الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سليم حمدان : إتحاد الكرة أعاد صياغة المفهوم العالمي لقضيّة فلسطين

نشر بتاريخ: 11/04/2010 ( آخر تحديث: 11/04/2010 الساعة: 17:22 )
عمان - معا - حاوره – ناصر العباسي - سليم علي حمدان مشمش من مواليد «دير غسّانة» قُرب رام الله 9/11/1948 ، والأصل من قرية «كفرعانة» قضاء يافا ، أقامت عائلته في نابلس بعد النكبة ثم انتقلتْ الى مخيم بلاطة عام 1954 ، وفيه تلقّى تعليمه الإبتدائي والإعدادي بمدارس وكالة الغوث ، وحصل على شهادة الثانوية العامّة من مدرسة الجاحظ الثانوية وأكمل دراسته الجامعية في بيروت ، كما نال أكثر من شهادة لدراسات متخصصة في الصحافة الرياضية من القاهرة وبغداد و تفرغ للعمل فيها إبتداءً من عام 1967 بجريدة «الدستور» الأردنية ، وهو الآن رئيس التحرير لجريدة «الوحدات الرياضي» منذ صدورها عام 1996 ، وكان قد حصل على الوسام الذهبي للاعلاميين العرب الرّواد ، الذي منحه إياه الاتحاد العربي لكرة القدم , كذلك فإنه أحد مؤسسي الرابطة العربية للصحافة الرياضية عام 1972 في بغداد .

بدايته النادوية كانت من لجنة الفتيان في مركز شباب بلاطة عام 1961 ، وانتسب لعضويته رسمياً عام 65 بعد بلوغه السابعة عشر من عمره كعضو في اللجنة الرياضية ، وبعد النكسة انضم الى مركز شباب الوحدات بعمّان ، ودخل إدارته في الإنتخابات التي جرت عام 68 ، وقد شغل عدة مناصب على مدار سنين طويلة منها رئيس النادي ، لكنه تفوّق في عمله التطوعي كمدير للكرة الوحداتية حيث طبّق نُظماً حديثة للفريق واعتمد على العناصر الناشئة ، وقاده الى الصعود الى الدرجة الممتازة للمرة الأولى في تاريخه عام 1975, وكان صاحب كثير من المبادرات التي أسفرت عن منجزات يفخر بها الوحداتيون ، وفي مقدمتها طرحه لفكرة إقامة دورة الوحدات العربية لكرة القدم سنوياً في عام 1983.
وهو أقدم عضو يتردّد بصفة دائمة على نادي الوحدات حالياً.
عمل أميناً للسر في الاتحاد الأردني لكرة القدم خلال السبعينات ، كما أنه من مؤسسي رابطة الإعلام الرياضي الأردنية عام 83 ، وأيضاً من مؤسسي الاتحاد الأردني للاعلام الرياضي عام 1988 , "القدس الرياضي" إلتقت الزميل سليم حمدان وأجرت معه هذه اللقاء :- .

1- ما هي آخر أخبار نادي الوحدات خاصة على صعيد فريق الكرة ؟
الوحدات كلّ تركيزه إنحصر في مباراة القمّة التي سيلعبها أمام الفيصلي يوم غد الإثنين الحادي عشر من الشهر الجاري على ستاد الأمير محمد في مدينة الزرقاء ، باعتبارها حاسمة للسباق المثير بين قطبيْ الكرة الأردنية ، ويُهمّ الوحدات جداً الفوز بنتيجتها على أمل إحتفاظه باللّقب للمرة الرابعة على التوالي .
من جهة أخرى قرر مجلس الإدارة الوحداتي إستكمال منشآته الرياضية في منطقة «غمدان» على طريق المطار ، كما سيبحث فكرة إعادة الحياة الى دورته العربية لكرة القدم التي أُقيمت ستّ مرات في الماضي قبل أن تتوقّف إعتباراً من عام 2003 ، والموعد المقترح لها هو شهر رمضان المبارك بمشاركة عدد من الفرق الشقيقة الشهيرة .

