السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجمعيات اليهودية المتطرفة تكثف نشاطها في البلدة القديمة وسلوان

نشر بتاريخ: 02/04/2010 ( آخر تحديث: 02/04/2010 الساعة: 19:59 )
القدس- معا- ضاعفت الجمعيات اليهودية الاستيطانية الناشطة في مجال الاستيلاء على عقارات المقدسيين في البلدة القديمة وسلوان، وأحياء الشيخ جراح ورأس العمود وجبل الزيتون في غضون اليومين الماضيين حملة إعلامية وإعلانية دعائية لدعم الاستيطان اليهودي في قلب الأحياء والعقارات المقدسية المحيطة بالمسجد الأقصى وبالبلدة القديمة من خلال جمع التبرعات من آلاف الإسرائيليين الذين تدفقوا على منطقة حائط البراق وعلى البلدة القديمة من ناحيتي باب الخليل وباب المغاربة حيث اتخذ نشطاء في هذه الجمعيات مواقع لهم عند مدخلي هاتين البوابتين من بوابات البلدة القديمة، ووضعوا صناديق وإعلانات مصورة على بوسترات تظهر ما يزعمون أنه الهيكل وضرورة التبرع لبنائه، إضافة إلى ملصقات تظهر البؤرة الاستيطانية قرب حي اليمن في سلوان والمعروفة ببؤرة يوناتان.

واشار تقرير أعدته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس حول نشاطات هذه الجمعيات الاستيطانية إلى أن نشاطها مرتبط بنحو 70 بؤرة استيطانية داخل أسوار البلدة القديمة، وقرابة 40 بؤرة استيطانية في سلوان ورأس العمود والشيخ جراح، وجبل الزيتون، وفي الحي الأخير أي على جبل الزيتون توجد البؤرة الاستيطانية المعروفة باسم "بيت أوروت" التي صودق قبل بضعة أشهر على توسيعها بإضافة العديد من الكرافانات إليها، لكن الأولوية في هذه المرحلة للبؤرة المسماة "بيت يوناثان" في سلوان والتي يسعى المتطرفون اليهود إلى جعلها نواة لما كان يعرف ب"حارة اليمن" التي سكنها يهود قبل العام 1948، ولهذا ركزت حملة الدعاية الأخيرة للجمعيات الاستيطانية على جلب أعداد كبيرة من اليهود إلى هذه المنطقة لتجنيد أوسع حملة دعم لبقاء هذه البؤرة وتوسيعها ومنع بلدية الاحتلال في القدس من هدمها خاصة أن هناك عدة قرارات من محاكم إسرائيلية قضت بهدمها، إلا أن البلدية وبضغط من المستوطنين وقوى اليمين المتطرف ترفض تنفيذ الهدم وتربط أي عملية من هذا القبيل بهدم نحو مائة منزل فلسطيني في حي البستان المجاور.

وأشار التقرير إلى أن البوسترات والملصقات التي وزعها نشطاء الجمعيات المتطرفة تشير إلى حجم ما قامت به هذه الجمعيات وما نفذته من مشروعات لصالح ما تسميه البعث اليهودي في قلب القدس وفي سلوان على وجه التحديد، وذلك كمقدمة ضرورية لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

وكشف التقرير النقاب عن هذه الجمعيات الاستيطانية تسير منذ أكثر من أسبوع حافلات لنقل المستوطنين إلى البلدة القديمة وسلوان من داخل إسرائيل ومن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والجولان وضعت عليها ملصقات تظهر الهيكل المزعوم، وتحث عبارات كتبت عليها إلى الإسراع في بناء الهيكل، بينما يمول الجزء الأكبر من نفقات هذه الحافلات أثرياء يهود من الولايات المتحدة وبعض الأقطار الأوروبية، علما بأن هذه الجمعيات تتلقى تحويلات ضخمة من الأموال من خارج إسرائيل، عدا ما تتلقاه من دعم حكومي، حيث قررت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا وفق ما أعلنه وزير المعارف الإسرائيلي عن تخصيص مبلغ 15 مليون شيكل سنويا لصالح جذب التلاميذ اليهود إلى مدينة القدس، للتعرف على ما سماه "تراث الشعب اليهودي" وإلزام المدارس في إسرائيل بتنظيم 3 رحلات سنوية لطلابها إلى البلدة القديمة وسلوان.

ونبه التقرير إلى أن أدلاء سياحة من المستوطنين باتوا يعملون على نحو ظاهر في البلدة القديمة من القدس ، يتصيدون أفواجا من السياح الأجانب، ويقودونهم إلى مواقع جرى تهويدها خلال السنوات الماضية وأطلقت عليها مسميات عبرية مثل متحف النبي داود في باب الخليل والذي كان من قبل مسجدا إسلاميا، ومن هناك إلى سوق كاردو الاسرائيلي في حارة الشرف والتي يطلقون عليها اليوم الحي اليهودي، وصولا إلى باحة البراق حيث توزع على السياح بوسترات تحمل صورة الهيكل الذي سيبنى على أنقاض المسجد الأقصى.

وكانت هذه الجمعيات وسعت في غضون السنوات القليلة الماضية من سيطرتها الاقتصادية داخل الأسواق المقدسية كما هو الحال في شارع السلسلة بعد استيلائهم على 3 محال تجارية تعمل في مجال النشاط السياحي.

كما وسعت هذه الجمعيات من حملاتها الدعائية المناوئة لأدلاء السياحة المقدسيين وطالبت الحكومة بالحد من نشاط هؤلاء الأدلاء، ومنعهم من العمل داخل البلدة القديمة في مسعى للسيطلرة على هذا النشاط الدعائي الذي بات يستقطب قطاعات مهمة من الإسرائيليين، ومن نشطاء اليمين المتطرف الذي يعتبر نفسه في معركة مفتوحة لتغيير طابع المدينة المقدسة وتسريع تهويدها.