعوة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وكذلك المنظمات الدولية وخاصة اليونسكو إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس وتحمل مسؤولياتها لوقف هذه الإجراءات في المسجد الأقصى والمواقع الأثرية ومواقع التراث في القدس وبيت لحم والخليل وباقي المناطق الفلسطينية المحتلة وحمايتها من التهديدات الإسرائيلية والتي يزيد عددها عن مئة وخمسين مَعلَماً اثريا يعملون على وضعها وضمها كمواقع أثرية يهودية على حد زعمهم وادعاءاتهم، وإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض ومنع حدوثها، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا .
2-أهمية أن تتقدم المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف، وإلزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني بصفتها قوة احتلال يتوجب عليها عدم المساس بالوضع في القدس .
3-حشد الدعم العربي والإسلامي والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي وخاصة لجنة القدس للعمل على وقف إجراءات إسرائيل في القدس ولتعبئة الرأي العام العالمي لوقف الاعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية وحمايتها، والتأكيد على أن القدس الشرقية أرض محتلة وبأن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيها باطلة باعتبارها عاصمة دولة فلسطين .
4-تقديم دعمٍ ماليٍ إضافي وبشكل عاجل من خلال صندوقي الأقصى والقدس، وذلك بزيادة الدعم المقرر في قمة بيروت 2002 والموجه للصندوقين المذكورين إلى خمسمائة مليون دولار لدعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس وتثبيته على ارض وطنه، ودعوة الصناديق والمؤسسات المالية العربية لتنفيذ مشاريعَ تنموية في القطاعات كافة التي تدعم الوجود العربي في المدينة المقدسة مع أهمية استمرار وتعزيز الدعم لموازنة السلطة الوطنية الفلسطينية التي يخصص 58% منها لدعم شعبنا في قطاع غزة الحبيب.
5-وضع خطة تحرك عربي لدعم صمود القدس، وتكليف الأمانة العامة لدعوة مجلس الجامعة على مستوى الوزراء خلال ثلاثة شهور لتقييم الموقف على ضوء تطور الأحداث في القدس .
سيادة الأخ رئيس القمة،
الأخوة أصحاب الفخامة والجلالة والسيادة والسمو،
إن إنقاذ حل الدولتين وما يتعرض له من خطر ومستقبلَ الأمن والسلام في المنطقة، يتطلبان التحرك الفوري لإلزام حكومة إسرائيل بإعلان موقف واضح غير قابل للتأويل بقبول حل الدولتين على حدود سنة 1967، أقول حل الدولتين لأن اسرائيل حتى الآن لا تؤمن بهذا ولا تعمل بهذا ولا ندري باي اتجاه يريدون أن يأخذوننا، وإلزامها كذلك بوقف أنشطتها الاستيطانية وفق ما نصت عليه خطة خارطة الطريق، وإن تنفيذ هذين الأمرين، يشكل المدخل الضروري لإمكانية نجاح أية جهود نحو إحياء العملية السياسية وبما يفضي إلى إنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن شعبنا وخاصة في قطاع غزة وفتح المعابر وتشغيل الممر الآمن لضمان حماية وحدة الأراضي الفلسطينية، والحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة مترابطة ناجزةِ السيادة ونحن في هذا الإطار نجدد ترحيبنا بالبيان الأخير الذي أصدرته اللجنة الرباعية في اجتماعها في موسكو، في 19/3/2010 م كما رحبنا سابقاً بالبيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي في ديسمبر،2009 وهو أمر هام، ولكن الأهم الآن لكافة أطراف المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية التحرك بسرعة وبشكل عملي وملموس لإيجاد آليات لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما جاء في تلك البيانات، ووضع حد لاستهتار الحكومة الإسرائيلية إزاء مستقبل الأمن والسلام في المنطقة، ليس فقط بإلزامها بالاتفاقات الموقعة وبمرجعية عملية السلام، وحل الدولتين بل وباتخاذ خطوات عملية وملموسة تفرض على إسرائيل وقف الأنشطة الاستيطانية.
الأخوة الأعزاء،
إننا في الوقت الذي نخوض فيه التحديات، على جبهتي القدس والعملية السياسية، فإننا كنا ولا زلنا نعمل بمثابرة وبكل جهد صادق لأداء استحقاق المصالحة الوطنية لإنهاء الانقسام الذي فرضه علينا انقلاب حماس في قطاع غزة في حزيران 2007، ومن أجل استعادة وحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات ونظاماً سياسياً، ولإنهاء الحصار الجائر الذي يتعرض له شعبنا في غزة، فقد تجاوبنا مع الجهد المخلص الذي قامت به مصر الشقيقة وبدعم عربي مقدّر، وتوج بورقةٍ المصالحة المصرية، والتي جاءت حصيلة حواراتٍ عدة ولأشهر طويلة، ووقّعت عليها حركة فتح، وقدمنا كل المواقف المزيلة للعوائق والمسهلة لتقدم المصالحة الوطنية، وقلنا ونقول اليوم، إن على حماس التوقيع على هذه الورقة، ونحن من جانبنا نؤمن بحل الأزمة القائمة وأي إشكال آخر عبر الاحتكام إلى الشعب والعودة إلى صناديق الاقتراع. وهذا الموقف نابع من حرصنا على حماية قانوننا الأساسي ومن إيماننا العميق برفض الاحتكام للسلاح، وبرفض الممارسات الانقلابية في العمل الوطني، مما يعزز صمودنا بالوقوف موحدين في مواجهة سياسات الاحتلال وممارساته العدوانية، لأن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من الانقسام، ولأن تلك المصالحة تعزز التدخل الايجابي للقوى الدولية.
أشكركم مجدداً على حسن استماعكم، وأنا واثق بأننا قادرون على الخروج من هذه القمة الهامة التي هي قمة القدس والأقصى بامتياز بما هو مطلوب وضروري وداعم لصمود شعبنا في القدس الشريف وفي تصديه ودفاعه المستميت عن مقدساتها المسيحية والإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته