الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

غرامة مالية على صاحب حمارين لاجتيازهما حدود القدس!!

نشر بتاريخ: 06/04/2010 ( آخر تحديث: 06/04/2010 الساعة: 15:45 )
بيت لحم- معا- من منجد جادو- بعد نحو عشرة أيام من مسيرة أحد الشعانين التي اعتقل فيها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي وعدد من المشاركين في المسيرة، فرضت بلدية الاحتلال في القدس غرامات مالية على احد المواطنين الذي اعتقل خلال المسيرة وافرج عنه بكفالة مالية بحجة دخول الحمير التي امتطاها بعض المشاركين في المسيرة مناطق عسكرية داخل القدس المحتلة.

قصة المواطن ابراهيم صلاح، رواها خلال زيارته الى محافظة بيت لحم بعد الافراج عنه حيث اوضح انه وخلال عمله بحراثة الاراضي بالقرب من الحاجز العسكري لمدينة بيت لحم شاهد المسيرة الدينية بمناسبة احد الشعانين وكان فيها بعض المواطنين الذين يمتطون الحمير، "تعبيرا عن الاقتداء بدخول السيد المسيح على الحمار تواضعا منه بمناسبة العيد حيث استقبل بالترحاب من قبل سكان القدس وهم يحملون جذوع النخيل والزيتون باعتباره ملك السلام".

وأضاف صلاح انه وعندما شاهد المسيرة اندفع للمشاركة فيها، حيث قام بحل المحراث عن الحصان وجره مع حمارين آخرين استأجرهما لحراثة الارض، وانطلق نحو المسيرة وشارك فيها، حيث قدم ممتلكاته فداء للوطن سيما وانه يعاني الامرين والظلم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه الذين يحاولون منذ سنوات سرقة أرضه والاستيلاء عليها، معتبرا مشاركته واجبا وطنيا لمواجهة الاحتلال الذي يسرق الارض ويمنع الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين من الوصول الى اماكن عبادتهم.

وبعد سرد تفاصيل معاناته ومعاناة كافة المشاركين الذين اقتحموا الحاجز العسكري الفاصل بين بيت لحم والقدس وما كابدوه من اعتداءات اسرائيلية وصلت حد رش افواه المعتقلين بالغاز والاحتجاز لساعات طويلة دون مياه شرب او طعام، وبعد سرد تفاصيل لقائه لابنه المعتقل في سجن عوفر ورؤيته له لاول مرة منذ سبعة اشهر وهو الشيء الايجابي الوحيد لابراهيم في هذه الرحلة الاعتقالية التي استمرت اربعة ايام.

ويوضح ابراهيم انه دخل سجن عوفر عند الساعة الحادية عشرة ليلا وعندما ادخل للغرف قام بالتعريف عن نفسه ومن ثم عرفه الاسرى في الغرفة التي ادخل اليها بانفسهم وانهم في سجن عوفر، فقال لهم ان ابنه في هذا السجن فبدأ الاسرى بالصراخ على ابنه قائلين له ان اباه في السجن حيث انتظر حتى ساعات الصباح وشاهد ابنه في فورة الاسرى، وعندما كان اللقاء الحميم بين الاب وابنه انهمرت دموع كافة من تواجدوا من اسرى في المحيط.

المفاجأة لابراهيم كانت بعد الافراج عنه، هو بقاء حمارين له داخل الحاجز العسكري فيما اخرج ابنه الصغير الذي كان يعمل معه الحصان عند انتهاء المسيرة واعتقال والده ولكنه لم يستطع اخراج باقي الحمير من هناك، مما دفعه للسؤال عن الحمير الاثنين حيث انه يملك احداها فيما يملك جار له من قرية الخضر الحمار الآخر.

ويضيف ابراهيم انه بدأ رحلة بحث عن الحمارين الضائعين عبر سؤال العمال الداخلين والخارجين والمشاركين في المسيرة عنهما الى ان دله احد المواطنين عليها، قائلا له ان بلدية الاحتلال تحتجزهما في مكان قريب من الحاجز العسكري المعروف بالمعبر حيث تطالب بمبلغ 1200 شيكل كغرامة مالية.

وبعد طول اتصال بين ابراهيم والمواطنين الذين يحملون هوية القدس ويقطن بعضهم بالقرب من الجدار في الجهة التي تسيطر عليها اسرائيل استطاع هؤلاء المواطنون اقناع البلدية بتخفيض المبلغ الى 400 شيكل حيث اقترضها ابراهيم المواطن الضعيف من بعض الاصدقاء والجيران ودفعها لهؤلاء المواطنين الذين اعادوا اليه الحمير الاثنين.

تساؤل المواطن ابراهيم حول اسباب طلب اسرائيل لهذه "المبالغ الطائلة" كغرامة على الحمير وفي احد القصص انها مقابل الطعام الذي قدمته بلدية الاحتلال للحمارين قائلا بشكل ساخر: "هل كانت بلدية الاحتلال تطعمها البسكويت لتطلب مثل هذا المبلغ؟!".

التساؤل المطروح هو هل وصلت عنجهية اسرائيل الى هذه الدرجة لتتسلط على العباد والخلق في فلسطين لدرجة وصلت حد البطش بكل ما هو فلسطيني حتى لو كان حيوانا مثل هذين الحمارين؟.

يشار الى ان المواطن ابراهيم صلاح من الخضر من عائلة عانت القهر والظلم من قبل اسرائيل بكافة الاشكال حيث تم اعتقال ابنائه لاكثر من مرة وهدم منازل اخويه لاكثر من مرة ايضا، كما تم اعتقال بنات شقيقه وشقيته هذا بالاضافة الى قيام المستوطنين بعدة محاولات للسيطرة على أرضه والتضييق عليه حيث قامت بسرقة حصانه سابقا وتبرع الرئيس ابو مازن له بحصان بديل كما قامت شرطة الاحتلال بحبسه وفرض غرامات عليه في محاولة منها لثنيه عن زياته ارضه بالخضر وبالرغم من كل ما سبق وبطيبة الفلاح الصابر المقاوم يقول ابراهيم انه سيواصل نضاله السلمي المتمثل بصموده في ارضه والمشاركة باي فعاليات تواجه سياسات الاحتلال القمعية.