2- كيف تقييم مشاركة أحمد كشكش والبهداري في تجربتهم الإحترافية ؟
تجربة أحمد كشكش الإحترافية مع الوحدات لم تكن حتى الآن بالدرجة المأمولة ، ربما لتأخره في الحضور الى عمّان وبالتالي فاتتْهُ مرحلة الإعداد الأولى للفريق وهي في علْم التدريب الأهمّ ، كذلك فإنه تعرّض للإصابة التي تسبّبت في غيابه أكثر من مرّة عن التدريبات والمباريات ، لكن هذا لا يمنع من القول بأنه مهاجم قناص بإمكانه تهديد الخطوط الدفاعية المنافسة ، وهو بحاجة الى شيء من الحظّ والمثابرة ليكون من أخطر الهدّافين ، لأنه يمتلك الموهبة.
أما عبد اللطيف البهداري نجح حسْب رأيي بتقدير «جيد جداً» ، حيث مثّل إضافة قويّة كان يحتاجها خطّ الظّهر الوحداتي بصلابته ورجولته في الأداء ، وأتوقّع أن يصبح من المدافعين البارزين على الصعيد العربي إذا ما استمرّ محترفاً ، خاصة وأن الإحتكاك الخارجي أمام فرق متقدمة فنياً ، سوف يُساهم في تطوير مستواه ويُقلّل من بعض الهفوات التي يقع فيها أحياناً .. بسبب ضعف الخبرة.

3 - هل من الممكن الإستعانة بلاعبين جدد من فلسطين ؟
كان نادي الوحدات أول مَن إستعان بلاعبين من الداخل ، لكفاءتهم ولإعدادهم وتهيئتهم باستمرار للإلتحاق بالمنتخب الفلسطيني ، وقد لمع عدد غير قليل منهم في سماء البطولات الكروية الأردنية وحظوا بشعبية كبيرة ، ولعل أبرزهم خليل رمضان وغسان بلعاوي وزاهر النمري وشفيق الأمير وخضر عبيد وماجد البلبيسي وزياد الكُرد وخلدون فهد وفادي لافي .. وبالتالي فإن أيّ لاعب يتألق في ملاعب فلسطين ستكون أمامه الفرصة سانحة للإنضمام الى «القلعة الخضراء» ، وذلك لقناعتنا التامّة بأن اللاعبين الفلسطينيين لديهم المزايا المهارية ولا ينقصهم إلا الصقْل وتواصُل النشاط.

4 - كيف تتابع الرياضة الفلسطينية , وانطباعتك الشخصية عن الدوري الممتاز ؟
أُتابع الرياضة الفلسطينية منذ عودتها في بداية عقد السبيعنات من القرن الماضي ، وكانت الصحافة التي يُحضرها لي أصدقاء من هناك ، هي الوسيلة الوحيدة التي أستقي منها الأخبار في الضفة الغربية وقطاع غزة .. أما الآن فالموضوع إختلف وصار أسهل بظهور وسائل الإتصال الحديثة ، ففضلاً عن الإذاعة والتلفزيون أطالع الكثير عبْر «الإنترنت» وأُجري إتصالات هاتفية مع الزملاء لمعرفة نتيجة مباراة ما.
الدوري الممتاز «أ» الفلسطيني ، بمجرّد إقامته وإنتهائه بصورة طبيعية وبدون إشكالات ، ورغم الحصار المفروض على مختلف المناطق هو بلا شك إنجاز بحدّ ذاته ، يُسجل للاتحاد والأندية والجماهير والحكام والإعلام ورجال الشُرطة ، التي تُعتبر بمجموعها عناصر النجاح الذي تحقّق.

5 - رأيك بنشاطات اتحاد الكرة الفلسطيني برئاسة اللواء الرجوب ؟
إتحاد كرة القدم الفلسطيني ، ومن خلال نشاطاته المحلية والخارجية ، أعاد صياغة المفهوم العالمي لقضيّة فلسطين ، بحضوره الدائم للمؤتمرات والاجتماعات الدولية والقارية والعربية التي نال فيها إحترام وإعجاب الجميع ، وقدّم لهم حضارة الشعب الفلسطيني ضمن أطُرها العريقة الأنيقة ، وأكد عشْقه للسلام وشرعية دفاعه عن حقّه في الحياة الكريمة على ثراه الوطني .. مثل كل شعوب الدنيا.
ولعب رئيس الإتحاد اللّواء جبريل الرجوب بشخصيّته المؤثّرة وبقُدرته على الإقناع بالتحاور المثمر الفعّال ، دوراً هاماً في رسم هذا الواقع الرياضي الوطني الجديد.

