غاندي والنائب البرغوثي يلتقيان الممثل الشخصي للرئيس عباس
نشر بتاريخ: 06/04/2010 ( آخر تحديث: 06/04/2010 الساعة: 12:26 )
رام الله- معا- اجتمع راجموهان غاندي حفيد الزعيم الهندي المهاتما غاندي والنائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله مع رفيق النتشة الممثل الشخصي للرئيس محمود عباس.
وابلغ غاندي النتشة تحياته للرئيس عباس ووقوفه الى جانب نضال الشعب الفلسطيني.
من جانبه اعرب النتشة عن اهمية ودور المتضامنين الدوليين في دعم النضال الفلسطيني معربا عن شكره لغاندي على زيارته التضامنية الى الاراضي الفلسطينية.
كما عقد غاندي والبرغوثي لقاء جماهيريا في قاعة مدرسة الفرندز في البيرة حيث افتتح اللقاء محمد جرادات مدير مركز بديل بالترحيب بغاندي والبرغوثي والحضور الذين جاؤوا من مختلف المحافظات.
وتحدث جرادات عن دور المقاومة الشعبية في الاراضي المحتلة والقمع الذي تواجهه من قبل الاحتلال، مشيدا بتراث غاندي ونضاله ضد الاستعمار البريطاني واهمية السير على هداه من خلال تصعيد النضال الشعبي الفلسطيني.
واعرب غاندي في مستهل كلمة له في اللقاء عن شكره للمشاركين الذين جاؤوا من مختلف المحافظات الفلسطينية معربا عن أسفه لعدم تمكنه من زيارة قطاع غزة.
وقال غاندي ان لقاء بكم مكنني من التواصل مع مدنكم وقراكم التي كنت اود زيارتها ولم تسنح لي الفرصة ذلك موجها التحية لروح العطاء والمقاومة والصبر التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني رغم المعاناة التي يعيشها، مؤكدا ان الجدار والمستوطنات والطرق الاستيطانية التي شاهدها هي أبشع مما اعتقد قبل زيارته لفلسطين.
واشار الى تاثره الشديد بقصة الاسير فخري البرغوثي الذي امضى ثلاثين عاما في سجون الاحتلال ولم يلتق بابنيه منذ تركهما طفلين الا في السجن عندما جرى اعتقالهما من قبل الاحتلال وهذا امر مؤلم لا سيما واننا جميعا لدينا ابناء ونعرف حقيقة تلك المرارة.
واعرب غاندي عن سعادته لما شاهده من روح الاصرار والتحدي لدى الفلسطينيين وما تقوم به المؤسسات الفلسطينية لدعم ابناء شعبها صحيا وتعليميا مثلما تقوم به الاغاثة الطبية الفلسطينية وكذلك قدرة الفلسطينيين على الضحك وهم يقاسون ويقهرون مؤكدا على ما قاله مانديلا ان استقلال جنوب افريقيا سيبقى منقوصا طالما لم تستقل فلسطين وانا اقول ان استقلال الهند وباكستان سيبقى منقوصا الى ان تستقل فلسطين وتتحرر.
وقال" ان ضميري يؤنبني وان من يتوانى عن اسناد الشعب الفلسطيني اليوم سيشعر بانه صغير ولانني لا اريد ان اشعر بالخجل امام ذاتي بعد ما شاهدته من اضطهاد للفلسطينيين فانني اعدكم بانني سابذل كل ما في وسعي لاستنهاض التضامن مع الشعب الفلسطيني في الهند والولايات المتحدة الاميركية وكل مكان استطيع ان اصل اليه في العالم وسابذل جهدا خاصا للافراج عن اسرى المقاومة الشعبية الفلسطينية".
كما اعرب غاندي عن شكره الموصول للنائب مصطفى البرغوثي والمبادرة الوطنية الفلسطينية على ما قام به من ترتيب لزيارته وجولته في الاراضي الفلسطينية ولقائه مع المواطنين واطلاعي على معاناتهم، مستعرضا دروسا من تاريخ المقاومة الشعبية الهندية التي قادها جده المهاتما غاندي ضد الاستعمار البريطاني للهند.
وتوقف عند اهم المحطات في حياة جده مهنداس الذي تلقى تعليمه في بريطانيا ونضاله ضد الاستعمار البريطاني ورحلته الطويلة وذهابه الى جنوب افريقيا.
