دحلان: فتح تطبق قرار المقاومة الشعبية ولن نفاوض وحماس فشلت
نشر بتاريخ: 29/03/2010 ( آخر تحديث: 30/03/2010 الساعة: 15:29 )
بيت لحم-معا- تناول عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد دحلان مواضيع عديدة خلال كلمة القاها في ندوة للإعلام والشبيبة في جامعة النجاح بمناسبة يوم الأرض, واكد على حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة الشعبية ورفض التفاوض في ظل استمرار الاستيطان .
وقال دحلان "لقد تجاوزنا مرحلة الخطابات، ودخلنا مرحلة الفعل الوطني"، منبهاً إلى خطورة الوضع ومحذراً من أخطاء قد تدمر مستقبلنا السياسي في مدى السنوات القادمة.
وأكد دحلان على الموقف السياسي الواضح والمحدد الذي يميز "فتح" اليوم عن مرحلة سابقة معتبراً أنها قد مضت بدون رجعة. مشيراً إلى قرارات واضحة وصريحة لدعم سياسات الرئيس والحكومة، وقال": نحن اليوم أقدر على تقرير متى وكيف نستخدم المقاومة.
وأضاف:" إذا كتبت علينا الشهادة أهلاً وسهلاً لكننا لا نريدها للمزايدة . ولا نزايد بها علي أحد ولا نقبل من أحد أن يزايد علينا ".
ورأى دحلان أن عضو اللجنة المركزية عباس زكي الذي اعتقلته قوات الاحتلال أمس قد طبق قرار فتح بالمقاومة الشعبية لينضم إلى قائمة الأسرى وعلى رأسهم حتى هذه اللحظة مروان البرغوثي أيضاً معتبراً إن الانتفاضة الأولى حققت توازناً دولياً وانجازات كبيرة رغم أنها كانت أقل خسارة لنا ولإسرائيل، أما في الانتفاضة الثانية فقد استطاعت إسرائيل تقديم نفسها كضحية، فدفعنا ثمناً باهظاً، عندما نجح الإسرائيليون بإلصاق تهمة الإرهاب بنا، مشدداً على ضرورة استخلاص العبر وعدم العودة للأخطاء السابقة.
واستذكر دحلان مواقفاً جوهرية للشهيد عبدالله داوود الذي كان ضمن المبعدين أثر الحصار الطويل على كنيسة المهد فقال :" إن القائد عبد الله داوود لم يكن يرفض التفاوض حول المحاصرين في كنيسة المهد وحسب بل كان ممن يحاولون فك الحصار عن الرئيس أبو عمار في المقاطعة ".
وأكد عضو مركزية "فتح" على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة الشعبية وقال " لنا الحق باستخدام وسائل النضال التي تخدم برنامجنا السياسي" إذا ما أصرت حكومة إسرائيل على التهرب من استحقاقات السلام، وإذا ما أصرت على ادعاءاتها بأن أبو مازن متشدد، وإذا لم تحقق السلام معه فإنها لن تحققه لسنوات طويلة قادمة". وإضاف:"نحن منزرعون في هذه الأرض ولن نحيد عن مطالبنا وحقوقنا".
ورسم دحلان صورة عن الحالة السياسية الراهنة فقال:"استطعنا للمرة الأولى تحقيق وحدة الخطاب السياسي " وأضاف :"نحن ملتزمون بالثوابت التي وضعها الشهيد أبو عمار. مؤكداً إن الهدف الفلسطيني قيام دولة على حدود العام 1967 وليس على أساس حدود 67. فنحن لن نقبل بأقل من 100% من أراضي حدود 67 الرابع من حزيران عام 1967 ".
وأوضح دحلان أن الرئيس أبو مازن يجول العالم من أجل تحقيق وبلورة موقف عالمي مساند مشيراً إلى البيان الأوروبي كتعبير ملموس عن تحولات هامة في مواقف المجتمع الدولي ونتيجة ايجابية لجهود الرئيس.
وحدد دحلان موقف حركة "فتح" من المفاوضات فقال: يعرف نتنياهو موقفنا جيداً، ونكررها اليوم ونقول له: لن تكون هناك مفاوضات مع الاستيطان .
وأكد دحلان ان حكومة الدكتور سلام فياض هي حكومة الرئيس أبو مازن الذي هو رئيس حركة فتح، ونحن نعتبرها حكومة الشعب الفلسطيني انسجاماً مع مبادئنا وقيمنا ورؤانا في العمل الوطني، فالشعب الفلسطيني هو المستفيد أولاً وأخيراً من انجازاتها، ونحن نضع المصالح العليا لشعبنا فوق كل اعتبار.
وحول العلاقة الأمريكية الإسرائيلية قال دحلان :" لست ممن يبالغ أو يقلل من أهمية ما جرى. لا بد أن نسجل هنا أن الرئيس أوباما نجح في حل الأزمة الاقتصادية ومن ثم في برنامج التأمين الصحي ونأمل أن يكون نجاحه مدخلاً في حل الصراع في الشرق الأوسط. نحن نشجع توجه الإدارة الأمريكية في فرض الحل السياسي وفق رؤية الرئيس أوباما. هناك تعاطي ايجابي عربي ودولي مع قضيتنا ونحن نعتمد علي برنامجنا السياسي الذي نتمسك به حتى تحقيق مطالبنا. ولن ننجر إلى ما يحاول نتنياهو فرضه علينا، ليسوق دعايته الجاهزة عن الإرهاب .
وتطرق دحلان إلى الأوضاع في غزة فقال : لقد اثبت التاريخ وكذلك التجربة كل ما قلناه في الماضي بأن حركة حماس لم تبنِ شيئاً في تاريخها، بل تتباهى بتدمير غزة والقتل، لقد سولت حماس للأخ بقتل أخيه. وأرادت الجمع بين الحكومة والمقاومة فصاروا حكومة أنفاق وتهريب.
وكشف دحلان عن معلومات تفيد باعتقال أمن حماس لأحد منفذي عملية يوم الجمعة الماضي، مؤكداً وجود الشخص في أحد سجون حماس رافضاً الكشف عن اسمه .
ورأى دحلان أن المصالحة الفلسطينية مصلحة وطنية عليا، وأن فتح قد عضت على جراحها، وتحملت من أجل صالح الشعب الفلسطيني والقضية فقال :" لقد ذهبنا إلي أبعد مما توقعه أبناء فتح وقبلنا الورقة المصرية. وذهب وفد فتح للتوقيع بعقول مفتوحة مع حفظ حقوق الضحايا، وقلنا بالوحدة سنستعيد الكرامة التي هدرت أمام العالم. لكن حماس رفضت التوقيع " مضيفاً:" أنهم يسعون للاستفراد، وإنشاء إمارة غزة. أما الاستقواء بالبندقية فلن يستمر، مؤكداً على إعلاء مصلحة الشعب الفلسطيني "ومواجهة حماس بالعقل والمنطق علي أمل عودة حماس لرشدها حتي نعمل معها علي معالجة آلام الماضي".