الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اجراءات الاحتلال العسكرية تحرم المسلمين والمسيحيين من العبادة

نشر بتاريخ: 29/03/2010 ( آخر تحديث: 29/03/2010 الساعة: 17:39 )
القدس- بيت لحم- معا- شددت اسرائيل من إجراءاتها العسكرية في محيط مدينة القدس المحتلة، ومنعت المواطنين الفلسطينيين ممن يحملون تصاريح للعلاج والاعياد المسيحية من دخول المدينة المقدسة.

وفرضت السلطات الاسرائيلية حصارا عسكريا على الضفة الغربية، منذ ليلة أمس على أن يستمر حتى نهاية عيد الفصح اليهودي "البيسح" الاسبوع القادم.

وقالت ليندا بابون ( 82 عاما) من بيت لحم، إنها لم تتمكن من دخول القدس للعلاج في مستشفى العيون، رغم انها تحمل تصريحا للعلاج، وأضافت لـ "معا"، لم يكترث الجنود المتواجدون على معبر "جيلو" شمال بيت لحم للتصريح وامروني بالعودة إلى بيت لحم.

إحدى المواطنات المسيحيات من بيت لحم، عبرت عن استيائها من تعامل جنود الاحتلال، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من الوصول إلى القدس للاحتفال مع أقاربها بالاعياد رغم حصولها على تصريح سار لهذه الغاية.

ويعيش مسيحيو بيت لحم مشاعر الحزن في كل عام، بسبب اجراءات الاحتلال التي تحرمهم من الوصول إلى مقدساتهم في مدينة القدس رغم المسافة الجغرافية القريبة بين المدينتين، إلا أن بناء الجدار واحكام الاغلاق لبيت لحم والقدس، زاد من معاناتهم وعقد مهمة الوصول الى المقدسات بل جعلها شبه مستحيلة.

في ذات السياق قالت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إن الشرطة الإسرائيلية فرضت اليوم قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى عشية احتفالات اليهود بعيد الفصح.

وقال باحثو الوحدة إن إجراءات المنع من دخول المسجد الأقصى شملت المواطنين المقدسيين دون سن الخمسين، بما في ذلك الأطفال، والمواطنين الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر بما في ذلك المئات ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين، في حين سجلت مشادات كلامية بين طاعنين في السن ونساء عند باب المجلس وباب حطة احتجوا على منع الشرطة إدخال أطفالهم معهم دون سن الثامنة.

وقال أحد المواطنين ويدعى (أبو محمد) من يافة الناصرة داخل الخط الأخضر، وفي الستين من عمره أن أفراد الشرطة منعوه بالقوة من دخول باب حطة أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى، ودفعوه جانبا طالبين منه مغادرة المكان، وسط ضحكات السخرية والاستهزاء.

وأكد أحد أفراد الشرطة لباحثي الوحدة أنه تلقى وزملاءه أمرا من قيادتهم بمنع مواطني (الشمال) على حد تعبيره – من دخول المسجد الأقصى، بما في ذلك كبار السن، رافضا تبرير أسباب هذا المنع.

وعند مدخل باب المجلس- وسط شارع الواد- منعت الشرطة بالقوة مواطنة في الخمسين من عمره من الدخول إلى المسجد الأقصى حيث كان يرافقها اثنان من أطفالها الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة، وقام أحد أفراد الشرطة بدفع واحد من أنجالها بالقوة من المكان، ووقع تدافع بينها وبين الجنود الذين لم يأبهوا لصراخها وهي تلوح لهم ببطاقتها الشخصية الزرقاء وتقول لهم "أنا مواطنة إسرائيلية"، فلماذا أمنع من الدخول؟؟.

وكان نحو 500 طالب وطالبة يدرسون في مدارس داخل باحات المسجد الأقصى منعوا أيضا من الالتحاق بمدارسهم اليوم. وفي إفادته لمركز القدس أكد الشيخ ناجح عفانة رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى ، ومدير ثانوية الأقصى الشرعية أن استمرار منع الطلبة في مدارس المسجد الأقصى يحرم هؤلاء من حقهم في التعليم، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه، داعيا إلى توفير الأجواء المناسبة لهؤلاء الطلبة كي يواصلوا تحصيلهم العلمي دون أي معوقات، مشيرا إلى أن هؤلاء الطلبة فقدوا منذ بداية العام الجاري 11 يوما دراسيا، علما بأنهم طلبة مميزون، ويدرسون إضافة إلى المواد الأكاديمية العلم الشرعي. وأكد الشيخ عفانة أن قضية التعليم في الأقصى هي قضية رمزية ترتبط بتاريخ هذا المسجد، وبالتالي من الخطورة بمكان المس بهذه المدارس من خلال إجراءات منع طلبتها من الالتحاق بها.

واعتبرت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس هذه الإجراءات بأنها عقاب جماعي، ينتهك حرية الأفراد في الحركة والتنقل، ومس جسيم بحرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة، وهو ما تحظره الاتفاقيات الدولية، ومواثيق حقوق الإنسان.