هكذا اقتحمت الشرطة ملحمة مسودة في القدس القديمة ونكلت بعمالها الستة
نشر بتاريخ: 09/04/2010 ( آخر تحديث: 09/04/2010 الساعة: 20:25 )
القدس- معا- نشرت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم تفاصيل إفادة أدلى بها المواطن بهاء جمال كامل مسودة، وهو صاحب ملحمة في منطقة باب الساهرة داخل أسوار البلدة القديمة من القدس، روى فيها ما جرى صبيحة الرابع من نيسان الجاري قبل وبعد أن اقتحم العشرات من أفراد الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي الملحمة واعتدوا بالضرب العنيف ودون رحمة على ستة من عمالها، ولم يكتفوا بذلك بل اعتقلوا العمال الستة وصدرت بحقهم أوامر إبعاد عن البلدة القديمة، في حين ألحق الجنود أضرارا كبيرة وتسببوا بخسائر لأصحاب الملحمة، لمجرد أن طلب صاحبها من مجموعة من الجنود الابتعاد عن بوابة - حيث افترشوا الأرض على مدخل ملحمته - لتمكين الزبائن من الدخول إليها.
وروى المواطن مسودة البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاما، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال من سكان رأس العمود، ما جرى في صبيحة ذلك اليوم فقال:
"عند الساعة 8:10 من صباح يوم الأحد الموافق 4/4/2010 جلست مجموعة من الجنود- 8 أفراد – يرتدون الزى العسكري على باب المحل، فطلبت منهم الابتعاد حتى يتمكن الزبائن من الوصول للمحل بحرية، ولكنهم تجاهلوا طلبي ! وبعد جدال قصير معهم عدت للمحل، وجاء أخي نور الدين 22عاما وسألني: ماذا يريد الجنود ؟ وفجأة هجم الجنود عليه ، وقاموا بضربه بالدبسات ، بينما كنت أنا "بهاء" وأشقائي سمير ، عبد الكريم، شادي، وابن أختي مهند التميمي في المحل ، وعلى الفور قمنا بسحب شقيقي نور من بين أيدي الجنود إلى داخل المحل".
وتابع "لكن الجنود تبعونا إلى الداخل ورشوا الغاز بواسطة عبوات صغيرة، وقاموا بضربنا جميعا، بواسطة الهراوات والأيدي والأرجل ، فأصيب أخي عبد الكريم 20عاما بحالة إعياء شديد حيث وقع على الأرض هو وابن أختي مهند 19عاما ، وبدأ أخي يستفرغ، وأصيب أخي سمير 38عاما بنزيف بفمه وانفه، ولم نتمكن من الدفاع عن أنفسنا، وذلك لان مجموعة كانت تخرج ومجموعة كانت تدخل حيث بلغ عدد الجنود في محيط المحل ما يقارب المائة جندي، وتناوب عشرات الجنود على ضربنا والتنكيل بنا، ومزقوا يافطات المحل، وتحطيم زجاج إحدى الثلاجات، كما قاموا برش بودرة بيضاء على اللحوم والأجبان في إحدى الثلاجات مما أدى إلى تلفها، وتقدر خسائرنا بثمانية آلاف شيقل نتيجة تلف المنتجات الموجودة بالمحل !كما قام الجنود برشقنا بالبيض الذي كان موجود على باب المحل"!.
وأضاف "بعد حوالي ساعة إلا ربع، تدخل نسيبنا أبو فراس الترياقي والذي يقيم بالجوار ، وتحدث مع الجنود ، وتوصل إلى اتفاق معهم بأن يتم وقف الاعتداء مقابل خروج جميعنا من المحل ! فتم كلبشة أيدينا إلى الخلف واقتيادنا جميعا إلى مركز شرطة البريد في شارع صلاح الدين ، حيث مكث الجميع داخل سيارات الشرطة بينما تم اخذي إلى داخل المخفر وضربي من قبل ثلاثة جنود ، وكان احدهم يوجه لي سؤال واحد: من أنا – أي الجندي-؟ فقلت له لا اعرف ! فقام ضربي بعقب البندقية على مختلف أنحاء جسدي وأنا مقيد، فقلت له بالنهاية ، أنا اعرف من أنت – أي أبو علي – وعندها توقف عن ضربي، وقد مكثت عشر دقائق في المخفر وتم إعادتي إلى إحدى السيارات حيث تم نقلنا جميعنا إلى مركز توقيف القشلة ، وشبحنا لمدة 8 ساعات تقريبا، وكان يطلب منا الجلوس أحيانا والوقوف أحيانا أخر ووجهنا إلى الحائط".
واستطرد "عند حوالي الساعة الثالثة مساء أطلق سراح ابن أختي مهند وشقيقي عبد الكريم حيث تم فرض الإقامة الجبرية عليهما في البيت لمدة يومين إضافة لخمسة أيام منعنا خلالها من دخول البلدة القديمة ، بينما استمر اعتقال التحقيق مع البقية حول ادعاء الجنود علينا بأننا قمنا بمهاجمة الجنود ورشقناهم بواسطة البضاعة الموجودة داخل المحل ! ولكننا أنكرنا هذا الادعاء".
وقال: "يذكر أن أخي سمير كان يعاني من حالة إعياء شديد نتيجة سيلان الدم من انفه وفمه نتيجة الاعتداء عليه من قبل الجنود وكان يستفرغ، ورفض هؤلاء الجنود تقديم العلاج له، وبقيت أنا بهاء" 28 عاما" وسمير "38 عاما" و شادي " 25 عاما" ونور" 22 عاما" رهن الاعتقال لمدة 24 ساعة وتم نقلنا إلى معتقل المسكوبية، حيث قضينا ليلة طويلة، علما بأننا نعاني من عدم تمكننا من النوم بسبب ما تعرضنا له من ضرب وتنكيل، كما أن أخي سمير كان يعاني من آلام شديدة بالأنف والفم ولا يستطيع النوم، ويوم الاثنين تم التحقيق معنا مرة أخرى، ولكننا رفضنا التوقيع على أي ورقة، وتم نقلنا إلى مركز توقيف القشلة، حيث تم الإفراج عنا بعد فرض الإقامة الجبرية لمدة خمسة أيام على كل من أشقائي سمير، نور، شادي إضافة إلى منعهم من الدخول إلى البلدة القديمة في القدس لمدة 15 يوما، بينما تم استثنائي أنا من هذا الحكم كوني مديرا لمحلات مسودة للحوم، ولا استطيع إغلاقها!.