وسرد غاندي قصة جده المهاتما غاندي عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره عندما ذهب الى جنوب إفريقيا حيث كان جحيم الشقاء هناك لا يقاس بجحيم الهند حيث كان الألوف من العمال الهنود يعانون من الظلم والاضطهاد ويخضعون لقانون التمييز العنصري التي لم ينج منه غاندي وحيث لم يجد فندقاً يقبله لأنه بشرته سمراء، كما أمره المفتش في القطار بمغادرة حافلة الدرجة الأولى على الرغم من دفعه ثمن البطاقة كاملاً كما تعرض لموقف مشابه عندما طلب منه القاضي الإنكليزي أثناء المحاكمة نزع عمامته واصفاً إياه بالآسيوي والتي كانت في نظر الأوروبيين والإنكليز تعني (المحتقر) وكيفما توجه كان يقابل بالازدراء فقرر أن يطلق الصبر وأن يبادر إلى النضال دفاعا عن حقوق الفرد وكرامة الإنسان وعاد الى الهند بعد عشرين عاما ليوحد جميع المجموعات الهندية ويبدا حملاته في جميع انحاء الهند ويطلق المقاومة السلمية الى ان تحقق له ما اراد بدحر الاستعمار وتحقيق استقلال الهند عام 1947 قبل ان يقتل على يد متطرفين هندوس في كانون ثان عام 1948 بسبب دعواته لاحترام الاقلية المسلمة في الهند.
واشار غاندي الى القسم الذي ابتكره ووضعه جده كاساس للنضال الهندي والذي يتضمن القسم على العمل من اجل الوحدة وعدم الخوف من المحتل وكسب القوت من عرق الجبين والابتعاد عن الثراء والالتزام بالمقاومة السلمية وانخراط الفقراء والاغنياء في ذلك النضال .
وقدم عدة اقتراحات ونصائح للشعب الفلسطيني من اجل التحرر من الاحتلال ابرزها التحلي بالصبر واياكم ان يتسلل الياس الى صدوركم واعملوا على تكريس الوحدة الوطنية وكونوا مؤمنين بحتمية النصر ،وبدلا من لوم زميل لكم على تقصير ما اثنوا على ما يقوم به وقدروه ،واذا ساعدتم زميلا لكي يكون ناجحا وعظيما لكم فانكم ايضا تصبحون عظماء وان من يجعل زملاءه عظماء يكون عظيما وهذا نهج كرسه جدي المهاتما غاندي.
كما دعا غاندي الفلسطينيين الى بناء الوطن فلسطين ،وان ينجزوا كل عمل بافضل شكل وواصلوا الضحك وانتم تقاومون ووسعوا نضالكم السلمي وانا سعيد بطريقة نضالكم الجماهيري.
واعرب عن عظمة الشراكة والاخوة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين والتي تشكل نموذجا يحتذى به في العالم داعيا بلده الهند الى الاحتذاء حذو فلسطين في هذا المجال مشيدا بالدور الذي يقوم به الاب عطا الله حنا وزملائه من رجال الدين المسلمين والمسيحيين.
وقال غاندي انه يجب ان يتجند الراي العام العالمي لدعم نضال الفلسطينيين وان على الاسرة الدولية ان تضغط على اسرائيل وان تعزز من روح العدالة الانسانية .
من جانبه قال البرغوثي ان القوة البشرية عندما تمتزج بالارادة تصبح اقوى من القوة العسكرية وان الحرية يمكن ان تتحق عندما تتوحد ارادة الناس المعذبين ويذكرنا هذا بما قاله مارتن لوثر احد عظماء البشرية:"ان احدا لا يستطيع امتطاء ظهرك ما لم يجده منحنيا".
وذكر البرغوثي بما كتبه الزعيم المهاتما غاندي عن فلسطين عام 1938 حيث قال في حينه:"ان فلسطين تخص العرب مثلما تخص انجلترا الانجليز وتخص فرنسا الفرنسيين ،وستكون جريمة كبرى بحق الانسانية ان يحرم الفلسطينيون العرب من حقوقهم في ارضهم".
واكد ان زيارة غاندي لفلسطين تاتي في وقت حاسم جرى فيه استعادة روح المقاومة وبناء افضل نماذج للمقاومة الشعبية في مواجهة القمع والعدوان ،تلك المقاومة التي لا تتمثل فقط في المظاهرات الرائعة في كل مكان وليس فقط في مقاطعة البضائع الاسرائيلية بل وفي المقاومة لفك الحصار عن اهلنا في قطاع غزة ودعم الصمود الوطني واستنهاض حملة مقاطعة وفرض العقوبات الدولية على اسرائيل وسحب الاستثمارات منها واستعادة وحدتنا الوطنية.
واضاف البرغوثي ان من يذهب الى الخليل يشاهد العنصرية والاضطهاد والقهر حين يحرم الفلسطينيون من سلوك شوارعهم ومن بيوتهم ومن الف ومئة محل تجاري اغلقها المستوطنون، مشيرا الى ما قاله الضيف غاندي انه رأى بأم عينيه ما يجري ضد الفلسطينيين وهو المشهد الذي رآه الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر وكتب كتابا عن الابارتهايد في فلسطين.