الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرياضة .... السياسية ** بقلم : *بهاء الجعبري

نشر بتاريخ: 10/04/2010 ( آخر تحديث: 10/04/2010 الساعة: 11:38 )
كثر الحديث في الفترة الأخيرة في الشارع الرياضي عن أسباب الضجة الإعلامية التي تطلقها صحافة الدول التي يتم دعوتها من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لإجراء مباريات ودية دولية على ارض ترابنا المقدس وترفض تلبية هذه الدعوة , هذه الأحاديث انتقلت من الشارع الرياضي إلى اعلي الهرم السياسي و اختلفت وجهات النظر و تعالت الأصوات الرافضة في مواجهة الأصوات المؤيدة لهذه الدعوات .

من خلال المتابعة لهذه الإحداث أرى إن هناك فرق شاسع في تفسير الأهداف التي قامت عليها هذه الدعوات و التي يمكن تحقيقها من خلال هذه المباريات بين الجهات التي تقدم الدعوات و الجهات التي تتلقى الدعوات لإجراء مثل هذه المباريات .

اتحاد كرة القدم يسعى من خلال هذه المباريات إلى تحقيق العديد من الأهداف التي تتجلى في المساهمة في كسر الحصار الجائر المفروض علينا كفلسطينيين من خلال الرياضة التي بدورها نتقل صورة الاحتلال الجائر إلى كل من يلامس ارض ترابنا الطاهر من خلال ملامسته لهذا الأمر على ارض الواقع وليس من على شاشات التلفاز , كما ويهدف الاتحاد إلى إرسال رسالة إلى كل الاتحادات الرياضية العربية و الإقليمية و الدولية مفادها أن المنتخبات الرياضية الفلسطينية قادرة على احتضان المنافسات الرياضية المختلفة و لها الحق في إجراء المباريات الخاصة بها على أرضها و بين جماهيرها المتعطشة لمثل هذه اللقاءات , وأيضا تساعد هذه المباريات في زيادة الاحتكاك بين رياضينا و رياضي الدول المجاورة لنا و تهدف إلى تحقيق أحلام الجماهير الرياضية بمشاهدة نجوم منتخباتنا الوطنية تلعب أمام أعينهم و تحت لهيب تشجيعهم .

ولكن الاتحادات المدعوة إلى زيارة فلسطين تنظر إلى الزيارة بشكل مختلف كليا عن نظرة الاتحادات الفلسطينية لان الموافقة على هذه الدعوة تتطلب موافقة المجلس القومي !!! والسلطات السياسية !!! و تنظر إليها على أنها زيارات تطبيعية !!! وتتطلب الموافقة عليها مرورها على العديد من الكيانات حتى يتم الموافقة عليها !!! وللأسف لا يوجد مبررات مقنعة في النهاية لهذا الرفض .

لكن في المقابل يجب علينا أن نرفع القبعة احتراما إلى كل المنتخبات و الأندية والشخصيات الرياضية التي لبت النداء و لم تتردد للحظة واحدة في قبول هذه الدعوات لزيارة الأرض المقدسة لتساهم معنا في تحقيق أهدافنا و أحلامنا ولتكن تلك الزيارة بمثابة وسام شرف يوضع على صدر كل من شارك و سيشارك في تلبية هذه الدعوات كما وضع على صدور من شارك من رياضينا في كسر الحصار على إخوتنا العراقيين في السابق و ما كان لهذه الزيارة من الأثر الأكبر في أجبار الاتحادين الأسيوي و الدولي على الموافقة للإخوة العراقيين على خوض مبارياتها الرسمية على أرضهم و بين جماهيرهم , و نحن ألان ننتظر هذا القرار بحقنا لأننا أصبحنا ألان نستحقه و لكننا للأسف ألان خائفون من عدم تحقق هذا الهدف بسبب هذا الرفض من قبل الدول التي يجب أن تكون حريصة أكثر من أنفسنا لتحقيق هذا الهدف لما يمكن أن يكون له من اثر كبير في تحقيق الهدف الأكبر و هو بناء الدولة المستقلة .
و أخيرا لابد من إظهار عتبنا على كل من رفض دعواتنا لزيارة أرضنا لأننا دعوناهم لأننا نعشقهم ونريد أن يشاركونا فرحتنا ولكنهم للأسف افسدوا علينا هذه الفرحة برفضهم هذا .

* أمين سر رابطة مشجعي نادي شباب الخليل الرياضي