الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستوطنون لا يخافون الله

نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 14:55 )
ترجمة: معا
قد يكون( " للشرائط " والانتينات") قصة ذو علاقة بالرمزية في معنى العصيان او الرفض للانسحاب ، فبعد ثلاثة ايام من وجود " شريط ازرق " على انتين احدى السيارات ، تم تمزيقها وبالاضافة الى تهشيم زجاج السيارة,, من يرغب او يريد ذلك ؟ او من فعل ذلك ؟ قد يكون احد المتحمسين اليساريين الذي اراد الحصول على " الشريط " وفقد صبره ؟ وقد يكون احد المستوطنين المستائين من رؤية هذا اللون " الازرق " كما يهتاج الثور عندما يرى اللون الاحمر ؟ قد يكون كلا الاحتمالين غير صحيحين ، فقد يكون من فعل ذلك احد المشاكسين في تل ابيب والذي لا يرغب برؤية الانسحاب وقد حصل وهو بذلك يريد ان يعطي درساً لصاحب السيارة ، وبما ان هذه الحالة من التخريب تقتصر على السيارات ذات الشرائط " الزرقاء " او " البيضاء " فانها تستحق الوقوف والفحص والتمحيص فحتى الان لم يتم الابلاغ عن تخريب اي سيارة تحمل الاشارة البرتقالية ، فقط اولئك الذين يدعمون الانسحاب هم المستهدفون ، لقد نجحت " بلطجة " اليمين المتطرف في ارهاب الاغلبية الصامته ، ومنعتها من ممارسة حقها في التعبير ، ان الجمهور الذي يؤيد عملية الانفصال لا يظهر موقفه ، هذه هي السمة العامة للاغلبية" الصامتة" ، فهي تعتقد ان الاخرين يقومون بوظيفتهم وهم انفسهم لا يطمحون للكفاح من اجل وجهات نظرهم اضافة الى ان هؤلاء يريدون العيش بسلام ولا يريدون مزيد من المشاكل ، ان رد الفعل هذا ، مفهوم ، فقط هم المتطرفون الذين عادة ما يرغبون في ابداء مواقفهم ، المزاج للاغبلبية عملياً مسترخ وراض عن لا مبالاته ، اما فيما يخص نزاع الالوان ، فان البرتقالي يتسيد الموقف ، انها ساحة للنزاع تستحق الاهتمام لانها تصيب مباشرة الآلام والمشاعر المتناقضة ، وعلى اي حال فان التصعيد الذي يجري هو احادي الجانب "فالزرق" يلعبون ضمن القانون وحسب الانظمة ، اما " البرتقاليون " فانهم يتشكلون من الخارجين عن القانون ، او الذين لا مانع لديهم من مخالفة الانظمة وفرض " بلطجتهم " على الساحة ... ان الاشرطة الملونة ليس سوى نموذج ، ومع ذلك ، فان هناك من اليمين المتطرف من لا يستطيع احتمال مجرد رؤية اللون الازرق ، وبالتالي فان الواحد منا يستطيع ان يتخيل كيف سيتصرف اصحاب الرؤوس الحامية عندما تحين لحظة الحقيقة .
ان علامات ذلك اصبحت واضحة ، من خلال اولئك الذين يتحصنون في فندق نيفيه دي كاليم ، والمواجهات العنيفة مع الجيش ، في الطريقة اللاقانونية التي تمارس ضد الفلسطينيين ، وفي عمليات التحريض اليومية والتي تدعوا الى مهاجمة رئيس الوزراء ، وكذلك الاغلاق للطرق والتقاطعات .
ليس من الضروري ان نتنبأ ماذا سيحصل في الاسابيع القادمة ، يكفي ان نتذكر ماذا حصل قبل سنوات عشرة ، عندما تم قتل اسحق رابين من خلال ما زرع اليمين من حقد في قلب ايغال عمير, ففي هذا المكان من العالم، لا يستطيع القائد ان يقدم على السلام الا ويعرض نفسه للاغتيال ، تلك الجماعات التي مهدت الارضية الايديولوجية لاغتيال رابين هي نفسها التي تمهد الارضية لقيام عنف داخلي ان لم يكن لحرب اهلية .
المستوطنون في الاراضي المحتلة ، وخاصة قادتهم الروحيين والسياسيين عليهم ان يعرفوا حدود مسؤولياتهم, ان الحدود الشرعية والقانونية للنضال ضد الانفصال واسعة و واضحة ، انهم من جهة استهلوا مظاهراتهم بالسلاسل الحديدية واغلاق الطرق ، ومن جهة اخرى يشّجعون على العصيان المدني ، ويشرعون كما يبررون الاعمال الخطيرة والغير شرعية ..... فليعلم هؤلاء ، القادة والسياسيين ان اي قطرة دم تهرق فيما يتعلق بعملية الانفصال " هذا ان تمت هذه العملية اصلا " فانها سوف تكون على ايديهم وهم وحدهم من يتحمل وزرها.
كتبها اوزي بن زيمان
في صحيفة هآرتس