ولادة طفل عربي خبر سيء جداً
نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 14:58 )
ترجمة : معا
عندما احتج العرب الاسرائيليون على الحديث الدائر عن الخطر الديمغرافي معتبرين اياه حديثا عنصريا هل يستطيع اليهود الاسرائيليين لومهم ؟؟ فلو ان احداً من يكون ، سياسي اوغير سياسي تحدث عن خطر ديمغرافي يشكله اليهود في هذه الدولة او تلك ماذا يمكن لليهود ان يسمّوا ذلك ؟؟ ماذا سيقول هؤلاء السادة المهذبين وبماذا سينعتوه ؟؟
اثارة شبح الخطر الديمغرافي العربي وتهديده لاسرائيل هو في الحقيقة لا يعدو كونه عنصرية، اذا امنتم ان الصهيونية عنصرية ، فهذا يعني ان اسرائيل دولة عنصرية ، انا لا أؤمن بذلك ، برغم ادراكي انه لا يوجد نقص في اليهود الذين لا تمت صهيونيتهم الى شيء سوى العنصرية ، برغم ان الدولة اليهودية بتعريفها هذا تعني " تخص" اليهود اكثر مما تعود الى مواطنيها،وانا لا اعتبر ذلك يعني عنصرياً هكذا بطبيعته ، بل على العكس ، فكيفما كانت العنصرية في اسرائيل ، فقد اصبحت الدولة اليهودية كرد على العنصرية الاكثر اهمية ،السلوك اللاسامي .
ومهما كان الموقف غير العادل الذي تمارسه اسرائيل تجاه مواطنيها العرب فان اسرائيل اذا ما توقفت عن التصرف كدولة يهودية فانها وبدون ادنى شك سوف تتحول الى دولو عربية ، وعندئذ فان الجور والظلم الذي سيواجهه اليهود ضمن هذه الدولة سيكون أسوأ بكثير مما يواجهه العرب الاسرائيليين في دولة اليهود حالياً .
لهذا فانني لا اعتقد ولا باي حال من الاحوال ان من العنصرية بمكان ، او عدم العدالة او الظلم ، ان نتطلع الى دولة اسرائيل لكي تصبح دولة صهيونية في المستقبل ، وفيما يتجادل الصهاينة حول كيف يمكن للدولة ان تصبح دولة لليهود ، فانني سوف اطرح الحد الادنى للفكرة التي يوافق عليها كل صهيوني وهي ان الاغلبية القوية يجب ان تكون من اليهود ، كم من الوقت يجب ان تكون ؟؟ 80% حسب الرقم الحالي ، وهذا حسن ، لكن وفي اللحظة التي تتراجع هذه النسبة الى اقل من 75% وهذا ما يتوقع ان يكون خلال ال 20 سنة القادمة فان امكانية دولة يهودية قابلة للحياة مع هذه الاقلية العربية وضمن منطقة مثل الشرق الاوسط ، ستكون محل تساؤل .
من الواضح ان العرب الاسرائيليين ، وليس هم فقط يأخذون الموضوع على نحو عنصري ، لكن اذا ما تمت مراجعة الموضوع بقليل من العقلاتية فان الهدف من ترسيخ اغلبية يهودية الدولة لا يخدم فقط الحفاظ على ذلك ، ولكن - برغم كل اليهود العنصريين - يخدم ايضا حماية الحقوق الديمقراطية للمواطنين العرب ، لامجال لتجنب ذلك ، فكلما زاد عدد اليهود الذين يشعرون ان اغلبيتهم مهددة ، فان عداءهم للعرب الاسرائليين سوف يزداد كما خوفهم وسوء معاملتهم ، وهذا ما يمكن ان نلمسه من خلال الانكار على الفلسطيني الذي يتزوج من عربية اسرائيلية بان يصبح مواطناً وكذلك من خلال تشجيع العرب على الهجرة ، شيء من هذا لن يحدث اذا ما تمت المحافظة على اغلبية ال 80% ، واذا لم تتجه اسرائيل نحو دولة ثنائية القومية .
