الإثنين: 30/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ألغام حكومة هنية وفياض ونتنياهو!!

نشر بتاريخ: 06/04/2010 ( آخر تحديث: 07/04/2010 الساعة: 07:41 )
بيت لحم- معا- عميرة هس- اسرائيليون لا يروقهم بان يسمعوا عن الوضع الجيد في رام الله، هذه النتيجة توصلتُ اليها من خلال الاحاديث التي اجريتُها مع اسرائيليين ممن لا يتظاهرون الى جانب الفلسطينيين أو ممن يتلقون معهم القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وضربات جنود الجيش وممن لا يمضون ساعات طويلة في مراقبة ما يجري داخل المحاكم العسكرية بان هؤلاء لا يروقهم ابدا ان يسمعوا كم هو جيد في مدينة رام الله.

مذهل ما يعرفه الاسرائيليون عن الحياة على بعد 12 كلم من قلنديا او قرية الزعيّم، لكن اية قدم لم تدوس تلك الارض، وهم لم يشاهدوا الجدار الذي يحجب غروب الشمس وكذلك لم يشاهدوا ابراج المراقبة والجدران والاسلاك الشائكة، انهم يعرفون كل شيئ عن المطاعم والمقاهي والبيوت الفاخرة ودوارات السير، ان هذا يشبه جدا معرفتهم بما يجري في باطن ارض رفح.

اساس هذا التفكير بسيط جدا، الفلسطينيون يمتلكون المال حتى في غزة وعليهم التوقف عن الحديث الفارغ عن أزمة انسانية ومن الممكن ان نستمر بالعيش الطبيعي على بعد 12-21 دقيقة بجانبهم وان نستمر بالتعليم في الجامعات والذهاب الى الحفلات الموسيقية وان نسافر الى خارج البلاد والاستمتاع في المراكز التجارية الكبرى اذا نحن في وضع جيد.

في الحقيقة، الحكومتان الفلسطينيتان التي في رام الله والثانية في غزة معنيتان بتمرير رسالتهما بشكل جيد، حكومة اسماعيل هنية، في وضع جيد والفضل يعود لاقتصاد الانفاق التي تمكنها من تلبية احتياجات السكان من "الشيبس والوقود مرورا بالاغنام المخصصة لعيد الاضحى وصولا للسيارات" فقط افتحوا معبر رفح وسترون كيف نقيم حكما افضل بكثير من حكم حركة فتح، وهذه الدعاية يشتريها اشخاص من الصفوف القيادية في الضفة الغربية الذين لا يمتلكون سيارة موديل 2010 ولا يقبضون راتبا جيدا من منظمة غير حكومية.

وايضا حكومة سلام فياض في وضع جيد، لانها اثبتت اخيرا وجود حكومة قادرة على بناء المؤسسات على طريق اقامة الدولة وسيقال في صالح تلك الحكومة "والمقصود هنا ليس التشديد على الاحتياجات ومناطق التطوير فتلك اشياء استولى عليها الاسرائيليون" لكن الحكومة تحاول بث رسالة تتسلل من تحت الرسالة الاسرائيلية، اليس صحيحا، غالبية الحواجز لم تزل مكانها والتحسن الحاصل هو نتيجة عمل الفلسطينيين رغم الاحتلال، جميع المستوطنات بما في ذلك تلك المقامة في القدس الشرقية غير شرعية، منطقة C، هذا الحرف بالمطلق غير موجود في ابجديتنا، والنضال الجماهيري هو الوجه الاخر لبناء المؤسسات.

هناك الغام مزروعة في كلمة "جيد" هذه، مثل الحي 16 في باريس ورمات تل ابيب "ج" "دون ان نتحدث عن ابراج "اكيروف" انها جميعا حوادث لا تعكس الواقع، وهكذا الحال في رام الله ايضا، انها تجتذب اليها اصحاب الدخل المرتفع وهم لا يشكلون الاغلبية وكذلك تجتذب اموال مقاولي البناء والتجار ونموها لا يعكس جنة نمو ابداعي وخلاق عام: الجهد الفلسطيني بعيدا عن النجاح، نعم، قبل كل شيء بسبب الاحتلال لان 605 من المناطق مصنفة مناطق (C) وتقع خارج المجال بالنسبة للفلسطينيين، ماذا يمكن ان نتوقع؟ وفي كل شهر ينتاب عشرات الاف الموظفين في القطاع العام مخاوف من عدم دفع رواتبهم المتواضعة في الوقت المحدد. والبطالة في المدن والقرى ومخيمات اللاجئين حقيقية جدا.

ان اللغم الاكبر يتمثل في الفجوة العميقة بين الشريحة التي تمثل الفلسطينيين أمام العالم "الساسة، المؤسسات غير الحكومية المختلفة، الاعلام" وبين البقية وهنا لا يمكن اتهام الاحتلال فقط، لا يوجد حاجة لفساد من نوع اختلاس الاموال بشكل مباشر حتى تعيش حياة مرفهة وعلى الفلسطينيين ان يتعلموا كثيرا من الاسرائيليين حول العلاقة بين الموقع السياسي او العسكري والرواتب الفخمة.

لكن لدى الفلسطينيين الفجوات غير محتملة واجواء الطمأنينة وراحة البال في رام الله تحبط وتعيق النضال الشعبي لتحقيق الاستقلال وحتى يتبنى جمهور واسع شجاعة وصلابة المتظاهرين في القرى، عليه ان يثق في ممثليه اولا بانهم لا يرسلونه لحما للمدافع مكتفين ببرم شفاههم وتقديم التبرعات للنضال الشعبي وان يثق بانهم لا يعملون القهوة على حسابه وانهم يبنون مؤسسات تضمن العلاج الطبي والتعليم الجيد لمن لا يستطيعون التوجه للعيادات والمدارس الخاصة.

هذه هي المهمة الملحة لحكومة فياض قبل اقامة الدولة عام 2011 من واجبه تقسيم الدخل القومي بشكل عادل وتقليص مستويات عدم المساواة الذي تعكسة الحياة في رام الله، ان هذا ليس شعرا فوضويا بل شرطا لقيام نضال شعبي.