فياض: أطفال فلسطين يعيشون واقعاً مأساوياً بفعل الاحتلال
نشر بتاريخ: 07/04/2010 ( آخر تحديث: 07/04/2010 الساعة: 21:24 )
رام الله- معا- أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الاسبوعي للحديث عن الطفل الفلسطيني واحتياجاته، وأكد أن حياة الأطفال الفلسطينيين باتت مثقلة بالهموم حيث تتعرض سلامتهم للاذى المستمر جراء استمرار إسرائيل في ممارساته العدوانية والمتمثلة بالاستيطان والجدار والاعتقالات والاجتياحات والحواجز، ومخالفتها للقانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان.
وأكد رئيس الوزراء أن واجب السلطة الوطنية نحو أطفال فلسطين، والذي يبلغ عددهم نحو مليون وتسعمائة الف من اجمالي عدد السكان، هو توفير متطلبات الحياة الكريمة الامنة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم لان لهم الحق ان يحيوا حياة امنة مستقرة مثل باقي أطفال العالم.
وندد فياض بارتفاع وتيرة الاعتقالات التي طالت وتطال الاطفال، واستخدام العنف واخضاعهم للمحاكمات العسكرية، وكذلك اعتداءات المستوطنين الذين يعترضون الأطفال في منازلهم، واثناء ذهابهم الى مدارسهم، وأشار إلى أن حوالي "332" طفلاً سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على أبناء شعبنا منهم "313" طفلا سقطوا خلال العدوان الأخير على غزة، وهناك من اصيبوا بإعاقات دائمة، بالاضافة إلى الالاف منهم ممن يعانون آثاراً نفسية جسيمة، وهذا واقع مأساوي يعيشه اطفالنا، وهو ما يلقي على السلطة الوطنية تحديات مضاعفة للحد من هذه الاثار النفسية والمادية، وهو ما يجعل هذه المهمة تحتل أولوية لعمل مؤسسات السلطة الرسمية والاهلية.
واضاف رئيس الوزراء خلال حديثه الإذاعي إلى أن طلاب المدارس البالغ عددهم "مليون ومائتي الف طالب وطالبة" هم مسؤولية السلطة الوطنية التي تعمل على رعايتهم كما تعمل على إعمال القانون الدولي العام ومبادئ حقوق الانسان وتضمين قانون الطفل، وأكد أن الحكومة تتابع بحرص استكمال الجهود المتعلقة بالمصادقة على مشروع قانون الطفل الذي يوفر الغطاء الاساسي لدعم وحماية ابنائنا.
وقال: "نعمل على النهوض بالطفولة في فلسطين حيث ان حقوق الاطفال لا يجوز تجاوزها كما لا يجوز اغفال ما يترتب على اهمية رعاية الامومة والطفولة في فلسطين وهذا عنصر مهم في عملية التنمية".
وشدد فياض على أن الحكومة تعمل من خلال استكمال عمل منظومة مؤسساتها لتوفير الحماية لأطفال فلسطين بصورة شاملة، وكل ذلك ياتي في إطار السعي لبناء مؤسسات دولة فلسطين لتعزيز قدرتها على النهوض بواقع الطفولة وتعويض الاطفال عن سنوات الحرمان، وأشار إلى أن معاناة اطفال غزة مازال مستمرة، والحصار الظالم المفروض على القطاع يحرمهم العديد من حقوقهم الانسانية، ويسبب الكثير من الآثار النفسية الصعبة، بالاضافة إلى عدم القدرة في الحصول على العلاج والخدمات الطبية اللازمة، مما يعد مخالفة واضحة للقوانين والانظمة الدولية التي نصت على حق الطفل بالحصول على اعلى مستوى من الرعاية الصحية.
ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي للتدخل المباشر لالزام اسرائيل باطلاق سراح الاسرى وخاصة الأطفال منهم، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وشدد فياض على ضرورة العمل وبشكل مكثف على انهاء ما يسمى ظاهرة "عمالة الاطفال" وقال: " الأطفال هم نواة المجتمع السليم، وعلهيم التمتع بطفولتهم، وحقهم في تنمية فكرهم في ظل ظروف فكرية ملائمة، وعلينا ان نشرك الطفل في مجالات الحياة المجتمعية والعمل على تنمية مهاراته وقدراته".
وأشاد رئيس الوزراء بالمؤسسات العاملة في حقوق الطفل لدورها في رصد الانتهاكات بحق الاطفال على يد قوات الاحتلال، والجهد التي تبذله لتتخفيف معاناة اطفالنا، والى الجهد التطوعي التي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني للتصدي لمشكلات الاعاقة واثارها النفسية التي يعيشها عدد كبير من اطفال فلسطين، وأكد أن هناك عشرات النماذج الناجحة منها، حيث تعمل السلطة الوطنية على رعاية وتطوير دور هذه المؤسسات، بالاضافة الى ما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية في مساندة تلك المؤسسات لرعاية الاطفال للتغلب على مشاكلهم بالتعاون مع المؤسسات الاهلية
وأكد رئيس الوزراء على أن تطوير قطاع التعليم وتطوير قدرات الطفل وتنمية مواهبه في بيئة آمنة وصحية يحتل اهمية كبيرة في استراتيجية عمل السلطة.
وأشار الى أن الحكومة أولت اهمية خاصة لبناء المدارس الجديدة وانشاء وحدات صحية جديدة في المدارس، وقال: "في عام 2009 تم انشاء وتشغيل 27 مدرسة جديدة اشتملت على 348 غرفة صفية بقيمة 22.5 مليون دولار، وتم توسيع مدارس، واضافة غرف صفية للحد من مشكلة الاكتظاظ بالاضافة الى اعمال صيانة مختلفة".
ونوه فياض الى أنه وفي العام الماضي تم طرح عطاءات ل 42 مدرسة جديدة بقيمة 37 مليون دولار، إضافةً الى عطاءات توسيع وصيانة في بعض المدارس، في إطار الأهمية التي توليها الحكومة لقطاع التعليم ولخلق بيئة تعليمية تربوية مواتية للطلاب والطالبات وهذا جزء مما تحاول السلطة الوطنية القيام به لتطوير البنية التحتية، بالاضافة الى ما تقوم به السلطة الوطنية في إطار الخطة الخمسية لتطوير نوعية التعليم وبما يعالج ضمن قضايا اخرى قضايا الطفولة والتنشئة السليمة ودور المدارس بالتكامل مع دور الأسرة والمجتمع بصورة عامة.
وثمن رئيس الوزراء الدور التربوي الهام الذي يلعبه المعلمون في تعليم وتربية اطفالنا . وأضاف: "لماذا التسرع باللجوء الى الاضرابات التي لها آثار جسيمة على المسيرة التعليمية، لابد من التشديد على مستقبل الأطفال ويكفي ما يعانيه اطفالنا في ظل الاحتلال".
وأكد أن الهدف الذي نسعى اليه باتجاه تمكين شعبنا بالعيش بكرامة في وطن له، يتضمن وفي القلب منه، تمكين الأطفال من العيش بأمان وحرية، ونحن نرسم سوية مستقبل فلسطين من خلال تأمين مستقبل أطفالنا ، فأطفال فلسطين هم مصدر قوتنا وعنوان مستقبلنا.