الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"لأن الأسرى قضية وطن " أمسية وطنية بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني

نشر بتاريخ: 14/04/2010 ( آخر تحديث: 14/04/2010 الساعة: 01:38 )
غزة – خاص معا - نظمت إذاعة الإيمان من غزة أمسية وطنية بعنوان " لأن الأسرى قضيّة وطن " بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني في جاليري البلد " الإتحاد " وسط مدينة غزة .

ويصادف 17 نيسان " يوم الأسير الفلسطيني" تجسيداً لهذا الاهتمام والأولوية من قبل إذاعة الإيمان، وتعبيراً وتذكيراً بما يتعرض له الأسرى في السجون الإسرائيلية من انتهاكات واعتداءات تجاوزت كل الحدود والأعراف والقوانين، فمنذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 بدأت عمليات الاعتقال، التي طالت أكثر من 650 ألف مواطن فلسطيني أي ما يقارب 20% من إجمالي عدد السكان في فلسطين، حيث أخذت عمليات الاعتقال أبعاداً و أشكالاً مختلفة تبعاً للمنعطفات و المنحنيات التي مر بها الشعب الفلسطيني خلال فترة الاحتلال الطويلة، وقد تركزت في الانتفاضة الأخيرة " الأقصى" حيث بلغ عدد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال إلى أكثر من 40000 مواطن.

إذاعة الإيمان من غزة، تلك الشاهدة على معاناة الأسرى والمحررين ، لم تكن لتخرج بهذهِ الأمسية التي حملت عنواناً عبّر في معناه الحقيقي عن داخل كل إنسان فلسطيني حر يتطلع للأسرى خلف القضبان بعيون يترقبها الأمل بنيل الحريّة والعودة إلى ذويهم، إلا من منطلق الإحساس بذات الهمّ الفلسطيني الذي يخيم على كلّ أسرة فلسطينية فقدت وما زالت تفقد غالٍ عليها، يعيش المرارة والحرمان والقسوة في سجون الاحتلال الإسرائيلي .

هذهِ الفعالية لإذاعة الإيمان، كانت مزيجاً ما بين رسالة الصمود على الأرض وما بين رسالة الوفاء للأسرى في داخل الوطن ، وخرجت من ثوبها الفلسطيني الحر ببرنامجها " مشاعل الحرية " ، لتضيء بذات المشاعل طرق الوصول إلى قلوب أسر الأسرى والمحررين حاملةً لهم رسالة الوفاء الصادقة " لستم وحدكم من يفتقد أعزّاء على قلبه ، هم أيضاً أعزاء على قلوبنا " .

ولم تكتف إذاعة الإيمان عند هذا القدر من التميّز في تعزيز صمود الأسرى، بل وقبل ذلك فإنها ببرنامجها الشهير " مشاعل الحريّة " استطاعت الوصول إلى الكثيرين من الأسرى والمحررين، واستطاعت نقل معاناتهم والسماع إلى رسائلهم والوقوف بجانبهم، وكانت حلقة الوصل ما بين الأسرى وذويهم في كلّ حلقة تبثها الإذاعة بيوم الاثنين من كلّ أسبوع، وصولاً إلى ترجمة كلّ هذا الوفاء إلى خطوة فاعلة على أرض الواقع بإحيائها ليوم الأسير الفلسطيني وتنفيذ عدداً من الفقرات الفنية الوطنية المتنوعة .

هذهِ الفعالية التي استضافت الشخصيات الاعتبارية والثقافية والحقوقية وعدداً كبيراً من أهالي الأسرى والأسرى المحررين، إلى جانب مشاركة وحضور لفيف واسع من المؤسسات الناشطة في مجال حقوق الأسرى والمحررين تركت بصمات مرموقة وأفسحت المجال للجميع بالمشاركة ولو بالكلمة الصادقة التي سوف تجتاز كلّ الحدود وتصل للأسرى خلف القضبان .

وأمام كلّ هذا الوفاء، افتتح الأستاذ خليل حبيب المدير العام لإذاعة الإيمان الأمسية بكلمة معبرة شدد فيها على أهمية التعاون في نصرة قضية الأسرى، مؤكداً أن هذه الفعالية جاءت من واجبنا الوطني تجاه قضية الأسرى، وهذا أقل الواجب الذي يمكن القيام به من أجلهم .

في حين يرى نشأت الوحيدي عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في كلمة له خلال الأمسية أن التوحد بالمسