رامي غريب من العيسوية: هكذا فقد عينه برصاصة مطاطية أثناء توجهه لعمله
نشر بتاريخ: 01/04/2010 ( آخر تحديث: 01/04/2010 الساعة: 23:31 )
القدس –معا- بعد أقل من شهر على المواجهات العنيفة التي شهدتها بلدة العيسوية –شمال شرق القدس- في السادس عشر من شهر آذار المنصرم لا زال المواطن رامي عثمان غريب، في الثلاثين من عمره، والذي يعمل في أحد الفنادق في القدس الغربية ، يتذكر أحداث ذلك اليوم الذي فقد في إحدى عينيه برصاصة مطاطية، بينما كان في طريقه إلى مكان عمله مستغلا لحظات من الهدوء النسبي شهدتها البلدة، لكن هذا الهدوء كان يخبيء له ما لم يكن يتوقعه.
المعيل الوحيد لأسرته
وفي إفادته إلى وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس يروي رامي تفاصيل أحداث ذلك اليوم ، وكيف فقد عينه، وهو المعيل الوحيد لأسرته الصغيرة. يقول رامي:" أنا أب لطفلين، الأولى بنت تبلغ من العمر سنة وعشرة شهور وتدعى ميرا ، ومحمد 8 شهور. أعيش مع زوجتي وأمي وأخي البالغ من العمر 11 عاما، في بيت من غرفة نوم واحدة وصالة ومنافعها، وأنا المعيل الوحيد للأسرة حيث أن والدي يقيم في الخارج منذ مدة ، ولي أخوان احدهما يقيم في الطابق الثاني من المبنى الذي أقيم فيه ، وآخر أخي من أمي ويقيم في احد أحياء بلدة العيسوية .
مكالمة من رب العمل
في يوم الثلاثاء الموافق 16-3-2010 اتصل بي رب العمل حيث اعمل في فندق "موتسدات دافيد" – الهيلتون سابقا- في حي "مأمن الله" بالقدس الغربية، وكان ذلك حوالي الساعة 11:30 صباحا ، وسألني عن سبب غيابي عن العمل لمدة ثلاثة أيام ، فقلت له بان هناك مواجهات بالبلد وأوضاع صعبة حيث لا استطيع مغادرة البلدة نتيجة الاشتباكات على مدخل البلد. ولكن المسئول طلب مني القدوم للعمل لكي نتحدث حول موضوع الغياب- حيث أنني موظف جديد في الفندق، ولم يمض على عملي فيه سوى 3 شهور فقط - فتحينت حالة هدوء سادت الحي لبعض الوقت توقفت خلالها المواجهات بين الشباب والجنود ، وكانت الساعة تقارب أل 12 ظهرا .
هكذا أصبت
وأثناء مغادرتي "حوش غريب" لاحظت بأن هناك ثلاثة ملثمين يقفون في الشارع الرئيس، وبأن هناك حركة مشاة خفيفة. ولدى وصولي بالقرب من صالون عبدالله للرجال الواقع على مدخل " حوش غريب" كان هناك ثلاثة ملثمين آخرين في وسط الشارع على بعد 8 أمتار، يتحركون في الشارع ذهابا وإيابا، ولكن لم يكن هناك رشق للحجارة ، كما لاحظت وجود حائط بشري من الجنود عند رأس مدخل البلد الرئيسي على بعد 50 مترا أو اقل ، ولم انتبه إن كان بعض الجنود جالسا أو في هيئة استعداد لإطلاق النار، لأنني كنت أفكر في شيء واحد هو الوصول إلى المخرج المؤدي إلى مستشفى هداسا العيسوية والجامعة العبرية، لكي استقل سيارة الباص رقم 19 المؤدي إلى حي "مأمن الله" وكان نظري منصبا على تلك الطريق التي نطلق عليها "الطريق الضيقة" ، سمعت فجأة صوت إطلاق رصاصة أو ما شابه ، وشعرت بشيء صلب يصطدم بعيني اليمنى فوقعت أرضا، وبدأ الدم يتدفق من فمي وانفي وانقطع نفسي وشعرت بان عيني قد انفجرت، وفي غضون ثواني حملني الشباب في سيارة خاصة إلى مستشفى المقاصد ومن ثم إلى مستشفى العيون بالشيخ جراح ، حيث تم إعادتي لمستشفى المقاصد لعمل صورة أشعة ، وبعد ذلك تم نقلي بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى هداسا "عين كارم" حيث أجريت لي عملية الساعة 8:30 مساء وتم إخراج عيار مطاطي من عيني اليمنى ، وتبين أن الرصاصة دخلت من الجفن الأسفل واستقرت بالجفن العلوي حيث انقسمت إلى نصفين ، وتم اقتلاع عيني ، ووضع زجاجة مؤقتة يحمي تجويف العين من الانقباض .
عين من زجاج
مكثت في المستشفى ثلاثة أيام، وقال لي الأطباء فيما بعد انه يجب التوجه إلى احد المستشفيات في حيفا لكي أضع عين زجاج على نفقتي الخاصة علما بأن التأمين الصحي لا يغطي هذا النوع من العلاج، وقد منحني العمل إجازة شهر ونصف الشهر ، وقيل لي بأنه من الممكن أن افقد عملي بسبب ما تعرضت له من إصابة .
لم يعترف رب العمل بإصابته
"مأساة رامي لم تتوقف عند فقدان عينه، وهي أغلى ما يملك بل تعدتها إلى التهديد بفقد عمله، وعدم اعتراف رب العمل بما حل برامي وإدراجه ضمن إصابات العمل ، علما بأنه غادر البيت في ظروف شكلت خطرا على حياته.
يقول رامي:" لم يعترف مكان عملي بأن إصابتي تقع ضمن دائرة إصابات العمل، كوني قد تغيبت ثلاثة أيام عن العمل ويعتبر ذلك إجازة وأنا غير مثبت في عملي، ولم يطلب مني الحضور يوم إصابتي لكي اعمل ، فقد طلب مني المسئول القدوم للعمل بهدف التفاهم على أيام وسبب الغياب!".
ويضيف : "توجهت بشكوى " لماحش " ضد رجال الأمن الذين تسببوا في فقدان عيني ، وأكثر ما يحزنني هو أن أطفالي باتوا يخافون مني ، بعد أن فقدت عيني ويرفضون الاقتراب مني !!