السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرجوب للاهرام العربي : في فمي ماء وكان التعامل معنا بشكل سطحي للغاية

نشر بتاريخ: 01/04/2010 ( آخر تحديث: 01/04/2010 الساعة: 22:35 )
بيت لحم - معا - قال اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في حوار اجرته معه صحيفة الاهرام العربي حول إلغاء زيارة الفريق الأوليمبي المصري للأراضي الفلسطينية‏,‏ التي كان مقررا لها ال 30 من اذار الماضي للعب مباراة مع المنتخب الأوليمبي الفلسطيني‏,‏ في ذكري يوم الأرض كما تطرق الحوار للأوضاع المشتعلة في الساحة الفلسطينية بسبب الاعتداءات الإسرائيلية علي المسجد الأقصي واحتمالات تفجر انتفاضة ثالثة‏,‏ وكان النقاش ساخنا وفق ما ذكرت الصحيفة بحضور الدكتور عبد العاطي محمد رئيس التحرير والزميلين مهدي مصطفي وأشرف محمود ما بين السياسة والرياضة‏ وهنا نحن في الصفحة الرياضية " لوكالة معا " ننقل لكم تصريحات اللواء الرجوب كما جاءت في الصحيفة فيما يخص الجانب الرياضي منها :

‏*‏ ما أسباب تأجيل زيارة المنتخب المصري للقدس لإقامة مباراة مع نظيره الفلسطيني؟
بداية أسجل احتجاجي الشخصي الشديد وألمي وحسرتي علي الثقافة التي قادت إلي هذا القرار الخاطئ بكل المعايير‏,‏ فرياضيا أقرت الفيفا في‏26‏ أكتوبر‏2008‏ بوجود ملعب لفلسطين‏,‏ وهو قمة الإنجاز لنا ويشكل غطاء لتحرك رياضي باتجاه فلسطين ونحن كفلسطينيين تمنينا أن يكون هناك زحف عربي باتجاه الملاعب الفلسطينية من أجل تدعيم صمود شعبنا من خلال تحرك كروي يحظي بشرعية دولية‏..‏ وبالمناسبة أشكر كل من جاءنا ولعب علي أرض فلسطين وهم الأخوة في الأردن وفي تونس‏,‏ ونحن كنا نتمني أن تأتينا مصر باعتبارها الأخ الأكبر وقائدة الأمة العربية لتلعب مباراة علي ملعب فلسطيني علي أرض فلسطين‏,‏ لكن للأسف هناك ثقافة مشروخة وغير صحيحة منعت ذلك‏.‏

‏*‏ برأيك من المسئول عن تأجيل المباراة وعدم إقامتها في موعدها المحدد؟
هناك ثلاثة أطراف احتجت علي المباراة بعد الإعلان عنها بعد اتفاق بين اتحاد الكرة المصري والفلسطيني‏:‏ الطرف الأول هو من اعتبر أننا نريد أن تكون المباراة علي الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة‏,‏ وأنا شخصيا أرحب بذلك وأرحب بالفريق المصري وبأي فريق عربي أو ناد عربي علي أرض غزة‏,‏ فالرياضة في فلسطين ليست ضمن دائرة الانقسام السياسي‏,‏ فأنا رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني ورئيس اللجنة الأوليمبية الفلسطينية وتم انتخابي من جميع الشعب سواء في غزة أم الضفة أم في الشتات بالخارج‏,‏ ولن أسمح بأن تكون الرياضة جزءا من الانقسام‏,‏ كذلك فإن كل القوي والفصائل كانت مرحبة بالمباراة بل إن حماس طلبت أن تشارك في كل محطات الاستقبال والاحتفاء بالمنتخب المصري‏.
‏ الطرف الثاني من المعترضين علي المباراة هم من اعتبروا تلك المباراة تطبيعا مع إسرائيل‏,‏ وأنا شخصيا أعتقد أن هناك مثقفين ونخبا سياسية ومفكرين تبنوا ذلك الرأي‏,‏ متحدثين بطهارة ولكني أتمني منهم أن يعيدوا النظر في موقفهم وأن يفهموا الصورة بجوانبها الصحيحة‏..‏ وأوضح أيضا أن قرار الإلغاء ليس مرتبطا علي حد اعتقادي بالنقد الموجه للمباراة باعتبارها تطبيعا‏,‏ وأؤكد أن إسرائيل لا تستطيع أن تمنع أي منتخب من أي دولة من دول العالم حتي إيران إذا قررت الفيفا أن تقيم بطولة علي أرض فلسطين‏,‏ ويشارك بها المنتخب الإيراني فإسرائيل لا تستطيع أن تمنعه من السفر لفلسطين واللعب علي أرضها وإذا منعته ستكون عندئذ بصدد مشكلة ضخمة مع الفيفا‏.
‏ وأما الطرف الثالث فهو الاحتلال الإسرائيلي لا يريد أن يأتي من المصريين ـ وغير المصريين ـ للعب علي أرض فلسطين لأنه لا يريد أن يكون هناك شاهد علي جرائمه ضد الفلسطينيين‏,‏ كذلك فإن المنتخب المصري يأتي لفلسطين بتصاريح من السلطة الفلسطينية ويلعب مع لاعبين فلسطينيين وعلي أرض فلسطينية ولن تكون هناك أي تأشيرة إسرائيلية علي جوازات سفر اللاعبين وهذه نقطة مهمة لا بد من أن يدركها الجميع‏.‏

