مانديلا :حالات مرضية حرجة بانتظار الموت في مستشفى الرملة نتيجة الإهمال
نشر بتاريخ: 28/03/2010 ( آخر تحديث: 28/03/2010 الساعة: 17:56 )
بيت لحم -معا- تمكنت المحامية بثينة دقماق من زيارة خمسة أسرى في مستشفى "سجن الرملة" وأطلعت على اوضاع المرضى وحالاتهم المرضية .
وافادت دقماق , انه يوجد في المستشفى حالات مرضية تنتظر الموت بسبب الاهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة المستشفى ، وذلك لوجود حالات حرجة وخطرة تتطلب العلاج بشكل مستمر وإجراء عمليات جراحية في مستشفيات تخصصية مثل حالات غسيل الكلى وأمراض القلب والامراض السرطانية، ويعود أغلب هذه الحالات المرضية الى شدة وقسوة التعذيب والشبح المتواصل اثناء التحقيق والرطوبة العالية في السجون والاهمال الطبي، مشيرة الى أن عيادات السجون والمعتقلات الاسرائيلية تفتقر الى شروط الحد الأدنى من الخدمات الصحية والطبية اللازمة ، سواء من الاجهزة والمعدات او من عدم وجود أطباء اخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية ، علاوه على ذلك فإن الاطباء الاسرائيلين يمارسون الدور العنصري واللاإنساني حيث انهم يتعاملون مع المرضى على أنهم أعداد لا يستحقون العلاج ، وهذا يتنافى مع مهنة الطب التي تعتبر مهنة انسانية بحتة .
كما أشتكى المرضى من سوء التغذية كما ونوعا وقلة العناصر الغذائية الاساسية والتي تؤدي الى فقر الدم والدوخة لدى العديد من الاسرى .
الاسير الاقرع
وقابلت دقماق الاسير ناهض الاقرع من سكان غزة والذي تم اعتقاله اثناء عودته من العلاج في الاردن الى غزة بتاريخ 20/7/2007 ، ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر 3 مرات , أفاد بأنه يتنقل على كرسي متحرك وهو مصاب بالساقين وتم بتر الساق اليمنى قبل اعتقاله نتيجة إصابتة في قطاع غزه، أما اليوم فهو يعاني من وجع شديد في الرجل اليسرى وتم تحويله في شهر تشرين اول من العام الماضي الى سجن اساف هروفيه وقد أجمع الاطباء على بتر الساق اليسرى بسبب وجود جرثومه في العظم ، مع العلم أن الاطباء في بداية إعتقاله أبلغوه ان بامكانه المشي على ساقه اليسرى ، ويفيد ايضا انه لا يستطيع النوم من شدة الألم في الساق ويتم اعطائه مسكنات فقط .
المرض المجهول
وقابلت دقماق الأسير عماد الدين زعرب من سكان خان يونس ، الذي اعتقل بتاريخ 9/4/1993 ، ويقضي حكما بالسجن المؤبد اضافة لـ 15 سنة ، وافاد انه يعاني من مشكله في الغده اللمفاوية ، وفي سنه 1994 اجريت له عملية بواسير ومن مضاعفات العملية, واضاف ظهرت غدد في جسمه، أما اليوم فكرات الدم البيضاء عاليه وتصل الى (4300) وممكن في أي لحظه تتحول الى سرطان وكل 6 اشهر يتم فحص الأمعاء والرئتين والقلب للسيطرة على عدم وصول الغدد الى مناطق حساسة ، وأفاد الأسير زعرب بأنه قديما حصل على قرار من المحكمة لإدخال طبيب ولم يتم إدخال طبيب حتى تاريخه، والفحوصات النصف سنوية يتم أجرائها في مستشفى اساف هروفيه . ومن بداية هذه السنة يعاني من انخفاض شديد في فيتامين ب 12 الذي ممكن أن يؤدي الى شلل في المستقبل. يتواجد الأسير زعرب في مستشفى الرمله من تاريخ 12/3/2009 ولغاية اليوم حيث تم نقله من سجن نفحة الصحراوي الى المستشفى .
