مواجهات خلال تفريق مسيرة سلمية في بيت لحم ومشادات مع الامن الفلسطيني
نشر بتاريخ: 29/03/2010 ( آخر تحديث: 29/03/2010 الساعة: 18:32 )
بيت لحم- معا- شهد المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، اليوم الاثنين، مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي تصدت لمسيرة سلمية بمناسبة يوم الارض واحتجاجا على أحداث الأمس التي اعتقلت خلالها قوات الاحتلال 16 متظاهرا بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي.
وأفاد مراسل "معا" أن حوالي 200 متظاهر لبوا دعوة حركة فتح وفصائل منظمة التحرير للمشاركة في المسيرة، من بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال المحيسن والنائب مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية والوزير عبد الفتاح حمايل محافظ بيت لحم وزوجة عباس زكي وعدد من قادة المقاومة الشعبية في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا والخليل وممثلو مؤسسات المدينة وعدد من كوادر حركة فتح في بيت لحم والخليل.
وانطقلت المسيرة بالقرب من مسجد بلال بن رباح "قبة راحيل" باتجاه المعبر الاسرائيلي الذي يفصل مدينتي بيت لحم والقدس، وهناك اندلعت مواجهات رشق خلال الشبان قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فردت الاخيرة باطلاق قنابل الغاز والصوت لتفريق المتظاهرين.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات تندد باعتداءات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ومواصلة بناء الجدار والمستوطنات، والتنكر لاستحقاقات عملية السلام المتعثرة بفعل التعنت الاسرائيلي.
وعلى هامش المسيرة عقد مؤتمر صحافي تحدث خلاله د. جمال محيسن كلمة أكد فيها على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة السلمية، واستنكر الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية وحرمان المسلمين والمسيحيين من حرية العبادة والوصول إلى الاماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة، وقال: إن تدمير الاقصى سيكون يوم الدمار لإسرائيل وسيشكل ذلك يوم القيامة لهم.
وأضاف ان القرار اتخذ من اللجنة المركزية والتنفيذية لمنظمة التحرير وفصائل العمل الوطني بتصعيد المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة الاحتلال على اراضي عام 1967.
واعتبر "ان ما يجري من انتهاك ووحشية من قبل قوات الاحتلال بحق المسيرات السلمية المناهضة للجدار والاستيطان وتهويد القدس وكذلك اعتقال قيادات العمل الوطني لا يمكن لها ان تؤثر على معنويات الشعب الفلسطيني في مواصلة كفاحه ونضاله بل ستزيدنا اصرارا في تصعيد المواجهات اليومية ضد المخططات الاحتلالية".
وخاطب الحضور قائلا: "ان على الشعب الفلسطيني في كافة مواقعه في الاراضي الفلسطينية العمل على تصعيد الانتفاضة الشعبية السلمية في مواجهة الاستيطان وجدار الفصل العنصري"، مؤكدا ان منع المواطنين من الوصول الى الاماكن الدينية لن يكون الا مؤشرا واضحا لعنصرية هذا المحتل.
وقال النائب مصطفى البرغوثي في كلمة له باسم القوى الوطنية والاسلامية: "إننا جئنا اليوم إلى بيت لحم والى هذا المعبر الفاصل بينها وبين القدس لنؤكد رفضنا لكل إجراءات الفصل العنصري والتهويد والحصار المضروب على القدس وبيت لحم وأننا سائرون على هدي يوم الأرض الخالد الذي جسد فيه شعبنا في الداخل روح المقاومة".
ودعا جميع القوى إلى اتخاذ يوم الأرض مناسبة لتجسيد الوحدة الوطنية لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تمزيق الأراضي الفلسطينية وفصل الضفة عن غزة وتهويد القدس للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة.
وأضاف "أن شعبنا مصمم على مواصلة نضاله الشعبي حتى نيل حريته واستقلاله وإنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث الذي بات احتلالا عنصريا هو الأسوأ من نوعه".
وأكد البرغوثي أن اعتقال عباس زكي وبعض المشاركين في تظاهرة الأمس هو إجراء إسرائيلي تعسفي يأتي في إطار محاولات الاحتلال كسر المقاومة الشعبية من خلال حملات الاعتقالات التي تستهدف نشطاء لجان مقاومة الجدار والاستيطان والمتضامنين الدوليين والمشاركين في التظاهرات السلمية.
وقال: "إن كل إجراءات الاحتلال وقمعه للتظاهرات بشكل وحشي لن تثني شعبنا عن مواصلة مقاومته الشعبية ضد الجدار والاستيطان والحصار وان تلك المقاومة ستنتصر على الاحتلال ونظام الفصل العنصري".
ودعا البرغوثي إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وعن عضو مركزية فتح عباس زكي والى وقف استهداف التظاهرات الشعبية.
الوزير عبد الفتاح حمايل من جهته ندد بالسياسات الاسرائيلية الرامية الى تصعيد الموقف، مطالبا بالافراج عن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وبقية المتظاهرين الذين شاركوا في المسيرة السلمية امس والتي طالبت بحرية العبادة وازالة العوائق من أمام المواطنين للوصول إلى اماكنهم المقدسة في مدينة القدس.
واشار حمايل الى ان ما جرى ويجري في مختلف الاراضي الفلسطينية من اعتداءات وبطش من قبل قوات الاحتلال، تعبير عن حالة الافلاس السياسي والاخلاقي والانساني للحكومة الاسرائيلية التي فقدت صوابها وعليه اصبحت معراة ومكشوفة امام العالم عما يجري في الاراضي الفلسطينية.
واضاف "ان ما جرى يوم امس من اعتقال لمجموعة من المناضلين خلال المسيرة الشعبية السلمية لن تثنينا ولن تردعنا وبالتالي ستجدون قادة حركة فتح كما عودتنا في ميدان النضال بل في الطليعة لكل الفعاليات النضالية".
وفي أعقاب المسيرة وعودة المشاركين الى بيت لحم تجددت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال بالقرب من محطة وقود كندو قرب مسجد بلال بن رباح "قبة راحيل" فتدخلت قوات الامن الوطني، واعادت المتظاهرين، كما وقعت مشادات مع الصحافيين، اعتصم الصحافيون على اثرها في المكان لفترة من الزمن.
وقال محمد اللحام، الناطق باسم حركة فتح في بيت لحم، لـ "معا": "إن سلوك عناصر الامن مرفوض، رغم تقديرنا للاتفاقيات الامنية، إلا أن ذلك لم يكن مبررا ولا بأي حال من الأحوال تصرف رجال الأمن في المكان مع المواطنين والصحافيين".
وأكد اللحام الذي تحدث هاتفيا مع قائد منطقة بيت لحم العميد سليمان عمران أن الأخير وعد بتشكيل لجنة تحقيق في ما حدث اليوم بين عناصر الامن من جهة والمواطنين والصحافيين من جهة ثانية، واعدا بتقديم كل من يثبت أنه أساء أو أخطأ بحق الشبان أو الصحافيين لمحكمة عسكرية.
وبين اللحام أنه بعد أن وعد قائد المنطقة بتشكيل لجنة تحقيق قرر الصحافيون إنهاء الاعتصام وغادروا المكان.