‏*‏ كيف ذلك ونحن نعلم أن السفر للأراضي الفلسطينية يحتاج لتأشيرة دخول من الاحتلال الإسرائيلي؟
الإسرائيليون ليس لهم أي دور في عملية دخول الفرق الرياضية إلي فلسطين‏,‏ حيث تصل تلك الفرق من خلال تصاريح تقدمها السلطة الفلسطينية لها وكل دور الإسرائيليين‏,‏ ينحصر فقط في مراجعة صحة تلك التصاريح وبعبارة أخري فهم يتأكدون من أن التصريح للشخص نفسه من خلال مراجعة الصور الموجودة بالتصاريح‏,‏ كذلك فهناك نقطة مهمة أخري لا بد أن يضعها الجميع بالاعتبار‏,‏ وهي أننا تحت الاحتلال وأسري لذلك الاحتلال وزيارة الأسير ليست اعترافا بالسجان أو إقرارا بشرعيته‏,‏ كما قال الشهيد فيصل الحسيني القائد الفتحاوي والمقدسي الكبير‏.
ولذلك أناشد من يعتبرون المباراة بمثابة تطبيع سواء من منطلق قومي أم أيديولوجي أن يعيدوا النظر ويخرجوا الرياضة من تلك النظرة‏,‏ وأؤكد أنه لا يمكن أن نقبل بالتطبيع بين العرب وإسرائيل والإقدام علي ذلك عار علي الأنظمة العربية قبل انسحابهم من الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية‏,‏ ولا يعقل أننا نرفض التطبيع ونقوم به‏,‏ ولهذا أتوجه للنخب الفكرية والسياسية أن تعيد النظر بهذا الموقف وتصوبه لأن هذا لا يخدم إلا إسرائيل‏,‏ حيث هاجموا مصر وطالبوا بأن تلعب مصر مع إسرائيل‏,‏ ومن هنا أحيي الكابتن حسن شحاته الذي قال‏,‏ إن ذلك علي جثتي‏...‏ وآمل أن تكون هناك إعادة نظر في ذلك القرار بشكل موضوعي‏,‏ فهناك أربعة ملايين فلسطيني يعيشون في الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال‏,‏ وزيارتهم لا تعني إطلاقا تطبيعا مع الاحتلال‏,‏ فالوطنية الفلسطينية تحتم علينا البقاء علي أرضنا والقومية العربية تحتم علي العرب والمسلمين أن يعززوا صمودنا‏,‏ وبقلب جريح‏,‏ أتمني من الكتاب والمفكرين أن يعيدوا النظر في هذا الموضوع وفي النهاية سامح الله الجميع‏.‏

‏*‏ لكن هل كان هناك تمهيد لعملية الإلغاء؟
كانت الاستعدادات قائمة علي قدم وساق وكانت فيه مراسلات بيننا وبين اتحاد كرة القدم المصري وشكلنا من جانبنا لجأنا للإعداد لاستقبال الفريق المصري وطبعنا عشرات الآلاف من العلم المصري وصور الرئيس حسني مبارك لسنا كسلطة‏,‏ ولكن كل الشعب شارك في ذلك وجهزنا هدايا رمزية بأسماء اللاعبين ونحتنا أسماءهم علي صخور من القدس الشريف وكذلك ميدالية عليها العلمان المصري والفلسطيني‏,‏ فلدي موافقة مكتوبة من الاتحاد المصري علي إقامة المباراة وكشف بأسماء‏66‏ لاعبا وإداريا وإعلاميا مصريا للحضور وجهزنا لهم كل التصريحات‏,‏ وبعد ذلك أفاجأ بإلغاء المباراة عبر الإعلام فقد علمت بقرار الإلغاء من الصحف وهو أمر غريب وإسألوا حسن صقر وسمير زاهر‏.‏

