الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جاكلين جزراوي : المطلوب تواصل تجمعات المنتخب والمعسكرات الخارجية

نشر بتاريخ: 31/03/2010 ( آخر تحديث: 31/03/2010 الساعة: 22:55 )
بيت لحم - معا - حاورها احمد البرهم - جاكلين جزراوي قائد المنتخب الوطني للكرة النسوية في بطولة غرب اسيا التي جرت مؤخرا في ابو ظبي بالامارات العربية , واحدى لاعبات نادي ديار التلحمي المميزات , بل لاعبة من طراز سوبر , تتميز بلعبها القتالي والفدائي داخل الميدان , وتتصف بالسكون وعدم سماع صوتها اثناء المباريات , والاهم من هذا وذاك بعدها عن الاعلام , في تلعب وتبرز بصمت بعيدا عن الضجيج الاعلامي المقروء والمرئي والمكتوب , فهي ليست هاوية تصوير واعلام , بل تلعب من اجل اللعب نفسه ومن اجل ناديها ومنتخبها فلسطين فقط .

جاكلين تميزت بأداء جميل ومبدع في قيادتها للوطني في هذه البطولة وادت مباريات قوية ومستويات رفيعة ,وظهرت خبرتها الجيدة للعيان من خلال تلك البطولة الدولية.
جزراوي لاعبة فلسطينية تغار على بلدها ويهمها نظرة الناس الاخرين و رأيهم بمنتخبها, وتطلب من الاتحاد تواصل دعمه الكبير للمنتخب ,ذلك الدعم الذي لم يكن ملموسا الا بعد أن استلم اللواء جبريل الرجوب منصب رئاسة الاتحاد حيث أن الرجوب نواة النجاح والتقدم الفلسطيني ومثال للأب الغيور على مصلحة أبناء شعبه وتضيف جزراوي انها لا تنسى قوله دائما للمسؤولين في كل لقاء معهم ( شو بدهم بناتنا اعملولهم و ما تبخلوا عليهم بأي اِشي لازمهم) فأين نجد شخص مثله في هذا العالم بنفس غيرة هذا الأب و محبته لأبناء و بنات وطنه ولمزيد القاء الضوء على نجمتنا جاكلين كان هذا الحوار :

البطاقة الشخصية :
الاسم: جاكلين جزراوي.
مكان الميلاد: القدس.
تاريخ الميلاد: 17-4-1986
المؤهل العلمي : بكالوريوس علوم- أحياء-مختبرات طبية.
العمل: مدرّسة علوم في مدرسة البطريركية اللاتينية – بيت جالا / مدربة كرة سلّة وكرة قدم للبنات في مؤسسة خطوات لتنمية المشاريع الرياضية.
الفريق : ديار/ بيت لحم .
المركز: لاعبة دفاع في المنتخب الوطني الفلسطيني.

- ماذا عن مشاركة منتخبنا في البطولة من الناحية المعنوية؟
كانت تجربة مليئة بالايجابيات أكثر من السلبيات وخصوصا أنها حملت طابعا جديدا غير الذي تعودنا عليه في بطولات غرب اسيا السابقة حيث أنها تميزت بأداء جميل ومبدع من قبل كافة عناصر منتخبنا حيث أظهرن ثمرة الاحتكاك في السنوات السابقة وظهرن بخبرة مشرفة أبهرت الحضور وأذهلتهم لدرجة أنهم لم يصدقوا بأن ذلك الفريق الذي يلعب في المستطيل الاخضر هو فريق فلسطين النسوي فالان استطيع أن اقول اننا نحن الفلسطينيات تركنا بصمة واضحة في سجل الكرة النسوية تثبت بأن هذا الفريق الاتي من الاراضي المحتلة بفدائيات مصرات على رفع علمهن وتحدي الصعاب بات من الفرق التي يحسب لها حساب.

