محطات من دورينا * بقلم : صادق الخضور

دوري الممتازة أ على مشارف النهاية، والدوري بمراحله الاثنتين والعشرين عبّر عن منظومة من العمل المتواصل الذي كشف عن وجود جهود مشكورة لأطراف عدة.

الاتحاد في الصدارة
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم هو متصدر الفئات التي تستحق الإشادة بعد أن جسد منهجية العمل المتواصل والدؤوب في الدرجات كلها ، ويسجل للواء الرجوب وصحبه الوقوف على مسافة واحدة من جميع الفرق ، وانتظام المباريات بما تطلبه ذلك من جهود نوعية ومتابعة على مدار الساعة ، وقد كان العمل على صعيدين أولهما الميدان والملاعب وثانيهما أروقة الاتحاد الذي تحول إلى مؤسسة بكل ما للكلمة من معنى .
الاتحاد عمل كخلية نحل، ونجح في جعل حالة الانتظام شاهدا على قوة الإرادة الفلسطينية، ولهذا استحق الإشادة، وحبذا لو بادرت الفرق لتكريم الاتحاد.

الحكام......يستحقون التحية
دورينا ينقضي والأخطاء التحكيمية المؤثرة تكاد تكون معدومة ، نقول المؤثرة في ظل استحالة خروج أي دوري دون أخطاء ، وللحقيقة فقد تميز حكامنا بسعة صدرهم واستيعابهم العبارات التي مست أحيانا شخوصهم لكنها لم تمس إصرارهم على أن يكونوا رافدا من روافد نجاح دورينا .
الحكام مقارنة بالدوري الماضي حققوا تطورا في الأداء ، وقد وضح جليا ارتفاع منسوب اللياقة لديهم من خلال تواجد معظمهم على مقربة من الكرة ، كما نجحوا في التعبير عن توافق تام مع مساعديهم في أغلب الأحيان .
بقي أن نذكر بضرورة السعي لتأمين حضور لحكامنا في المحافل القارية والعربية لأنهم باتوا في وضعية تمكنهم من تجاوز نطاق المحلية.

الإعلام ......والمطالبة بالمزيد
الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ...قصة نجاح أخرى لدورينا مع تطلعنا للتطور في آلية نقل الأخبار والتركيز أكثر على التحليل الفني ، وحبذا لو كانت هناك زوايا تحليلية بمشاركة مدربين من درجات مختلفة للإطلاع على رؤى تحلل الأداء بعيدا عن الاكتفاء بنقل النتائج .
تلفزيون فلسطين اجتهد وحاول نقل عدد من المباريات لتجاوز التجاهل الواضح من قبل المحطة صاحبة الحق في النقل ، أما الإذاعات المحلية فقد أدلت بدلوها بوضوح وواكبت الأحداث أولا بأول .
إن تطوير التغطية الإعلامية يجب أن يبدأ من خلال عقد ورش متخصصة للإعلاميين ، ففي الوقت الذي يتم فيه إيفاد مدربين لدورات خارجية وجب التفكير بإيفاد إعلاميين للإفادة من خبرات خارجية أو على الأقل استقطاب كفاءات إعلامية دولية والإفادة منها في صقل قدرات إعلاميينا .

منتدى كورة فلسطينية
التفاعلية والتشاركية والسبق الصحفي ، كلها كانت عناوين لمنتدى كورة فلسطينية حيث كان للمنتدى شرف إدارة نقاشات حيال العديد من القضايا ، ورغم كثرة المشاركات وتباين الرؤى إلا أنها ظلت جميعا في دائرة خلق حالة من النقاش الدائم والتواصل مع كل القضايا الفرعية ، ولعل منتديات الأندية كانت مرآة عكست واقع الفرق وجماهيريا فقد حملت في طياتها الأفراح والأتراح .
منتدى كورة فلسطينية وبعد أن استقطب العديد من الأقلام الإعلامية تطور بشكل نوعي ، وقد كان للمشرفين على المنتدى دور واضح في الحفاظ على التوازن في العرض ، والتقييم الموضوعي للمشاركات ، وعلى الاتحاد ألا يغفل تكريم القائمين عليه في أية احتفالات بانتهاء الدوري .

الفرق...سبب من أسباب النجاح
الفرق المشاركة بالتزامها وجديتها كانت سببا رئيسا من أسباب نجاح دورينا، ولعل فريقي الخضر وبيت أمر يستحقان إشادة خاصة نظرا لما رسخاه من تعامل جدي مع الدوري والمباريات حتى بعد ضمان الهبوط.
في عجالة يمكن القول إن النسور حلقت ، وأن كتيبة الأمعري أبدعت ، في حين أضاء الهلال سماء دورينا بمستوياته الرائعة ، وكذا الحال مع الثقافي الذي عكس أسلوب السهل الممتنع ، والترجي الذي استعاد بريقه في الإياب .
أما العميد فرغم تراجع مستواه إلا أنه لعب كرة ممتعة ، وشاءت الصدفة أن تتصارع فرق التاريخ الظاهرية والبيرة والمركز من أجل البقاء ولو كان للتاريخ اعتبار في حساب النقاط لظلت الفرق الثلاثة .
لا ننسى العبيدية الذي كان ضيفا خفيف الظل ، وكسب احترام الجميع رغم الهبوط .

أبرز الغائبين عن دورينا
البهداري وكشكش للاحتراف ، ولعل نجاحهما مع الوحدات مما عوّض غياب هذين النجمين ، فتطور مستواهما إنجاز لمنتخبنا ، وشريف عدنان الذي كان صمام أمان للعميد ولعل ثباته في تشكيلة الفيصلي من الأدلة على ما يمتلكه من قدرات ، ولا يمكن القفز عن غياب السباخي سعيد والذي كان سببا من أسباب تراجع الوادي .
بعض لاعبي الممتازة أ واصلوا حضورهم في درجات أدنى وهذه من ثمار دورينا ، فشادي حرب يواصل مع نور شمس ، ورؤوف القربي مع دار صلاح ، ومحمد خويص مع جبل الزيتون .

للجماهير تحية
جماهيرنا الوفية واجهة حضارية لدورينا الذي خلا نسبيا من كل مظاهر العنف ، فعدا عن بعض الشتائم الآنية فإن الجماهير حافظت على إيقاع الالتزام والانضباط ، ومما يسجل جماهيريا ارتفاع عدد الجماهير حيث شهدت بعض المباريات حضورا يفوق حضور الجماهير في الكثير من الدوريات العربية
جماهير العميد ظلت في الصدارة واستحقت التمترس خلف لقب فاكهة الملاعب الفلسطينية ، ولا ننسى جماهير الغزلان والمكبر والهلال والأمعري .
ما عبرت عنه جماهير بعض الفرق اتسم الوفاء، فجماهير البيرة تتزايد كلما ازدادت صعوبة وضع الفريق، وهي تتطلع لأن تنفرج أساريرها بضمان البقاء.
لكل ما سبق نجح دورينا، ونجاحه نتاج مجموعة عوامل تضافرت فيما بينها لتكون الخلاصة دوري ناجح رغم تحفظاتنا على اعتماد آلية هبوط أربعة فرق، فهذا العدد مبالغ فيه قياسا لعدد فرق الدوري.