6- ماذا يعني لك تتويج نادي جبل المكبر من القدس ببطولة الدوري ؟
فوز نادي جبل المكبّر ببطولة الدوري جاء مستحقاً وإثر مجهودات وتضحيات لا محدودة ، بذلتْها أسرة النادي بشكل عام ، وهو دلالة على قوة الإرادة لدى الإنسان المقْدسي وإصراره العنيد على إفشال محاولات تهويد المدينة المقدسة ، بالتلاحُم مع إخوته في باقي المدن والقرى والمخيّمات ، وبهذه المناسبة أُبارك لنجوم المكبّر وإدارته وجهازيْه الإداري والتدريبي ولأنصاره ومحبّيه في كل مكان ، كما أُحيّي فريق الأمعري الذي كافح برجولة وخسر بشرف ، وهو في نظري «بطل» بمكانته المرموقة على الساحة الكروية الفلسطينية .. مع خالص أمنياتي لكافة الفرق بالتوفيق في المواسم القادمة.

7 - هل هناك زيارة قريبة للوحدات الى الاراضي الفلسطينية ؟
نادي الوحدات عندما كان الباديء في الخطوة الأولى التي حطّمت القيْد قبل 15 سنة من الآن ، بزيارته التاريخية الى الأراضي الفلسطينية وإجرائه سلسلة من اللقاءات الكروية الودّية في القُدس والخليل وغزّة ونابلس وأريحا ، أعلن مسؤولوه عن وضْع فريقهم رهْن إشارة الأندية الفلسطينية ، وأكّدوا أن الأولوية لها في حال تلقّيه دعوات للّعب خارج المملكة ، قد تتزامَن مع دعوة تصلْه من فلسطين .. فالوحدات يعيش في شوق دائم لعناق الأهل.

8 - العلاقات مميزة بين الإتحادين الاردني والفلسطيني , برأيك كيف يمكن الاستفادة من التجربة الأردنية لتطوير الكرة الفلسطينية ؟
العلاقة المميّزة التي تربط بين الإتحاديْن الأردني والفلسطيني ، من شأنها أن تعود بالفائدة على الكرة الفلسطينية خاصة في أساليب تنظيم مسابقات فرق الفئات العمرية ، التي أفرزت أكثر من منتخب أردني تأهل بجدارة الى النهائيات الآسيوية للناشئين وللشباب ، وكذلك في مجالات الصقل للتحكيم والتدريب والإدارة.

9 - اتحاد الكرة الفلسطيني ينوي تطبيق نظام الاحتراف وبشكل جزئي بالموسم القادم , ما رأيك ؟
من الأفضل أن يتريّث الاتحاد الفلسطيني قبل مناقشته لأيّة فكرة تتعلّق بالإحتراف ، كوْنه يحمل في طيّاته مشاكل مالية مُعقّدة لا تتحمل الأندية أعباءها .. ولا حتّى الاتحاد نفسه نظراً لنُدرة الموارد وعدم وجود جهات استثمارية داعمة.
الاتحاد الفلسطيني يُمكنه أن يقوم بإعداد لائحة إحتراف «تجريبية» خاصة به وتتناسب مع ظروفه الإستثنائية ، والطلب من الاتحاد الدولي بإعتمادها كنوع من الإحتراف «المرحلي» لثلاث سنوات مثلاً ، يتمّ أثناءها تنظيم العملية الإحترافية بالتنسيق مع لجان يُحدّدها «فيفا» من خلال مشروع الهدف .. مثلاً.

10 - رأيك بالحراك الرياضي الذي يخص المنتخبات الفلسطينية خاصة اللقاءات داخل الوطن وخارجه ؟
الإحتكاك الخارجي للمنتخبات الفلسطينية مُهمّ جداً في هذه المرحلة ، فقد خاضت لقاءات مع فرق من مدارس كروية متنوّعة وعلى مستويات متباينة .. ولكيْ تكون الفائدة المرجوّة أشمل لا بُد من تنظيم مثل هذه المباريات و«توزيعها» على مدار العام ، وليس ضمن فترة زمنية متقاربة ، كيْ لا يحدث بعدها فراغ.

11 - انطباعتك حول الإعلام الرياضي الفلسطيني ؟
الإعلام الرياضي الفلسطيني يبقى منذ جيله الأول مُثار إعتزاز بالنسبة لي .. إنه ينحت في الصخْر من أجل المحافظة على بقائه كإحدى وسائل النهضة المنشودة.
أنْحنى إحتراماً لكل الزملاء على أدائهم المشرّف الملتزم ونقْدهم الحُر البنّاء ، وأدعو لهم دائماً بالموفقية وصدْق الإنتماء .. ووفرة العطاء .