- المستوى الفني لمنتخبنا هل كان مقنع لكي ككابتن منتخب - كيف تصنفين منتخبنا بين المنتخبات المشاركة من حيث الاستعداد قبل البطولة /- هل توفرت لمنتخبنا كل الاجواء لخوض منافسات هذه البطولة ؟
المستوى كان مقنع الى حد ما , خصوصا أن استعدادنا للبطولة كان اقل بكتير من استعداد غيرنا في فترة لا تتعدى الشهرين وذلك لانشغال لاعباتنا بالدوري النسوي الفلسطيني للكرة الخماسية الذي اعاق بشكل كبير تجمعات المنتخب والتدريب على ملعب كبير.
لقد دعمنا اتحادنا بشكل كبير في الفترة التحضيرية لهذه البطولة اذ انه لم يبخل علينا بأي شيء لازم وانا اكيدة لو ان الفترة التحضيرية كانت اكبر لكانت انجازاتنا اكبر بكثير خاصة باننا نضم في فريقنا نجمات ذوات مواهب مميزة بأعمار صغيرة مما يميزنا عن باقي الفرق التي شاركت فأنا اجمالا راضية عن المستوى الذي قدمناه واتمنى ان نقدم الافضل في الاستحقاقات القادمة .

-ما المطلوب من الجهاز التدريبي+ اللاعبات+اتحاد الكرة من اجل الوقوف على جاهزية منتخبنا قبل الخوض في التصفيات التمهيدية لاولمبياد لندن؟
الشيء الاهم المطلوب هنا ان تتواصل التجمعات للمنتخب بحيث نتمرن بصورة مكثفة للحفاظ على مستوى عالي من اللياقة البدنية التي هي عنصر اساسي عند اللعب في المستطيل الاخضر مع مراعاة ظروف اللاعبات وانشغالهن في الوظائف والدراسة بحيث تكون اوقات التمارين مناسبة للجميع وان يتم توزيع التمارين في ملاعب مختلفة في الضفة حتى يتم تقسيم عبء المواصلات على جميع اللاعبات لتسود المحبة ويغلب التفاهم والتعاون على الجو العام بينهم.
إضافة إلى أهمية تنظيم معسكرات تدريبية خارجية في بلاد عربية و أجنبية للاستفادة من خبرات لاعباتهم اللواتي يتفاوتن في المستوى والتعود على اللعب في ملاعب تمتلك التجهيزات المميزة و أيضا تحت ظروف بيئية مختلفة كالحرارة المنخفضة او العالية التي لكل منها تدريباتها الخاصة.
أما من جهة اللاعبات فعليهنّ الالتزام بالجرعات التدريبية واخدها بعين الاعتبار حيث تكون الجدية والعزيمة والاصرار شعارهن لكي نرقى بالمستوى العام ونستثمر مواهبنا بصقلها على يد المدرب القدير هاني ابو الليل الذي لابد من استغلال وجوده كمدير فني ومدرب اول للفريق حيث ان له المام وخبرة كبيرة في هذه اللعبة لايبخل علينا بها .

- كيف كانت التشكيلة التي لعبنا بها أمام الفرق, هل هناك تشكيلة أفضل ؟
مع وجود مدرب قدير اسمه هاني ابو الليل ليس هناك اثنان يتحدثون في تشكيلة وضعها هذا الرجل!! والجميع يثق بأنه الأول في النواحي التكتيكية, فكيف يكون رأيي بتشكيلة وضعها مدرب كنت أنا من أوائل المعنيين بوجوده في صفوف المنتخب بعد تجربتنا المميزة و الناجحة لنا معه في ماليزيا. فأجيب و أؤكد بأن التشكيلة التي وضعها هي الأفضل مع الاحترام الجزيل لكل لاعبة كانت من لاعبات الاحتياط في منتخبنا, فلاعبة الاحتياط كانت مستعدّة في أي لحظة أن تدخل الملعب و تشارك و تثبت بأنها لا تقل عزيمة عن اللاتي بدأن اللعب. فلكل لعبة ظروفها و تشكيلتها التي لطالما وثقنا جميعنا بأنها كانت الأفضل.

