والله اهلين مستوطنين - مقالة ليوسي سريد
نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 15:04 )
ترجمة: معا
كتب يوسي سريد الزعيم السياسي اليساري لحركة ميرتس التقدمية الاسرائيلية في صحيفة هآرتس يكشف عورات اليمين اليهودي ومؤامرات شارون فقال:
هكذا ، وبدون مقدمات ، وبشكل مفاجىء ، اصبح قادة المستوطنين في الاراضي المحتلة ، يتمتعون بحساسية زائدة فيما يتعلق بالاخلاق والقيم ، وهكذا ، وبشكل مفاجىء لم يعد اي شيء اكثر اهمية بالنسبة لهم من, الامانة ، العدل ، نقاء الفكر وطهارة اليد ، وهكذا فجأة فانهم منزعجون من طباع شارون الفاسدة وسلوكه العفن ، صباح الخير,, ايها القادة المنافقون ، بعد طول انتظار استطاعت هذه العيون " الحولاء" ان ترى في الرجل ما تراه من انحراف وعفن استطاعت هذه العيون " الحولاء" ان ترى الرجل كما هو على حقيقته بدون ماكياج ، وكما كان دوماً ، منذ ان شخص بن غوريون السمات الكاذبة في الشباب الواعد .
خلال الاسابيع الماضية تصاعدت الهجمات بشكل لا لبس فيه وذلك تزامنا مع نشر كتاب "بوميرانج" - القوس الخشبي - لكاتبيه أوفر شيلاه وريفيف دراكر ، لقد عزز هذا الكتاب ما كان اصلا متوفرا من حقائق معروفة ، ومن ان " هلوسة " الانفصال هذه التي تتردد على كل لسان ، ليس سوى وانما ابتكرها شارون لكي تحميه من المحاكمة وربما السجن .
ان ما يردده قادة المستوطنين علينا منذ شهور ، (( لقد حاول اليسار ان يقنعنا دوماً ان شارون شخص مخادع وان علينا عدم تصديق اي مما يتفوه به هذا اليسار ، لقد قلتم لنا - نحن اليمين - ورفضنا ان نستمع ، لان شارون خدمنا وكان جيداً بالنسبة لنا ، اننا نقر الان بانه كان من العار علينا اننا لم نستمع لكم - لليسار - منذ ذلك الحين ، واننا لم نتصرف بحكمة ، ولم نقم بغسل ايدينا من هذا العفن )).
قادة ييشاع "( ييشاع باللغة العبرية تعني الضفة وغزة - المترجم) ", السياسيين ، والحاخامات ، ليسوا ضحايا شارون الابرياء انهم شركائه في الجريمة ، انهم وإياه في القارب ذاته لكنهم جدّفوا تحت جنح الليل المظلم الى جهتهم المستهدفة او الى جهة غير معلومة وبعيداً عن انظار الاسرائيليين الذين كانوا يغطون في سبات عميق او تظاهروا بانهم كذلك .
يا قادة المستوطنين ، هل تعتقدون باننا لا نعلم ماذا كان يفعل شارون وزئيف حيفر عندما كانوا يتفحصون الخارطة سواء في المكتب او في العراء ؟ لقد كانوا يكيدون ويحبكون المؤامرات ، يتآمرون معاً لخداع صناع القرار والرأي العام ، ولم يسمحوا للقوانين واللوائح ان تنفذ ، وانتم ، لقد سلكتم طريقهم وصفقتم لهم بنشوة ، لقد نبحنا ولكن القافلة ظلت تسير ، لم تبقى خطيئة الا وارتكبتموها وبحضورنا ، وهكذا فجأة وبدون مقدمات ، وبدلاً ان تتراجعوا عن خطاياكم ، لا زلتم تعظوا وتنظروا للاخلاقيات ، وبعد عقود من تلطيخكم وتجاوزاتكم للقانون والعدالة ، فقد قررتم اللجوء الى اسوار القدس وان تلعبوا دور الحراس.
وحتى سنة مضت ، وعندما كان على المحكمة العليا ان تقرر استدعاء شارون في قضية الجزر اليونانية لم تؤيدوا ذلك ، فحتى ذلك الوقت كنتم لا تزالون تمارسون خداع انفسكم ان شارونكم الجيد قد يتراجع ويعود شارون نفسه ، ربما لو انكم انضممتم الينا لكان من الممكن ان يكون قرار المحكمة العليا مختلفاً ، ربما كان شارون قد اعلن استقالته واعتزاله العمل السياسي ، كما على ابنه أومري ان يفعل الان ، قبل شهر من الانفصال , تتذكرون ،الأن تتكلمون , صباح الخير.
تعالوا لكي نضع الامور بشكل واضح ، ان وجود المستوطنين في الاراضي المحتلة هي جريمة ، جريمة ضد الصهيونية, هذه الصهيونية التي ترعرعتم في اكنافها ، ارتكبتم الجرائم ضدها, ان الانسحاب من غوش قطيف هي البداية لغسل آثامنا ، وعندما ينتهي الاحتلال ، فان الصهيونية سوف تنفض عن كاهلها الغبار ، وتستعيد عافيتها ، وتجدد قوّتها .