السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مئات الأطفال يشاركون في مهرجان قناديل القدس بمخيم النصيرات

نشر بتاريخ: 10/04/2010 ( آخر تحديث: 10/04/2010 الساعة: 12:05 )
غزة- معا- شارك المئات من الأطفال وشخصيات رسمية واعتبارية وثقافية ومجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني وعشرات المواطنين، بالمهرجان الكبير "نحن الأطفال.. قناديل القدس التي لا تنطفئ" بمخيم النصيرات وسط القطاع.

ويأتي هذا المهرجان ضمن أنشطة وفعاليات جمعية المجد النسائية "برنامج رعاية الطفولة " بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني ، تخلله فقرات متنوعة ألقت بظلالها على أجواء المهرجان مزجت براءة الأطفال بإبداعاتهم ومواهبهم الذاتية.

جمعية المجد النسائية واحدة من أبرز الجمعيات المجتمعية الثقافية التي احتضنت الأطفال المبدعين والموهوبين على مدار عشرة سنوات متواصلة وبخاصة خلال فترة انتفاضة الأقصى وحافظت على مكانة الأطفال بالمجتمع الفلسطيني ودفعتهم نحو طموحاتهم بعيداً عن الاضطرابات النفسية والمعنوية والذاتية والإبداعية.

ولم يختصر عمل المجد النسائية على شريحة بعينها، بل فرضت واقعاً مميزاً داخل أروقة المجتمع الفلسطيني وأظهرته بثقافته الحقيقية ومكانته المرموقة التي تفسح للآخرين مساحة واسعة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم ، لا سيما شريحة النساء التي وجدت من المجد النسائية مكاناً لتقدير الذات واحترام المرأة وتعزيز هويتها.

وأمام كلّ ما تقدمه المجد النسائية من عطاء متواصل، افتتح مهرجان "قناديل القدس" بالقرآن الكريم، أعقبه السلام الوطني الفلسطيني بمشاركة الكشافة المدرسية، ومن ثمّ قراءة الفاتحة على أرواح شهداء أطفال فلسطين وكلّ الشهداء.

هذا المهرجان الذي توّج بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني جاء ليظهر حقيقة تلك النظرة العنصرية في الفكر الإسرائيلي تجاه الإنسان الفلسطيني عموماً، والطفل الفلسطيني خصوصاً، يمكنه بلا أدنى تردد أن يفهم الخلفيات والدوافع الإسرائيلية من وراء قتل الأطفال بصور مروعة بشعة، حيث تضمنت رسالة المهرجان عبرات مختصرة وواضحة "طفولة الأطفال الفلسطينيون باقية ببراءتها رغم رجولتهم التي نتجت بفعل قسوة الاحتلال الإسرائيلي".

أضف إلى ذلك ما أفرزه واقع الاحتلال الجاثم على الصدور من انتهاكات مهولة لأبسط حقوق الطفل، كحقه في الحياة الطبيعية، وحرية الحركة والتنقل، وحق الدراسة والتعلم، والحصول على الرعاية الصحية المناسبة، وحق اللعب والمرح أسوة بباقي أطفال العالم.

نوال الغصين "أم إبراهيم" مديرة جمعية المجد النسائية تحدثت بإمعان خلال كلمتها بالمهرجان، وعبرت عن تبني المجد النسائية لإبداعات أطفال فلسطين وصولاً لتحقيق أحلامهم ومنحهم الثقة للوصول إلى أعلى مراتب النجاح.

وأكدت نوال الغصين أن المجد النسائية ما قامت بهذا العمل إلا منطلق قناعتها بضرورة إحياء ذكرى يوم الطفل الفلسطيني، موضحةً أن مسابقة إبداعات الأدبية الفنية دليلاً مثبتاً على أن الجمعية تتواصل مع الأطفال المبدعين وتمنحهم كلّ الوسائل للتعبير عن قدراتهم.

في حين قال أبو يوسف أبو اشكيان رئيس بلدية النصيرات، أن يوم الطفل الفلسطيني يوماً خالداً في الذاكرة الفلسطينية، مثمناً دور جمعية المجد النسائية الريادي في تقديم الخدمات المتنوعة للمجتمع الفلسطيني وبخاصة شريحة الأطفال.

وأوضح أبو اشكيان أن بلدية النصيرات أعدت برامج متنوعة لخدمة المجتمع الفلسطيني، منها مشاريع ثقافية وتنموية ، مؤكداً على ضرورة الاستمرار في بناء المجتمع ودعم صموده.

ولم تقتصر رسالة المهرجان على صنّاع القرار فحسب، بل كان للأطفال أنفسهم رسالة كبيرة جاءت بلسان الطفلة رزان عدنان السباخي التي قدمت الشكر لكل من ساهم في إخراج وإبراز هذهِ الإبداعات وخصّت بالذكر مديرة جمعية المجد نوال الغصين ورئيس برامج رعاية الطفولة بالجمعية حسين الخطيب.

وأضافت رزان في رسالتها "نرجو منكم الاستمرار في هذهِ الفعاليات رغم كلّ ما يحيط بنا من حصار بكل ما تعنيه الكلمة، وليستمر إثباتنا للعالم بصفة عامة أننا قادرون على اجتياز المحن والويلات بصلابة".

ووجهت الطفلة رزان رسالتها للعالمين العربي والإسلامي "وجهوا أنظاركم إلى ما يحدث في مدينة القدس، مدينة السلام والمقدسات الإسلامية ، إن الأقصى يئن ويصرخ بأعلى صوته فلا تخذلوه وتخذلونا".

وشمل المهرجان الذي جاءَ أيضاً دعم الأطفال لصمود القدس والأقصى، العديد من الققرات الفنية والأدبية المميزة بمشاركة لفيف من الأطفال المبدعين والموهوبين.

وفي لفتة جميلة ومميزة، قام العشرات من الأطفال برسم لوحات فنيّة بالتزامن مع فعاليات المهرجان ، الأمر الذي أضفى روحاً إبداعية تملكها إصرار الأطفال على مواصلة طريقهم الإبداعي والثقافي، لدعم قدراتهم في يوم الطفل الفلسطيني ودعم صمود القدس.

وجرى في نهاية مهرجان "قناديل القدس" توزيع الهدايا والجوائز على الأطفال الفائزين بمسابقة إبداعات الفنيّة الأدبية، إضافة لتكريم المدارس والشخصيات والمؤسسات المشاركة في المسابقة والمهرجان.