كما أفاد زعرب بان أحد الاطباء وهي بروفيسور ابلغه بأنه يعاني من مرض السرطان، ومن المحتمل أن يتحول الى سرطان دم .
وقد بدأت تظهر تقرحات في الجسم، كريات الدم البيضاء تأكل العظم ، ويتم اعطاءه كورتيزون كل جرعه 100 سي سي في المحلول ، ويوميا يأخذوا فحوصات الدم وعندما اشعر بالالم يتم اخذ عينات دم حينها ولا اقدر على المشي. واضاف ,في هذا اليوم اخذت مسكنات حبتين صباحا ومساءا بالاضافه الى vaven وهذا علاج نفسي لانني تعبت لعدم معرفة المرض الذي اعاني منه ، وعندما يشتد الالم لا أقدر على تحمله ويتم اعطائي flern حبه صباحا وحبه مساءا. وحسب ما يقول الطبيب اننا نعالج العوارض ، اما الاساسي ما اسبابه لا نعرفه ؟ لماذا الارتفاع في كرات الدم ؟ ومن إفادت الاسير زعرب "وانا بدوري اخبرت الطبيب انك بانتظار ان أصبح مريضا بسرطان الدم ثم تقوم بمعالجتي ، والان أعاني من ورم في الغده الدرقيه وبالامس اخذت مني عينه واخبروني انه بعد 7 ايام سنقول لك نتيجة فحص العينه ، وهذه حصلت معي بالصدفة ،و ذهبت لفحص الغدد اللمفاويه حيث تبين على الجهاز ورم في الغده الدرقية وطلبت دور جديد للمستشفى قبل شهرين وجاء الموعد وذهبت واخذت العينة بعد شهرين من اكتشاف المرض ولا اعرف متى سيتم العلاج للمرض الذي اعاني منه" .
معاناة مستمرة
والتقت دقماق ,الاسير معتصم طالب رداد من سكان صيدا قضاء طولكرم أعتقل بتاريخ 12/1/ 2006، ويقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما ، وحسب افادته " في بدايه 2007عام اختفى الصوت عندي وكان ينزل من الرئتين بلغم وتم اجراء فحوصات واخبروني بعدم وجود شيء , وبعد 4 شهور عاد مره اخرى ، وفي بداية 2009 عادت الامور كما كانت عليه واصبحت اشعر بآلام في منطقه البطن مع دم في البراز واشعرت الطبيب ، وتم اعطائي دواء للامساك , اثر ذلك حصل عندي نزيف وفقدت القدرة على المشي وتم تحويلي الى مستشفى سوروكا , وقبل 4 شهور مكثت في المستشفى 5ايام , فحصني الطبيب المختص واعطاني ادويه بالاضافه الى 3 وحدات دم , وتم اعادتي من المستشفى سجن الرملة ولا زال الالم موجود لسجن رمون وفيه اشتدالالم واصابني نزيف حيث اغمي علي وتم نقلي الى المستشفى , و بقيت يومين وحدد لي نوعيه ادويه اخرى , واخذت الدواء لمده اسبوع عن طريق الشريان ولغاية الان . واضاف انه على اثرذلك نزل الوزن عندي 14 كليو من بداية الدواء ،و عندما بدأت بأخذ الدواء كان يغمي علي ، وقبل 20 يوم راجعت الطبيب وذلك بسبب نزف دم والحديث الان يتم عن وجود جرثومه ولا اعرف ما هو المرض الذي اعاني منه لغاية الان " .
