الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال كلمته في ذكرى يوم الأرض فياض : شعبنا يعرف الطريق

نشر بتاريخ: 27/03/2010 ( آخر تحديث: 28/03/2010 الساعة: 13:01 )
بيت لحم - معا - أكد رئيس الوزراء د.سلام فياض على أن الأرض كانت وما زالت لب القضية الفلسطينية، وأساس وجود الشعب الفلسطيني، ومستقبله، وأن بقاءه وتطوره منوط بالحفاظ عليها، والتواصل معها والثبات عليها، وأشار إلى أن ماتقوم به السلطة الوطنية والمتمثل في خطة عمل الحكومة وتنفيذها، هو أساسٌ متين من أسس تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها اقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل الأراضي التي احتلت عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها مدينة القدس.

وشدد فياض على أن شعبنا مصمم على مواجهة كافة الممارسات الاسرائيلية اليومية وارهاب المستوطنين، واعتداءاتهم، من اجتثثات أشجار الزيتون، وتخريب الأراضي وسرقتها وحرقها، ومنع المزارعين من دخول أراضيهم ومزارعهم، وشدد على تصميم شعبنا للوصول إلى بر الأمان، وإلى الحرية والعيش بكرامة في وطنه من خلال خلق واقع ايجابي على الأرض، في مواجهة هذه الممارسات الارهابية، ومن خلال المزيد من تعزيز صمود شعبنا، وإفشال المخططات الاسرائيلية في جرِّ شعبنا إلى مواجهة جرائمهم بالعنف الذي تقوم به قوات الاحتلال ومستوطنوه.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء د.سلام فياض في المهرجان الجماهيري الحاشد بمناسبة يوم الأرض في قرية عزبة الطبيب في محافظة قلقيلية، حضره وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان المهندس ماهرغنيم، ومحافظ قلقيلية العميد ربيح الخندقجي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، والنائب محمد بركة، وعدد واسع من قادة الفصائل والعمل الوطني والأهلي، والمئات من الشخصيات الوطنية والأهلية من كافة المناطق.

وأشار رئيس الوزراء إلى التحرك الشعبي المناهض للاستيطان والجدار، وقال: "إن التحرك الشعبي السلمي الواسع قائم ولم يستكين ولن يستكين أمام الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا، وهو تحرك مبدع، ويسطر أروع أشكال المقاومة والبطولة في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه"، وأضاف "هذه المقاومة السلمية التي تستهدف تحقيق أهدافنا الوطنية والتي يواجهها الاحتلال بأشد أشكال العنف والقتل والتدمير، تجد من العالم تأييداً ودعماً واسعين، ومن كل المجتمع الدولي" وأضاف "شعبنا يعلم الطريق، وشعبنا لم يضل الطريق، ومازال يقاوم هذا المحتل، وعلينا أن نصمد وأن نبقى على أرضنا، ونحن على ثقة بالوصول إلى تحقيق أهدافنا، وهذه الثقة نستمدها من عدالة قضيتنا، وتصميم شعبنا على مواصلة النضال لانجاز أهدافه الوطنية المشروعة"

وجدد رئيس الوزارء دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إلزام اسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي، وقرارت الشرعية الدولية، وإلزامها بالوقف الشامل والتام للاستيطان في مجمل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية ومحيطها، ووقف الاجتياحات، ورفع الحصار، وخاصة عن شعبنا في قطاع غزة.

وأكد فياض على أن هبّة يوم الأرض لم تكن وليدة الصدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني، وقال: "لقد ساهم يوم الأرض بشكل مباشر في تكاتف وتوحيد الصف الفلسطيني في الداخل على المستوى الجماهيري"، وأضاف " كان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية في اسرائيل، تصرفت فيها جماهير شعبنا الفلسطيني بشكل جماعي منظم، حركها إحساسها بالخطر، ووجّهها للنضال لاسقاط هذا المخطط. ثم تحولت تلك الأحداث إلى مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ترمز إلى وحدة الفلسطينيين ووحدة أهدافهم، أينما كانوا، وإلى تلاحمهم وتشبثهم بأرضهم وتراثهم وتاريخهم وهويتهم الوطنية وحقوقهم وإصرارهم على النضال من أجل تحقيق مطالبهم والحصول على حقوقهم".

واستذكر رئيس الوزراء تسلسل أحداث يوم الأرض في الثلاثين من آذار- مارس عام 1976، وما سبقه من ممارسات اسرائيلية تمثلت في مصاردة أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، بالإضافة إلى ملايين الدونمات التي استولت عليها بعد تهجير أصحابها عام 1948. وإعلان الحكومة الإسرائيلية (وزارة الزراعة تحديدًا) عن مخطط "تطوير الجليل" الذي هدف إلى تحقيق سيطرة ديموغرافية يهودية في الجليل، الذي كانت غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب.

