محطات من دورينا *بقلم :صادق الخضور

يوم الحسم في دورينا ، فالفرق المهددة بولوج منطقة الخطر على المحك ،البيرة ستلعب وعيونها على منازلات الظاهرية والمركز والعكس صحيح ، والعميد لم يدخل بعد أجواء الأمان ، ولعل التقارب النقطي بين الفرق هو الذي أجج الصراع ، فلمن سيكون البقاء.

مراقبو مباريات من نوع آخر
لكل مباراة مراقب ، لكن مباريات اليوم ستحفل بوجود مراقبين كثر ، إذ عمدت بعض الفرق لتخصيص مراقبين لمتابعة اللقاءات ذات العلاقة بوضعها على سلم اللائحة ، ومن هنا فإن وجود هذه الفئة من المراقبين ستجعل الفرق كلها تحت المجهر ، ورغم تسليمنا بعدم وجود تلاعب في النتائج إلا أن كثرة الأقاويل تعزز التأويل ، وتفتح الباب على مصراعيه للتشكيك .
إن ما نتمناه أن تخرج الفرق بنهايات حبية ودية، فالبقاء للأفضل، ولم يشفع لبعض الفرق تطور مستواها في الإياب نظرا لوضعها المأساوي في الذهاب، وهذا ما يدفع الفرق للتنبه مستقبلا لخطورة نزف النقاط.
مباريات اليوم، ستفصح في نهايتها عن تأكد بقاء فرق ، وثبات حقيقة هبوط أخرى ، وكنا نفضل أن يكون عدد الهابطين فريقين لا أكثر لا سيما وأن التوجه لأن يكون دورينا دوري محترفين اعتبارا من الموسم المقبل.

فرق القدس ...تعتلي السدّة
بالمصادفة ، كان الحضور الأبرز في الممتازة أ لفرق القدس ، فالمكبر انتزع الصدارة وطار باللقب ، والهلال اكتمل بدره في المركز الثالث ، وقد كان هذا التفوق حصاد تحضير كبير وعمل دؤوب قبيل انطلاقة الموسم .
وللمصادفة ، فقد كان دورينا بدرجاته معبرا عن تفوق مناطقي بالتخصص ، فالممتازة ب انقادت لفرق نابلس حيث كان الجدعان والعساكر على موعد مع النجاح اللافت ، والأولى أ شهدت تغريدا متميزا لطيور رام الله بيت لقيا وعين يبرود ، وها هي الأولى ب تنبئ ببروز فرق الخليل في كل المجموعات ، لتكون الدرجات بما تفرزه من حقائق معبرة عن تخصصية للمناطق .

فرق تستحق الإشادة
هي الفرق التي تأهلت للممتازة ب من الأولى أ ، فجورة الشمعة فريق عبر عن ذاته وعاد للواجهة رغم ما حاق به من هزيمة في مستهل الدوري ، ويظل الفريق هو الوحيد الذي حوى بين صفوفه مدربا ولاعبا مبدعا في الوقت ذاته ، وهو عمر إبراهيم الذي نجح في صنع توليفة جيدة من اللاعبين .
بيت لقيا وعين يبرود حلقا أيضا في الأعالي ، وقد كان تفوق خط هجوم الأول سببا في التأهل ، في حين عبر الثاني عن وجود موهبة فردية أكدت أن وجودها إذا ما تم توظيفه جيدا فالنتائج جدّ طيبة ، فاللعب عوض الله مراد موهبة حظيت بتعامل إبداعي من المدرب حسن صندوقة.
ولا ننسى بطبيعة الحال الفريق الذي تناقل لاعبوه الكرة الأرضية بإبداع ، وكان أفضل الفرق في التنويع الخططي والتوازن الهجومي الدفاعي ، إنه العربي الصفافي الذي سيكون له شأن.
لكل هذه الفرق التي تأهلت بجدارة، وتم القفز عن منجزاتها بعجالة، نقول: مبارك.

ما بعد دورينا
ومع مشارفة الدوري على الانتهاء وجب التفكير بما بعد الدوري للحفاظ على حالة الحراك ، ولا أظن الاتحاد بما جسده من عملية وتفان غافلا عن هذه النقطة ، لكن الإعلان عن المسابقة القادمة سيرفع من وتيرة مواصلة الفرق لاستعداداتها وعدم الدخول في فترات راحة سلبية بعد الدوري ، وهي الفترة التي تسبب طولها في وجود فارق ملحوظ في مستويات بعض الفرق في الممتازة ب ، إذ خسر سلوان عنفوانه بين مرحلتين ، واستصعب العودة لمستواه المعهود ، ففقد الطموح .

بني نعيم....علامة كاملة
علامة كاملة جناها فريق بني نعيم رغم صعوبة منازلتيه في استهلال إطلالته على الأولى ب ، فتجاوز الأنصار ودار صلاح بما يضمانه من نجوم لم يأت اعتباطا ، والفريق الخليلي قادر على مواصلة حضوره والتعبير عن آمال جماهيره العريضة في ظل نجاح مدربه فراس أبو رضوان في تنفيذ خطط تتناسب وظروف كل مباراة مع التركيز على دور خط الوسط في الإسناد لخطي الدفاع والهجوم.
ما جسده بني نعيم إنما يعبر عن جدوى الاستعداد المبكر للدوري، ومن يتأمل قمة مجموعات الأولى ب يجد أن فرق الصدارة هي الفرق التي لعبت أكبر عدد ممكن من المباريات الودية قبل انطلاقة الدوري.
مفاجأة الأولى ب حتى الآن فريق فصايل القادم من أريحا ، وفريق طارق بن زياد الذي استعاد بريق الإنجازات الذي تحصّل في بطولات الكأس ،وكذا ترقوميا والجمعية ونور شمس.

لاعب موهوب
عاطف أبو بلال غزال الظاهرية السريع والمبدع لفت الأنظار وحقق عودة ميمونة مع الغزلان الذي اقترب كثيرا من الثبات في الممتازة أ ، وما يميز اللاعب أنه هداف موهوب وصانع ألعاب متميز .
عاطف أبو بلال عاد ، فعاد للغزلان بريقهم بعد أن خفت أو كاد ، وهو مكسب كبير للفريق الذي تخلى عنه في فترة من الفترات ، لكن وبمجرد شعوره أن الفريق في ورطة عاد ليسجل موقفا قبل أن يسجل هدفا، وهذا ما يجب أن يدركه لاعبونا ، فاللعب ليس مجرد رقم في تشكيلة ، بل هو موقف .

ملاحظة فنية
بناء الهجمة المرتدة والقيام بها والتركيز على سرعتها مهارة جماعية لم تظهر بشكل واضح في دورينا ، فالفرق في معظمها لم تتقن هذا النوع من الطلعات العكسية .
فريق وحيد تجاوز هذه المعضلة ، وتميز في مثل هذا النوع من الهجمات وهو فريق الأمعري حيث دفاعاته تتقن سرعة التواصل مع الوسط الذي أدى دوره المأمول في الربط والتسريع ، والتوغل السريع من الوسط .
ما نأمله من دربين التعبير عن تنويع خططي في الأداء وتجاوز الأداء التقليدي والنمطي .