وقابلت المحامية الاسير محمد مصطفى عبد العزيز ابو لبده ، من سكان مخيم جباليا ، اعتقل بتاريخ 2/7/2008 ، ويقضي حكما بالسجن لمدة 12 عاما , وافاد انه نتيجة الضرب والتعذيب في التحقيق اصبح النخاع الشويكي يضغط على الحبل الشوكي ما أدى الى شلل, واضاف تعرضت للعزل وبعد الاضراب الاخير تدهورت حالتي ونقلت للمستشفى ورفعت قضيه وكسبتها, واجريت عمليه بتاريخ 24/ 12/2008 في مستشفى اساف هروفيه ولان العنايه غير صحيحه وسيئه وتعامل الممرضين سىء ،اعدت بعد 48 ساعه الى القسم, والعملية كانت فتح الفقرات والدخول الى الحبل الشوكي وسحب كتل الدم حول الحبل الشوكي وكانت الكتل من ألياف وهي التي عملت لي شلل وأصبح عندي مشكله حيث أنه لم يغلق تماما الفتح بين الفقرات 3و4و5, وبعد ذلك تم تحويلي الى مستشفى سجن الرملة شعرت بسائل بين الفقرات وأصبحت أغيب عن الوعي وهذه مياه دماغ تنزل من الدماغ على سلسله الظهر (النخاع الشوكي) ,ورجعت بعد 15 يوما من خروجي, واخبروني انه يلزم لي عمليه اخرى, وأجروا لي عمليه ثانيه ووضعوا بربيج داخلي من الظهر للبطن لمنع تجميع السائل في الظهر وحول البطن ليتمكن الجسم من امتصاصه ,ولكنه لم ينجح اغلق البربيج بعد اسبوع من العمليه , واغلقوه وهناك تخوف من التهاب السحايا ،واضاف مكثت 9 ايام في مستشفى اساف هروفيه وقالوا يلزم لي تغيير جزء من البربيج ، ووافقت وأجريت العملية وتم تغيير جزء من البربيج وسدو ا البربيج فيما بعد ، وانا الان لا اشعر بالنصف السفلي ، فقط اشعر بيدي اليمنى اذا لمست فقط بشىء بارد او ساخن ولا اقدر على الامساك او رفع أي شي بيدي ، عندي عمليه اخرى لتغير البربيج مره ثالثه ومن نفس مكان العملية ولكن ممكن ان يشكل خطوره وأدخل في غيبوبه حسب ما ابلغني به الاطباء وممكن ان تؤثر على العين ولهذه الاسباب رفضت العمليه .
وقالت دقماق ,حسب ما نصت المادة (13) من اتفاقية جنيف الثالثة على معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات, وتحظر أن تقوم الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها حيث يعتبر انتهاكاً جسيماً لها.كما تقتضي الاتفاقية عدم تعريض الأسير للتشويه البدني نتيجة التعذيب, فقد سبب التعذيب الوحشي للأسرى الفلسطينيين عاهات مستديمة كالعمى والشلل والأمراض المختلفة, حيث سجلت على الأقل حالتي إصابة بالعمى وذلك نتيجة وضعهم في غرف معزولة لا تدخلها أشعة الشمس, ورفض الاحتلال علاج الأسرى المصابين بأمراض العين المختلفة.وتنص الاتفاقية على عدم استخدام أسرى الحرب في التجارب الطبية أو العلمية, إلا أنه على النقيض تقوم سلطات السجون باعتماد الأسرى كفئران تجارب تختبر عليهم الصناعات الدوائية الصهيونية والتي كان لها تأثير خطير على صحة الأسرى وفقاً لما ذكرته تقارير حول هذا الموضوع, ناهيك عن استخدام أدوية منتهية الصلاحية.
ناشدت مانديلا , منظمات حقوق الانسان وأطباء بلا حدود وكافة المؤسسات والمنظمات الدولية للتدخل الفوري لانقاذ حياة الاسرى المرضى ، وطالبت السلطة الوطنية وخاصة وزارتي الاسرى والصحة بالعمل الجاد على إدخال أطباء متخصصين لمعاينة الحالات المرضية في مستشفى الرملة ومعالجة كافة الحالات المرضية وإيلاء الاهتمام الكامل واللازم على كافة المستويات .