السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا يا امة العرب ...! *بقلم :جواد غنام

نشر بتاريخ: 12/04/2010 ( آخر تحديث: 12/04/2010 الساعة: 17:44 )
كل يوم جمعة يقف ائمة المسلمين يدعون لفلسطين ، بالتحرير والوحدة وغيرها من الادعية التي تدغدغ مشاعر العامة ، ومن ضمن ادعيتهم " اللهم وحد الفلسطينيين، اللهم وحد امة العرب والاسلام " ، واليوم واثناء دعاء الامام لهذه العبارة تلعثم بعض الشيء، فخرجت مني ابتسامة لها مغزاها ولا ادري هل يطالني اثم على ذلك ام لا ؟، حيث تداعى الى مخيلتي خبر صحفي حول زيارة منتخب نيجيريا لكرة اليد للقطاع المكلوم .

وقد سرني الخبر لانه ياتي ضمن تعاطف بعض الدول مع الشعب الفلسطيني لكسر الحصار عن قطاعنا الغالي ، في الوقت الذي تحجم فيه جحافل العرب عن اللعب على ارض فلسطين الطهور، وبالتحديد على ارض الطهارة والاباء ارض معراج المصطفى ، وقد قلت انه كان لابتسامتي مغزى ، وهو ان هذا الامام اما انه مسكينا لايعلم ما يدور خارج مسجده ، او انه مضطر لهذا الدعاء كواجب ديني رغم عدم قناعته ، والدليل انه تلعثم فيه .

ففي الوقت الذي ترفع فيه راية الارهاب والعنصرية الزرقاء في سماء بعض العواصم العربية ، وترفرف خفاقة فوق اعناق شعوبها العربية ، تابى هذه العواصم ان تشارك في رفع الحصار عن اهل فلسطين ، وتابى هذه العواصم زيارة معراج النبي محمد عليه السلام ، متذرعين باوهام وذرائع هم نسجوها في خيالهم الواسع الرحب ، وفي الوقت الذي يسرح ويمرح ابناء صهيون في هذه العواصم ، يتمنع ولا اقول يمتنع بعض ابناء يعرب عن المرور من تحت راية العزة والاباء ، راية الحرية والدماء ، راية فلسطين القدس .

لا الوم الساسة ولا الوم اصحاب الياقات ، لانهم اتخذوا موقفهم منذ زمن بعيد ، ولكن الذي يدمي القلوب هو موقف اصحاب الفانيلات المرقمة ، اصحاب المشاعر الجياشة التي اختزنها لهم الشعب الفلسطيني في داخله ، فبالامس القريب خرج الشارع الفلسطيني للتهليل والافراح لفوز ابناء حسن شحاته ورفاق ابو تريكة ، هذا الاخير الذي اصبح معبود الجماهير الفلسطينية ، ولكنه خيب الظن به عندما لم يكتف بتصريح راس الهرم الرياضي هناك ، بل زاد الطين بله بقوله لن يدخل فلسطين ما دام الاسرائيليين بها.

طبعا وساعده في هذا الراي البعض ولا مجال للدخول في التحليلات السياسية هنا لانني ساتوه ولن اقتنع ، ولتنتقل عدوى الاحجام عن فلسطين الى البحرين ومن يدري فقد يخرج علينا من يحرم زيارة فلسطين ، واخر من يهدر دم من يزور فلسطين ، واخر واخر .. فنحن في زمن يشيب فيه الحليم .
ولكن دعوني اطرح سؤالا صغيرا على ضمائر هؤلاء ، وهو ،هل نشامى الاردن الشقيق ونسور قرطاج الشقيق ايضا اصبحوا منبوذين حينما لبوا نداء الواجب والدم والعروبة وزاروا القدس ؟!، ام انهم اصبحوا عمالقة تشرئب لها الاعناق فخرا ونشوة واعتزازا ؟! وهل زيارة الاسير عند السجان تنقص من حق الزائر او تحط من قدره ، ام تجعل السجان يموت غيظا لصلة القربى والوحدة والتضامن ؟!

لا الوم الساسة واصحاب الياقات كما قلت ، لان الكرسي له بريقه الذي يعمي عن الحقيقة ، ولكن هل بريق الشهرة وبريق المقالات الصحفية اعمى ايضا عيون رياضيي امة العرب عن الحقيقة ، وهل بريق الذهب زغلل عيون ابو تريكة ورفاقه .

كلمة اخيره اوجهها لرياضيي امة العرب ، ان كؤوسكم وميدالياتكم لن تكن ذات قيمة اذا لم ترها شمس القدس ، وان شهرتكم ورفعة جباهكم لن تكن محط الانظار والكرامة والاباء الا اذا لامست ارض الاقصى الطهور . والى قائد المسيرة الرياضية الفلسطينية وباني نهضتها اقول ، ان يدك التي مددتها لابناء يعرب لتوجه بها بوصلة مسيرهم نحو القدس ، ستبقى اليد البيضاء التي يذكرها التاريخ .