‏*‏ هل هناك تأثيرات سلبية للقرار؟ وهل هناك بدائل لإقامة المباراة بمصر أو بغزة؟
للأسف فقد شكل القرار صدمة علي الشارع الفلسطيني وحالة من الإحباط وأعتقد أنه ستكون هناك تداعيات له‏,‏ وبالمعني الحرفي أقول إن زيارة القدس واللعب فيها هو شرف لأي عربي‏,‏ ولا أضيف أكثر من ذلك ومن جهة أخري أرحب كرئيس لاتحاد كرة القدم الفلسطيني بأي منتخب عربي أو ناد عربي يريد أن يلعب علي أرض غزة‏,‏ وبالنسبة لإقامة المباراة بالقاهرة فلو طرح علي ذلك أولا بحيث تكون هناك مباراة أولي بالقاهرة وثانية بفلسطين‏,‏ فكنت سأرحب عندئذ‏,‏ ولكن الآن وبعد كل هذه الترتيبات والاستعدادات التي أجريناها فهو أمر غير ممكن‏.‏

‏*‏ ماذا تنوون من جانبكم بشأن ما بعد إلغاء المباراة؟
سأثير هذا الموضوع في الاتحاد العربي لكرة القدم‏,‏ فالتعامل معنا كان سيئا للغاية ويجب ألا يمر هذا الموضوع مرور الكرام‏,‏ فقد كان التعامل معنا بشكل سطحي للغاية‏.‏

‏*‏ لكنك تغفل نقطة مهمة وهي أن قرار التأجيل جاء في ظروف اشتعال الوضع بالقدس في ظل الاعتداءات الإسرائيلية علي المسجد الأقصي؟
هذا سبب أدعي لإتمام المباراة وليس لإلغائها أو تأجيلها‏,‏ عليكم أن تأتوا لتروا مآساتنا ومعاناتنا‏,‏ وهذا ليس تطبيعا‏,‏ فمصر لديها سفارة لدينا في رام الله وأري أنه من مصلحتنا كفلسطينيين أن تأتوا لتروا معاناتنا وتفضحوا إسرائيل‏,‏ وعدم زيارتكم لنا يصب بمصلحة إسرائيل التي رحبت بقرار الإلغاء‏.‏

‏*‏ ماذا دار بينك وبين حسن صقر؟
ليس لدي اتصال مع حسن صقر وعلاقتي تكون بحكم موقعي كرئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني وتكون مع اتحاد كرة القدم المصري وقد عقدت اجتماعا مع هاني أبو ريدة نائب رئيس الاتحاد المصري واتفقنا ونسقنا الموضوع واتفقت مع سمير زاهر وهناك مكاتبات رسمية بيننا للترتيب‏,‏ ووجهت دعوة رسمية للاتحاد المصري وردوا علينا بالموافقة وتم الاتفاق علي أن تكون المباراة في يوم الأرض الفلسطيني‏,‏ وهو يوم العزة والكرامة الفلسطينية‏30‏ مارس وكنا نريد أن تكون مصر ومنتخب مصر نجوم في هذا اليوم ويشاركوننا احتفالنا به‏,‏ ولكن فوجئنا بالإلغاء وحدث نقاش بيني وبين حسن صقر لا أستطيع أن أكشفه أمام الإعلام ولكن آمل أن يقدم تقريرا أمينا للرئيس مبارك عما حدث بيننا‏,‏ فأنا‏'‏ في فمي ماء‏'.‏

‏*‏ هل ستسعون لاستضافة منتخبات عربية أخري؟
نحن نعتبر تحرير فلسطين مسئولية كل العرب والمسلمين ودعوتنا مفتوحة لكل المنتخبات العربية للزحف نحو فلسطين واللعب بها‏,‏ ومن سيأتينا سنرحب به ونحن سنظل بأرضنا ولن نرحل عنها‏,‏ وعلي الأقل هناك‏10‏ دول عربية بينها وبين إسرائيل علاقات‏,‏ فعلي الأقل يمكنها القدوم لزيارتنا واللعب علي أرضنا والكرة في ملعبهم‏,‏ ومنتخبنا الأوليمبي الفلسطيني جاهز للعب سواء في غزة أم الضفة‏.

‏*‏ هل تعلم أن الإعلام المصري كان خلال الفترة الأخيرة ينتقد وبشدة قرار عقد المباراة مما كان ربما‏-‏ سببا وراء الإلغاء؟
أسمح لي أقول إني أحترم الإعلام المصري وغيره ولكني وضحت لكم حقيقة الموضوع وأدعو لنقاش مفتوح وبناء حول اللعب في فلسطين إذا ما كان تطبيعا فسنغلق هذا الباب أما إذا لم يكن كذلك كما نقول فهو أمر إيجابي ومفيد وعلي العرب أن يقوموا به‏,‏ ثم منذ متي كان الإعلام يقود النظام العربي؟