- بالنسبة للإصابات هل كانت عنصر رئيسي تسبب في خسارتنا أمام منتخب الأردن الشقيق صاحب الخبرة الطويلة في عالم الكرة و بهذه النتيجة الثقيلة وغير المتوقعة ؟
هذا شيء اكيد فالفرق العالمية نفسها تتأثر باصابة لاعب اساسي عالاقل فكيف حال فريق نسوي ات من دولة لاتملك سوى اقلية من الانسات اللواتي بادرن وتحدين الصعوبات ولعبن هذه اللعبة , فعدد اللاعبات اصلا قليل وكل لاعبة في المنتخب لدينا بمثابة جوهرة ثمينة وجودها مهم و ضروري لدينا, فلا يستغنى عن أين منهن. و المصابات للأسف كنّ من أميز اللاعبات كمثل ماسة الكرة النسوية الفلسطينية أقدمها و أحلاها و أغلاها (الكابتن المصابة هني ثلجية) فكان لا بد علينا من خسارة فرصة كونها ضمن التشكيلة الأساسية ضد الفريق الأردني الشقيق صاحب الخبرة الأكبر فهي لو لم تكن مصابة لكانت أثّرت على النتيجة في هذه المباراة بصورة واضحة نظرا لخبرتها و شأنها الكبير في اللعبة.
انا كلاعبة فلسطينية تغارعلى بلدها الغالي و يهمها نظرة الناس الاخرين و رأيهم بمنتخبها, أطلب من الاتحاد تواصل دعمه الكبير لنا ,ذلك الدعم الذي لم نلمسه الّا بعد أن استلم اللواء جبريل الرجوب منصب رئاسة اتحادنا الكروي حيث أن هذا الشخص في نظرنا بمثابة نواة النجاح و التقدم الفلسطيني و مثال للأب الغيور على مصلحة أبناء شعبه حيث أنني لا أنسى قوله دائما للمسؤولين في كل لقاء معهم ( شو بدهم بناتنا اعملولهم و ما تبخلوا عليهم بأي اِشي لازمهم) فأين نجد شخص مثله في هذا العالم بنفس غيرة هذا الأب و محبته لأبناء و بنات وطنه.أتمنى من الله أن يطيل بعمر هذا الرجل العظيم و يديمه فخر و عزّة لكرتنا و أمتنا.

- من الناس الذين دعموا و ما زالوا يدعمون جاكلين جزراوي قائدة منتخبنا الوطني في حياتها و هل يؤثر دعمهم عليكي؟
في الحقيقة انا دائما أعترف بفضل كل شخص وقف الى جانبي و شجعني في حياتي عامة و في لعبة كرة القدم خاصة. فلو اردت أن أذكر اسم كل شخص منهم لما انتهيت.
ولكن لا بد من أن أعطي أمثلة عن بعضهم الذي أثر بشكل كبير في حياتي كلاعبة حائزة على شرف تمثيل بلدها فلسطين الغالي في لعبة العدل التي هي كرة القدم.
من أوائل الناس الداعمين لي كانا والداي ( أمي و أبي) اللذان أكن لهما جزيل الحب و التقدير لاعطائي الصلاحية التامّة لممارسة هذه اللعبة الخشنة (كما يصفها الكثيرين) فقدّرا اهتمامي و احترما ارادتي و زرعوا فيّ محبة ربّي و وطني و علّماني بأللا أخذل أي احد في الدنيا وضع ثقته بي و من هذا المنطلق تعلّمت بأن أكون مقاتلة فلسطينية في كل مباراة تقاتل بأخلاق و عزيمة لنيل شرف رفع علم بلادها في النهاية عاليا.
لا أنسى اول من جذبني للعبة كرة القدم ,الانسانة التي لطالما عاملت لاعباتنا كأم حنونة عندما التحقنا بأول منتخب نسوي فلسطيني قبل تقريبا 7 سنوات و التي لولاها لما عرفت بنت فلسطين لعبة كرة القدم , انها مديرة الدائرة الرياضية في جٍامعة بيت لحم المعلمة القديرة سمر الأعرج موسى و التي هي غنية عن أي تعريف.
هناك شخص كان اول من علمني ركلة الكرة, كيف أمشي بها و كيف أصوّب و أن أتحلى بالأهم في الملعب الذي هو الروح الرياضية و الأخلاق العالية هذين الشيئين اللذين كانا شعاره. هذا الشخص هو مدربي الذي لا أنكر فضله عليّ :الأستاذ رائد الهريمي.
أريد أيضا ان أتقدّم بالشكرالجزيل الي مديري, الاستاذ و المربي القدير عيسى أبو غنّام, في مدرسة البطريركية اللاتينية في بيت جالا التي أعمل بها كمعلمة,فقد دعمني كثيرا و أذن لي بالسفر اكثر من مرّة خلال أيام الدوام الدراسي مسهّلا مشاركاتي في المحافل الدولية و المحلية و مشجعا لي و للرياضة الفلسطينية بشكل عام. كما و أشكر مؤسسة خطوات لتنمية المشاريع الرياضية ممثلة بمديرها هاني قطان التي لطالما دعمتني انا و باقي أعضاء منتخبنا النسوي اذ اننا نعمل كمدربات معها.

