الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجريحة ابتسام عمار تحول الفن الى جزء من علاجها

نشر بتاريخ: 11/04/2010 ( آخر تحديث: 11/04/2010 الساعة: 13:20 )
رام الله- معا- رغم تعرضها لاصابة خطيرة في الرأس ادت الى شلل يدها اليمنى وقدمها الايمن عن اداء الوظائف الطبيعية، جراء حادث سير مروري منذ ستة اشهر، الا ان المواطنة ابتسام ياسر عمار (34 عاما)، نجحت في تحويل مكان علاجها الى معرض للرسم الذي تحبه وتعتبره جزءا من حياتها ولا تستطيع ان تفارقه باي حال من الاحوال.

ولم يتوقف الامر بالنسبة لابتسام التي تعود اصولها الى قرية دير جرير شرق رام الله، وتتلقى العلاج في مركز ابو ريا للتاهيل، عند رسم الصور بل قررت ان ترتقي بمستواها الفني لتقيم معرضا هو الاول لرسوماتها التي انجزتها بيدها اليسرى بعد حالة الضعف التي اصابت يدها اليمنى.

قصة ابتسام مع الرسم بدأت في مراحل دراستها الاولى في مدرسة دير جرير، ورغم انها لم تكمل تعليمها المدرسي، الا انها واصلت الرسم في منزلها بجهود ذاتية لتعبر من خلاله عن مكنونات شخصيتها الانسانية وتكشف علاقتها مع الورود والزهور التي طغت على اغلب رسوماتها التي عرضتها في المعرض الذي اقامته داخل احدى قاعات مركز ابو ريا الرئيسية تمهيدا لحضور ومشاركة رئيس الوزراء د.سلام فياض الذي حرص على حضور حفل الافتتاح للمعرض.

ومع حادث السير المروري الذي تعرضت له ابتسام على طريق عين يبرود- دورا القرع شرق رام الله، واصابتها بجراح خطرة في الرأس اثرت على يدها وقدمها، تعمقت علاقتها مع الرسم حسب ما اكدته ابتسام.

واوضحت في حديثها لـ "معا"، انها امضت فترة طويلة في داخل احدى المستشفيات الاسرائيلية حيث لم يكن بمقدورها النطق بسبب اصابتها ايضا في الرئتين، وفي احدى المرات جاءت اليها احدى الممرضات العاملات في ذلك المشفى وهي تحمل بعض الالوان، وعندما شاهدتها ابتسام ارتسمت على وجهها ابتسامة جعلت الممرضة تدرك وجود علاقة بين ابتسام والرسم.

وتابعت "مع مرور الوقت بدأت هذه الممرضة تزورني بانتظام واحضرت معها بعض الاوراق والالوان حيث بدأت بالرسم الامر الذي نال اعجاب الاطباء والممرضات في ذلك المستشفى".

ورغم انتقال ابتسام من ذلك المستشفى الى مركز ابو ريا بتاريخ 20/11/2009، الا انها اصرت على ان تأخذ معها رسمتها الاولى التي رسمتها داخل المشفى الاسرائيلية، في حين اصرت ادارة المشفى على الاحتفاظ ببقية الرسومات التي رسمتها ابتسام".

ومنذ انتقالها لمواصلة العلاج في مركز ابو ريا في رام الله، باشرت ابتسام بممارسة الرسم الذي ترى فيه وسيلة ناجعة في قضاء وقتها واستثماره في تطوير مهاراتها رغم المصاعب التي تواجهها بسبب تعطل يدها اليمنى التي كانت تعتمد عليها قبل وقوع حادث السير في الرسم.

وتقول ابتسام "لم اكن ادرك انه باستطاعتي ان ارسم بيدي اليسرى، لكن الحادث جعلني اكتشف انه بالامكان ان اجد بديلا واعتمد على اليد اليسرى في الرسم الذي اعشقه".

واوضحت انها تحرص على النهوض مبكرا من نومها واستثمار وقتها في الرسم قبل بدء جلسات العلاج، موضحة انه بامكانها ان ترسم لوحة واحد كل 12 ساعة بيدها اليسرى.

وقالت "لا اقبل ان يمر يوم دون ان ارسم" معبرة عن املها في تطوير قدراتها في المجال.

واضافت "المسألة الاولى بالنسبة لي هي متابعة العلاج خاصة ان الاطباء يؤكدون وجود تحسن ملحوظ في حركة يدي وقدمي".

ولا تتردد ابتسام في كيل المديح للطبيب المشرف على علاجها، احمد البيتاوي الذي لاحظ اهتمامها بالرسم وساعدها في تنمية موهبيتها من خلال احضار الورق والالوان المطلوبة، كما ساهدها في التعرف على الفنان جواد ابراهيم الذي شجعها بدوره على مواصلة هذا الطريق نحو اقامة معرضها الاول داخل المركز ودعوة كبار المسؤولين للمشاركة في افتتاحه برعاية رئيس الوزراء د. سلام فياض.

واكد فياض على اعجابه الشديد بالمعرض الذي حسب قوله يعكس قوة الارادة والامل، معتبرا ان ما انجزته، ابتسام في معرضها يمثل ظاهرة جديدة تستحق الرعاية والاهتمام، مقدما شكره لكل القائمين على المعرض وللمركز الذي رعا هذه الموهبة ودعمها.

واشار الفنان جواد ابراهيم الذي يولي اهتماما انسانيا بتطوير مهارات ابتسام في الرسم ومساعدتها على تجاوز حالتها المرضية، الى انه يتوقع مستقبلا فنيا رائعا لها وقال "لم اكن اتوقع ان تتمكن من انجاز 40 لوحة خلال شهرين".

وتابع "ابتسام نجحت في جعل الفن جزءا من العلاج"، مؤكدا ان لها ارضية غير عادية للفن خاصة انها تمكنت من تحقيق هذا الانجاز بيدها اليسرى.

واكد حرصه على متابعة ابتسام وتقديم كل العون والمساعدة لها في سبيل تطوير قدراتها في هذا المجال، خاصة وان تعلقها بالرسم يخرجها من اجواء المرض والاكتئاب.

ويشتمل المعرض على قرابة( 40) لوحة رسم انجزتها ابتسام منذ وصولها الى مركز ابو ريا، بما في ذلك رسمة لرئيس الوزراء د. سلام فياض وهو يقطف ثمار الزيتون في دير ابو مشعل غربي رام الله، اضافة الى عدد من الرسومات المميزة.