مبارك يحاول استغلال اوضاع اسرائيل لتغيير اتفاقيات كامب ديفيد
نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 15:00 )
ترجمة : معا
خلال المناورات الشاملة التي يجريها الجيش المصري ما بين فترة واخرى ، لا يتم الاشارة الى اسرائيل بشكل واضح على انها هي العدو ، لكن كان من الواضح ان كل الميزات والاوصاف والنعوت التي يستخدمها رئيس الاركان المصري فانما لا يمكن ان يقصد بها سوى اسرائيل وقواتها المسلحة ، وفي الحقيقة فان ارض ، سماء, ومياه مصر تكاد تكون مليئة بكل ما يخطر بالبال من اسلحة اميريكية متطورة وهي بذلك تشكل اكبر خطر يمكن ان يهدد امن الدولة الاسرائيلية ، ولهذا فان من المهم ان لا يتم اي تغيير في الاتفاقيات الموقعة بين مصر واسرائيل عام 1979 ، هذه الاتفاقيات التي من خلالها تنازل بيغن عن صحراء سيناء, كانت تشير بوضوح على بقاء هذه المنطقة معزولة السلاح وان بامكان مصر ان تقوم بوضع قوات معينة وقليلة العدد ضمن منطقة قناة السويس وبعيداً جداً عن الحدود الاسرائيلية .
ان اكثر المسائل خطورة التي تم اثارتها في المحادثات السرية التي جرت مؤخراً بين مصر واسرائيل هي تلك الجهود الغير عادية التي بذلها الرئيس المصري لتغيير وضعية المنطقة معزولة السلاح في سيناء ، وخلال المباحثات التي اجراها عمر سليمان طالب بنقل او اعادة موضعة حوالي خمسة آلاف جندي في سيناء وعلى الحدود مع اسرائيل, اضافة الى هذا الطلب الصارخ الوقاحة ، فان عمر سليمان كان فجّاً غليظاً في معاملته لضيوفه الاسرائيليين ، لقد حاول مبارك وسليمان استغلال الاوضاع الصعبة التي تعاني منها اسرائيل فيما يتعلق بعمليات التهريب للاسلحة من سيناء الى غزة والضفة ، وكان الهدف من وراء ذلك واضحاً ، وهو اجبار اسرائيل الموافقة على اعادة انتشار الجنود المصريين المزودين بكل انواع الاسلحة .
لقد كان الطلب الوحيد الذي طلبته اسرائيل على مدى السنوات الاخيرة هو وقف عمليات تهريب الاسلحة ، وعلى كل فان مصر ، بجيوشها السرية والمعلنة ، لا تزال تغمض عينيها عن هذا الموضوع ، وهي لا تكترث اذا ما قام الفلسطينيين بسفك دماء الاسرائيليين فهذا يضعف اسرائيل من وجهة نظرهم ، ولقد تذرع المصريون بشكل لا يمت للحقيقة بصلة ، بانهم يعجزون عن وقف التهريب لانهم لا يملكون من القوات في هذه المنطقة ما يكفي وان ليس لديهم سوى قوات من الشرطة في رفح المصرية ، ولهذا سمحت اسرائيل بالتالي لنشر مئات عدة من قوات " الكوماندوز " على الحدود بين البلدين .
ان مصر لم تتوقف ابداً في محاولاتها الرامية الى اعادة السيادة الكاملة على سيناء ، وهي الان تحاول الاستفادة من الفرصة المتاحة لتغيير الواقع في سيناء ، وهذا ما قد يعرض للخطر الاتفاقات التاريخية الموقعة بين البلدين ، ومن خلال الاغراق في تفاصيل جزئية وشكلية فان القيادة المصرية تحاول حشر اسرائيل والضغط عليها باتجاه توقيع اتفاقية تسمح لعدة آلاف من الجنود المصريين بالتوجه الى صحراء سيناء .
لقد قام الدكتور يوفال شتاينتز رئيس لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست بهجوم واضح على المحاولات المصرية الوقحة والتي لا ترتكز على اساس متين ، ومن الجلي جداً ان مبارك استطاع الاستناد الى الدعم الذي تم توظيفه من خلال اصحاب الياقات الانيقة من حزب العمل وعلى رأسهم بيريز والذي قام مؤخراً بزيارة الى شرم الشيخ بمعية حاييم رامون ، وداليا اتزك.
مبارك يحاول جاهداً ان يبدو شخصاً جيداً وجذابا, وان يقنع اسرائيل بنواياه الطيبة ، حتى وصل به المدى الى ان يعد أرئيل شارون بان يقوم بزيارة اسرائيل بعد الانسحاب من غزة ونجاحه "مبارك"في الانتخابات المصرية ، ليشارك شارون في حفلة شواء في بيته .
كتبها اوري دان
في صحيفة جيروزاليم بوست