الحديث عن الديمغرافيا حديث قذر ، ولا احبذ التعامل معه او به ، لكن انا لا احب ان اعرف ان صديقاً عربياً رزق بطفل انا طبعا سعيد له بشكل شخصي ، لكن وكصهيوني ، كاسرائيلي يفكر بالمصلحة الاسرائيلية العليا فعلي ان اقول ان ولادة طفل عربي هو خبر سيء بكل المعايير.
ان القضية الديمغرافية قضية جداً بائسة ، كان يمكن ان لا تكون كذلك لو ان نسبة ال 80% او ما دون ذلك بقليل سوف تبقى على ثباتها لاجيال قادمة ، وباسم المصلحة الوطنية ، فان الصهاينة كان يمكن ان يحتفلوا مبتهجين بولادة كل طفل عربي اسرائيلي كما عند ولادة طفل يهودي (( عدا عن ان بعض الصهاينة القلائل قد يتحفظون او يمتنعون )) وذلك لاجل مصلحة اليهود والديمغرافية ويمكن تجاوز المسألة الديمغرافية ، لقد تم التعامل مع كل انواع الاقتراحات ، وبعضها كان جداً حاقد ، كما اقترح نتانياهو بقطع مخصصات الاطفال ، وتشجيع العرب على الهجرة ، لا بل اكراههم على المغادرة ، والعمل على " ترانسفر طوعي " والضغط عليهم من خلال قهرهم وتثبيط عزائمهم حتى يختاروا المغادرة ، واذاكانت هذه السبل الوحيدة للحفاظ على يهودية الدولة ، فلندع ذلك للعرب واليهود المتعصبين .
ثم هناك فكرة اقتطاع " المثلث " والحاقه بالدولة الفلسطينية في الضفة ، وذلك في نوع من التبادلية مع بعض الاراضي التي تم ضمها الى اسرائيل ، لكن هناك مشكلتان ، الاولى هي التخلي عن قلب الجليل ,والثانية ان عرب اسرائيل لا يرغبون في ان يصبحوا جزءاً من الدولة الفلسطينية ، ولا يمكن اجبارهم على ذلك (( بالمناسبة ، انتم بامكانكم اجبارالمواطنين اليهود على مغادرة غوش قطيف بسبب غزة )) .
هناك فكرة لتعزيز الاغلبية اليهودية بحيث تسهل عملية تغيير اولئك السادة ، والدفع باتجاه هجرة جديدة بحوالي خمسة ملايين يهودي اميريكي ، لا اعتقد ان هناك مشكلة بالنسبة لذلك لكنني لا اعتقد انها ستكون حلاً نهائياً ، ولا اعتقد انهم سيشكلون رقماً كبيراً او مؤثراً في التهديد الديمغرافي .
اما انا ، فلدي فكرة هي ، على العلمانيين الاسرائيليين ان ينجبوا المزيد من الاطفال ، ولنقل طفل واحد لكل عائلة ، واذا ما فعل المتدينين الفعل نفسه فان هذا اكثر من جيد ، ولكنني ذكرت العلمانية لان هؤلاء في العادة لا ينجبون سوى ما يعادل اثنان من الأطفال ، اما المتدينين فلديهم اكثر ، اكثر بكثير .
في حقبة الرواد ، وعندما لم يكن هناك الكثير من اليهود ، فان الخصوبة كانت قيمة صهيونية واضحة,, لقد كانت منسية بين العلمانيين لمدة طويلة ، واعتقد انه حان الوقت لتذكرها, ان ساعة " البيولوجيا " قد دقت بالنسبة لدولة اليهود ، ولديمقراطيتها .
كتبها لاري ديرفنر
في صحيفة جيروزاليم بوست