الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سجال في العتمة بين رام الله وغزة.. والمواطن اخر من يرى

نشر بتاريخ: 10/04/2010 ( آخر تحديث: 11/04/2010 الساعة: 08:18 )
بيت لحم - تقرير وكالة معا - ما ان انقطع التيار الكهربائي عن عدة مناطق في قطاع غزة حتى اشتعلت وسائل الاعلام الحزبية الفلسطينية بالشتائم والاتهامات والسب والتجريح ، وامام كل طفل يبحث عن بصيص نور كان هناك مسؤول يلعلع بصوته في اتهام الطرف الاخر ، ومع كل اتهام كان مسؤول من الطرف الاخر يقول " هذا ما اعتدتم عليه ان تشتموا وتشتموا ولا تحلوا اية مشكلة " .

المركز الفلسطينتي للاعلام التابع لحماس وتحت عنوان ( باراك وفياض مسؤولان عن ازمة الكهرباء في غزة ) قال " بأن مكتب وزير الحرب الصهيوني إيهود بارك أوعز إلى سلام فياض بتصعيد التضييق على قطاع غزة " .

ونقل المركز الفلسطيني عن ( موقع "معًا" الإخباري بأن سلطات الاحتلال تسعى إلى شقِّ صفِّ الأسرى الفلسطينيين وإحباط إضرابهم، بزرع الخلافات بينهم ) .

وحمَّل طاهر النونو المتحدث باسم حكومة هنية حركة "فتح" المسؤولية الكاملة عن أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، متهمًا "حكومتها" بسرقة الأموال التي يقدِّمها الاتحاد الأوروبي لتمويل وقود محطة الكهرباء.

وكالة معا حققت في الامر وقالت " مصادر مؤكدة " في السلطة الفلسطينية لمعا: ان ادعاءات حماس باطلة وان السلطة تدفع حصتها شهريا الى جانب ما يخصم من مصر لقاء كهرباء رفح .

واضافت : ان السلطة تدفع جزءا كبيرا جدا من قيمة فاتورة وقود المحطة ( 25 مليون شيكل تقريبا هذا الشهر فقط ) وان ما تنشره حماس مجرد ازمة مفتعلة لاغراض انتخابية وسياسية فقد اعتادوا لعب دور الضحية بعيدا عن اي قدر من تحمل المسؤولية رغم انهم مستميتون على المسؤوليات والسلطة . على حد قولها . وان هناك ما يكفي حتى 25 من هذا الشهر ولكن حماس لا تجبي اثمان الكهرباء وان تجبيها فهي تأخذها لاغراض حزبية .
ووصف سلوك حكومة هنية بالمزاجي وغير المسؤول .

وحين طلبت وكالة معا ان تتحدث بالارقام بعيدا عن الشتائم والاتهامات قالت هذه المصادر ان سياسة حكومة فياض العامة هي ترشيد الاستهلاك وترتيب الامور حيث ان هناك ما قيمته 500 مليون دولار تسريب غير مدفوع وان حكومته بدأت قبل سنتين حملة في الضفة العربية لنفس الشأن ، اما في قطاع غزة فالسبب في الازمة هو توقف الاتحاد الاوروبي عن دفع 10 مليون يورو شهريا ثمن وقود الكهرباء وليس اي سبب اخر .

ورغم ان تكلفة كهرباء غزة تسوي شهريا 130 مليون شيكل الا ان السلطة تدفع منها 90 مليون تقريبا وان الازمة الحالية تتمثل في نقص المبلغ الذي كان يدفعه الاوروبيون .

من جانبه قال الوزير الدكتور غسان الخطيب لوكالة معا : انا قلت لكم ولقناة الجزيرة ان السلطة تفي بالحد الاقصى من التزاماتها وان حكومة الدكتور سلام فياض تدفع 90% من اثمان كهرباء قطاع غزة ، حيث 75% يجري دفعه من اموال المقاصة والجهات المانحة كانت تغطي قسم يبلغ 10 مليون يورو ثمن الديزل لمحطة الوقود . وحيث توقف الاوروبيون قبل شهرين عن ذلك سارعنا لدفع ما بين 70 - 80% من هذا المبلغ وحين طالبينا حماس بدفع 30% من ربع المبلغ بدأوا بالصراخ والشتائم لانهم اعتادوا على ذلك دائما .

وردا على سؤال معا : هل تحول سلطة حماس اية مبالغ من الجباية قال : حولوا 4 مليون شيكل اعتقد ( ما قيمته مليون دولار او اكثر ) ومع ذلك اعطينا غزة الشهر الماضي 185 الف لتر وقود وسنعطيهم 210 الف لتر للشهر القادم .

واضاف الوزير غسان الخطيب باستغراب : حتى المساهمة الشكلية لا يريدونها وانا اسال قادة حماس : هناك 70 الى 80 الف موظف تدفع السلطة رواتبهم في قطاع غزة وهناك 20 الف موظف في وكالة الغوث وهناك نحو 50 الف موظف وعسكري يأخذون رواتب من حماس - هل هؤلاء عاطلين عن العمل ؟ ولماذا لا يدفعون فواتير الكهرباء ؟

وهمس مسؤول في رام الله لوكالة معا ان هناك قادة في حماس تصل فواتير منازلهم التي لم تدفع الى 30 الف شيكل واكثر وانهم لا يريدون دفع ثمن التيار الكهربائي على حد زعمه .

من جهته كان النائب حسام الطويل في بيان صحفي صادر عن مكتبه اليوم قال : ان المرء ليتعجب من مستوى الانحدار القيمي في التعامل مع الانسان الفلسطيني وحقوقه الأساسية في الحياة والعلاج والتعليم والتنقل واعادة اعمار ما انهار من عالمه بسبب الاحتلال وعدوانه وبسبب الحصار الظالم الذي يتعرض له قطاع غزة ففي حين تضاء وببذخ منقطع النظير كل عواصم العالم ومدنه العربية والغربية على حد سواء نجد غزة على ما فيها من مآس انسانية واقتصاد مدمر وحاجة ماسة الى الكهرباء ليس لترف العيش بل للمستشفيات وللصرف الصحي ولشبكات مياه الشرب ولتلبية الحاجات الاساسية للانسان ولبقايا أية مشروعات لا تزال قائمة نجدها تغرق في ظلام دامس!!!

وطالب الطويل منظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية والحكومة في غزة والدول العربية بالعمل من أجهل انهاء هذه الأزمة وايجاد التمويل المطلوب لانارة القطاع لتلبية حاجاته الانسانية الاساسية حيث لم يعد سبب عجز التمويل مقنعا لاحد في ظل المليارات التي نسمع عنها لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه،

وتساءل الطويل اذا لم يكن جزءا ً يسيرا لا يكاد يذكر من هذه المليارت مخصصا لانهاء ظلام قطاع غزة واذا كانت الاجزاء الأخرى المخصصة لاعادة الاعمار في غزة ولدعم القدس لا تصل أصلا بسبب الحصار والاحتلال وعدم الالتزام فما هي الجوانب الأكثر الحاحا لهذا الدعم وما مدى مصداقيته، وانهى الطويل بيانه بدعوة الشعب الفلسطيني الى اعلاء صوته للمطالبة بحقه في الحياة اسوة بباقي شعوب العالم.