- ماذا عن دور الطاقم الاداري و الفني و الطبي في البطولة , ما رأيكي بما قدموه؟
لقد تميّز الطاقم الاداري ممثلا برئيسة البعثة الأخت رقيّة التكروري حيث أنها كانت تقدّم لنا كل ما يلزمنا دون أن تبخل بأي شيءعلينا فنشكرها على وجودها و كل ما قدّمت لنا. و كذلك الادارية عايدة الطريفي التي أعتبر وجودها ضمن البعثة أمرا بعث فينا الشعور بأننا مع أمّنا الحنونة التي تخاف على بناتها و تحبّهم و تسعى الى راحة بالهم حيث كانت سبب راحتنا النفسية الكبيرة أثناء البطولة فلا بد من وجودها معنا في كل استحقاق قادم. اضافة الى المعالجة رشا درويش التي سهرت على علاج مصاباتنا بكل ما لديها من امكانيّات, و كانت أول من يهرع الى الملعب عند أصابة اي لاعبة من لاعباتنا فلها كامل التقدير مع تمنياتي لها بالتوفيق.
أمّا عن مسؤولة العهدة و الطاقم الفنّي من المدرب هاني أبو الليل و مدرب الحراس باسل فلا اقول الا بانهم أستحقوا الثقة التي أعطيت لهم.

- من أبرز اللاعبات الفلسطينيات اللواتي لعبن دورا أساسيا في صفوف منتخبنا؟
في الحقيقة كانت معظم اللاعبات الفلسطينيات مميزات ولكن أعجبي لعب هدّافة البطولة اللاعبة ولاء حسين التي شرّفت فلسطين بثمانية جميلة من الأهداف النظيفة خلال البطولة الأمر الذي جعل لاعبة فلسطينية تختطف عن جدارة لقب الهدافة من كبار اللاعبات المحترفات اللواتي كنّ ندّا لها , فسارت باللقب و شرفه الى عرين بلادها الغالي فلسطين. كما تميّزت كل من اللاعبات مريان البندك, نتالي شاهين , كارولين صهاجيان,نيفين كليب اضافة الى بلدوزر الدفاع الفلسطيني و أميزه اللاعبة حمامة جربان المتعرضة لاصابة من خلال البطولة فأتمنى لها الشفاء العاجل هي و باقي المصابات أيضا.

-هل كان لاختيار الاتحاد الاسيوي لدولة الامارات مركزا للبطولة سلبيات؟
طبعا لا, فنحن جميعا كلاعبات كرة قدم شاركن بالبطولة حظينا بكل وسائل الراحة و الأمان و الاحترام في هذا البلد الكريم عند شعبه المضياف. هذة ليست أول مرّة نشارك في بطولة في أبو ظبي بالتحديد. و في كل مرّة يشدّنا شىء جديد لهذه البلد و الأرض اذ اننا نحس باننا بين أهلنا و لا نشعر بالغربة أبدا. فشكرا للاتحاد الاماراتي على دعمه الكبير لكرتنا الفلسطينية بالتحديد و للرياضة العربية بشكل عام.