وما أداه ذلك إلى هبة الجماهير العربية في اسرائيل، وبضغط من القوى والأحزاب العربية هناك، لإفشال هذا المخطط التصفوي، والتي تكللت بتأسيس لجنة الدفاع عن الأراضي في آب 1975، التي ترأسها القس شحادة شحادة، والراحل صليبا خميس سكرتيراً لها، بالاضافة إلى عقد مؤتمر شعبي كبير في مدينة الناصرة يوم 18 تشرين الأول 1975، ، وما تلاه ذلك من صدور قرار اسرائيلي بإغلاق منطقة الملّ المعروفة أيضًا بالمنطقة رقم 9 أمام أصحابها، والإعلان عنها "منطقة عسكرية مغلقة"، تمهيدًا لمصادرتها فعليًا في يوم 13 شباط - فبراير 1976، وعلى أثر ذلك كله تم الاعلان عن الاضراب الشامل، في تحدٍ واضح للسلطات الإسرائيلية لاول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 ، وكان الرد الإسرائيلي العسكري شديداً، إذ دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية واعادت احتلالها، فكانت حصيلة الصدامات من صفوف المدنيين العزل استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة، و50 جريحاً. وعقب ذلك شنت قوات الاحتلال حملات أمنية واسعة أدت إلى اعتقال نحو 300 فلسطينيي.

وفي ختام كلمته حيا رئيس الوزراء شهداء وقادة الاضراب في يوم الأرض.

فياض يفتتح عدداً من المشاريع في قرية عزون عتمة

وفي قرية عزون عتمة وضع رئيس الوزراء د.سلام فياض حجر الأساس لمشروع غرف صفية في مدرسة ذكورعزون عتمة "بيت آمين الثانوية"، وقاعة متعددة الأغراض وحديقة والتي تندرج ضمن برنامج القرى والمخيمات المتضررة من جدار الضم والتوسع، الممول من وزارة المالية، بالاضافة إلى افتتاح غرف صفية في مدرسة البنات الثانوية. كما افتتح المركز الثقافي وروضة الأطفال، ومشروع ربط الآبار الارتوازية بالكهرباء.

وفي لقاء جماهيري واسع في مدرسة البنات الثانوية، حضره المئات من أهالي قرية عزون عتمة، وعدداً من المسؤولين الرسميين، وقادة اللجان الشعبية، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، وقادة الأجهزة الأمنية، أكد رئيس الوزراء د.سلام فياض أن الجدار والمستوطنات إلى زوال وقال: " أصغر زيتونة في عزون عتمة تضرب بجذورها في الأرض أعمق من الجدران الواهية، والمستوطنات"، واأضاف " ما قام به الأهالي هنا من مبادرات ومشاريع مختلفة هدفت إلى تعزيز صمود المواطنين على الأرض كما في كافة المناطق، هو ما مكنهم من البقاء على هذه الأرض ليوم أخر، وهذا هو عنوان النضال، وهو المربع الأول لانهاء الاحتلال" وتابع يقول "إذا تمكنا من النجاح في عزون عتمة فنحن حتماً سنصل إلى تحقيق أهدافنا المتمثلة في انهاء الاحتلال، فالسلطة الوطنية تعمل وعلى كافة المستويات، ومع كافة الأطراف لتمكين شعبنا من الصمود والبقاء على هذه الأرض، وحقه في العيش الكريم عليها، فالمشاريع التنموية التي تنفذ في كافة المناطق كما في عزون عتمة ستبقى شوكة في خاصرة الاحتلال والاستيطان حتى زواله".

وأضاف "علينا أن نصمد وأن نبقى على أرضنا، ونحن على ثقة بتحقيق أهدافنا الوطنية، وهذه الثقة نستمدها من عدالة قضيتنا، وتصميم شعبنا على مواصلة النضال لانجاز هذه الأهداف المشروعة، والتي تلقى تأييداً واسعاً من كل العالم "

وفي ختام كلمته شدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية تعمل في كافة المناطق والمدن والقرى والخرب ومضارب البدو، ورفض كافة التسميات المجحفة للمناطق، وقال: "ليس في قاموس الشعب الفلسطيني ولا في قاموس الأبجدية ما يسمى بالمناطق (أ،ب،ج)، عندما يتعلق الأمر بأرضنا الفلسطينية التي أحتلت عام 1967، فكافة هذه المناطق هي مسرح عمل لمشاريع السلطة الوطنية".

وأضاف نحن مصممون على البقاء في أرضنا بالرغم من كل التحديات والصعوبات والعراقيل التي تفرضها سلطات الاحتلال، وارهاب مستوطنيه، وقال: "سيبزع فجر الحرية من عزون عتمة، والبلدة القديمة في نابلس، والبلدة القديمة في الخليل، وصولاً إلى أزقة وشوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".