الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكلاسيكو الساعة 11- الفلسطينيون ينتظرون موعد اللقاء بشغف

نشر بتاريخ: 10/04/2010 ( آخر تحديث: 10/04/2010 الساعة: 23:54 )
بيت لحم- معا- وجدي الجعفري- سيكون ملعب "سانتياغو برنابيو" في مدريد مسرحاً لموقعة الـ"كلاسيكو" رقم 160 عندما يستقبل ريال مدريد غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب اليوم السبت في المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم.

ولطالما استقطبت هذه المواجهة بين الغريمين التقليديين اهتمام جماهير كرة القدم من حول العالم لكن الأنظار ستتوجه إلى المباراة هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، نظراً إلى أنها قد تحدد هوية البطل لأنه لا يفصل بين الفريقين سوى فارق الأهداف حالياً ولمصلحة ريال مدريد.

وينتظر الفلسطينيون موعد المباراة بشغف حيث ان العديد منهم يؤيد احد الفريقين، وفي مثل هذه المناسبات يسهر الفلسطينيون لمتابعة احداث اللقاء فمنهم من يفضل قضاء وقت المباراة بين عائلته.

فقد قال المواطن نزار بلهان من اريحا انه يفضل ان يقضي وقت المباراة مع اسرته وخاصة ان ابناء اسرته يستمتعون بمثل هذه اللقاءات كما ان موعد المباراة المتأخر الى حد ما يحتم عليه ان يكون بين اسرته.

وأضاف انني اعتبر مثل هذه المناسبات فرصة للجلوس مع ابنائي وفرصة للتفريغ بالاضافة الى انني احضر معي من السوق العديد من انواع المكسرات حتى نستمتع اكثر بوقت المباراة وأعتقد ان العديد من اصدقائي خاصة الكبار في السن يتعاملون مثلي في مثل هذه اللقاءات.

كما ان بعض عشاق المستديرة يحضر اللقاء في الاندية وبعض المقاهي والمؤسسات العامة التي غالبا ما تنصب شاشات كبيرة لعرضها وإذا ما قمت بزيارة احدى هذه المؤسسات تجد العديد من الشبان متسمرين امام شاشة عملاقة ينظرون اليها بتفاعل كل يعبر بطريقته الخاصة ويتفاعل مع تناقل الكرة بين اقدام اللاعبين حسب الفريق الذي يشجعه ويتمنى فوزه كما هو الحال مع هلال ابو كشك رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي قال انه سيحضر المباراة في مركز شباب عسكر القريب من نابلس وهو نادي للشباب اللاجىء الذين هجروا من ارضهم عام 1948 وقد صعد فريقهم هذا العام الى مصاف اندية الدرجة الممتازة "أ".

واضاف ابو كشك انني تعودت على حضور مثل هذه المباريات في النادي حيث يكون هناك ما بين مئة ومئة وخمسين شابا يتابعون اللقاء.

ومنهم من يحضر المباراة في الساحات العامة حيث دأبت بعض المؤسسات والبلديات الى نصب شاشات عملاقة في الاماكن العامة كما يحدث غالبا في بلدة الخضر القريبة من بيت لحم التي تعودت على نصب شاشة عملاقة عند "البوابة وهو موقع تاريخي" متوسط في بلدة الخضر فيتجمع المئات من الشبان من انصار الفريقين لمتابعة اللقاء.

وللفريقين انصار كثيرون في الشارع الفلسطيني وخاصة من بين الشباب ولا غرابة هنا ان تشاهد شابا وخاصة الصغار في العمر يرتدون قميص الفريق البرشلوني او المدريدي كناية عن تشجيعهم لهذا الفريق او ذاك وقد تتزين العديد من البيوت الفلسطينية بأعلام فريق ريال مدريد او اعلام الفريق البرشلوني، كما قد يعتمر العديد من الشبان الفلسطينيين وشاح فريق برشلونة او ريال مدريد على اكتافهم أو الاعلام الفريقين في سياراتهم الخاصة او العامة.

ولا يقتصر التشجيع هنا عند الشباب بل يشمل ايضا الفتيات حيث اصبحت كرة القدم في فلسطين تحتل مركزا متقدما وخاصة في ظل وجود العديد من الفرق النسوية والتطور الهائل الذي احدثه اتحاد كرة القدم في سبيل نشر كرة القدم بين النساء حتى ان وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نظمت لأول مرة بطولة لطالباتها ضمن البطولات المختلفة التي تعودت الوزارة على اقامتها على مر السنيين.

كما ان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اسدل الستار عن بطولة كرة القدم للموسم الحالي والان ينظم بطولة للفرق تحت سن 19 عاما وفي المستقبل القريب سينظم بطولة اخرى للفرق تحت سن 16 عاما كما ان المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم استقبل المنتخب الاردني امام 15 الف إمرأة حضرن في اكبر حشد نسوي شهد له الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وفي نابلس ينظم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وشركة ماسترز، مباراة الكلاسيكو "ما بين فريقي برشلونة وريال مدريد"، وبفريق يتكون من اشبال منتخب نابلس لمواليد 96، وذلك على الملعب البلدي في مدينة نابلس في تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم، وتجري هذه المبارة في وقت يسبق بـ 6 ساعات موعد المباراة الاصلية التي ستجري على ملعب السانتياغو بيرنابو، وهي فرصة لعشاق فريقي برشلونة وريال مدريد لمعرفة الفائز بهذه المباراة، علّها تكون مؤشرا للفائز الحقيقي، ومادة زخمة لزيادة الاثارة حول هذه المباراة، كما وان المباراة الحقيقية سيتم بثها وبشكل مباشر على شاشة عرض عملاقة في مدرج جمال عبدالناصر الساعة ال11 مساء.

