الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وأي انتصار... ** بقلم : صالح الضميري

نشر بتاريخ: 10/04/2010 ( آخر تحديث: 10/04/2010 الساعة: 15:31 )
لم تصدق أمهات لاعبي مركز الشباب الاجتماعي بمخيم طولكرم أن أبناءهن كسبوا الجولة الأخيرة و الرهان في مباراة القمة و الهمة التي سجلوا فيها امس هدف السبق على بطل الدوري الممتاز فريق نادي جبل المكبر , وما أن سمعت نساء المخيم بخبر الفوز الكبير حتى سارعن إلى تحضير الحلويات و دعوة الأهل و لأقارب لاستقبال اللاعبين الابطال الذين اثبتوا أنهم أهل لكرة القدم كما أنهم أهل لمخيم طولكرم .

قال لي معن جمال اللاعب الذي نال ثلاثة انذارات وايقاف عن اللعب في هذه المباراة وهو ركن أساسي فيها :"حقا لاتسعني فرحة فوز فريقنا , فقد كنت اغلي من الداخل و أحبس أنفاسي عندما يتقدم لاعبو المكبر لمهاجمة دفاعنا و حارس مرمانا .. حتى الدقائق الأخيرة الصعبة لم يهدأ لي بال ,لكن دموع الفرح انهمرت عندما أعلن الحكم نهاية المباراة و فزنا بها وضمنا لعبة البقاء في دوري الأضواء عن جدارة و استحقاق , لم لا وقد فزنا على بطل الدوري وهذا يكفي لكي يعرف الوسط الكروي و الرياضي الفلسطيني أن سمران طولكرم صمدوا أمام ظاهرتي لاعبي التعزيز و الإعارة و قالوا للظاهرتين : أنتما دخيلتين علينا , لدينا طاقات و قدرات محلية نتمسك بها , وهذه الطاقات قادرة على صنع المستحيل ...وقد صنعته فعلا لا قولا...

لاعبو المركز في طولكرم - البسطاء طيبوا القلوب المنتمون بصدق لمجتمعهم ووطنهم -... يستحقون التقدير ... فقد استقبلتهم الجماهير و الأطفال في مخيم طولكرم بالطبول و المزامير والزغاريد و ألقيت كلمة مؤثرة من رئيس المركز حسن الخولي ومن مدرب الفريق عارف عوفة و بعض المشجعين وجعلت هذه الكلمات الدموع الحرى تنهمرفرحا لماكسبته ايديهم من تضافر وقت الشدة و السير على كلمة رجل واحد...

مركز شباب طولكرم الذي يمثل مجموعة من شباب لاجئي آل 48 لايملك المال الوفير ليغدق به على اللاعبين , بل كان يملك أجرة الحافلة التي تنقلهم إلى المباريات وتغذية اللاعبين بساندويتشات مرتديلا و لبنة و فلافل ... أنه انتصار و أي انتصار.