وتعتبر هذه المباراة بمثابة تجربه تحضيرية لفعالية "كأس العالم فلسطيني" كما قال هلال ابو كشك رئيس لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم.

وقد تنقسم العائلة الفلسطينية الواحدة بين مؤيد ومعارض للفريق وهذا يحدث في العديد من العائلات الفلسطينية فقد تجد الاب يؤيد مثلا فريق ريال مدريد ففيما تجد الابناء الصغار او احد البنات تؤيد برشلونة فقال المواطن المقدسي يوسف ابو سنينة انه يؤد فريق برشلونة وكذلك ابنه الكبير احمد فيما ابنته مرام البالغة من العمر 17 عاما تؤيد فريق ريال مدريد وتحفظ اسماء اللاعبين وتضع صورة الفريق المدريدي في غرفة نومها وتتابع كل لقاءات فريق الريال.

وتطغى شعبية اللاعب الارجنتيني ميسي الذي يعلب لفريق برشلونه على سواه من اللاعبين وخاصة بعد الاداء الكبير الذي اظهره اللاعب في المباريات الاخيرة وخاصة امام فريق الارسنال الانجليزي الذي فاز علية برشلونة برباعية هذا ما قاله الاستاذ محمد منصور من طولكرم والذي اضاف انني اسمع العديد من الاشخاصة بغض النظر انههم يؤيدون فريق برشلونة او ريال مدريد الا انهم معجبون جدا بمهارات واداء اللاعب ميسي الذي يعتبر الظاهرة الفريدة في هذا الفترة والتي لا يضاهيه احد.

وينظر الفلسطينيون الى مثل هذه المباريات الى انها المتنفس الذي يستطيعون ان ينظروا من خلاله الى العالم وانهم شعب كبقية شعوب الارض يحب الحياو يتفاعل مع الاحداث حتى احداث كرة القدم ، في ظل حالة الاغلاق الدائم التي تفرضها القوات المحتلة الى الارض الفلسطينية وفي ظل الحواجر التي لا تسمح للسكان بالانتقال من منطقة الى اخرى الا في ضمن القيود الاجراءات الاسرائيلية.

وفي العادة وما ان يطلق حكم اللقاء صافرة النهائية حتى يتجمع انصار الفريق الفائز معبرين عن فرحتهم بطرق شتى منها اطلاق المئات من المفرقعات او اطلاق العنان لابواق سياراتهم في مسيرات كبيرة تجوب بلداتهم والبلدات المجاورة وهم يحملون اعلام فريقهم الفائز فيما ينزوي انصار الفريق الخاسر يجرون اذيال الهزيمة عائدين الى بيوتهم بإنتظار الثأر في مباراة قادمة.

وعادة ما يتابع الفلسطينيون هذه اللقاءت من خلال القنوات المحلية المهدد عدد كبير منها بالاغلاق في حالة عدم تصويب اوضاعها حيث يجد الفلسطينيون في هذه المحطات ملاذا لهم في التهرب من دفع قيمة الاشتراك في القنوات المشفرة الناقلة لمثل هذه المباريات في ظل الاوضاع الاقتصادية القاسية التي يعيشها ابناء الشعب الفلسطيني، كما يتابعها بعضهم او من خلال القنوات المشفرة وخاصة الجزيرة الرياضية.

ولكن يبقى ان نشير ان هناك حالة من التعصب الاعمى لهذا الفريق او ذاك بدأت تتغلغل بين الشباب الفلسطيني وقد وصل الامر الى هجوم انصار فريق ما على بيوت انصار الفريق الاخر، في حالة من التعصب لم يشهدها انصار الفريقين في اسبانيا نفسها ؟، فهل يعقل اننا سنكون "ملكيين اكثر من الملك"؟.

وتشير جميع المعطيات الفنية والإحصائية إلى أن هذه المباراة ستكون قمة في الإثارة، خصوصاً أن الفريقين يقدمان عروضاً رائعة هذا الموسم، إذ يدخل النادي الملكي إلى المواجهة وهو يبحث عن فوزه الثالث عشر على التوالي في الدوري، وفي حال حسم هذه الموقعة سيصبح على بعد فوزين من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات المتتالية (15) والمسجل باسمه موسم 1960-1961، كما يملك فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغريني فرصة أن يعادل أو يحطم الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (28) لأنه حقق 25 فوزاً.

ويملك ريال مدريد الرقم القياسي وسجله موسم 1987-1988، وهو نفس عدد الانتصارات التي سجلها برشلونة أيضاً موسم 1996-1997 لكن من 42 مباراة عوضاً عن 38، لأن الدوري كان يتكون حينها من 22 فريقاً.

وانصب تركيز ريال مدريد على الدوري لأنه ودع مسابقة دوري أبطال أوروبا من دورها ثمن النهائي على يد ليون الفرنسي، في حين أن برشلونة لا يزال يواصل حملة الدفاع عن لقبه بنجاح وهو وصل الثلاثاء إلى دور الأربعة حيث سيواجه إنتر ميلان الإيطالي، وذلك بعدما تخلص من آرسنال الإنكليزي (4-1) بفضل رباعية لنجمه الأرجنتيني الذهبي ليونيل ميسي الذي بات سادس لاعب يحقق رباعية في مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد الهولندي ماركو فان باستن (1992) والإيطالي سيموني إنزاغي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي رود فان نيستلروي (2004) وأخيرا الأوكراني اندريه شيفتشنكو (2005).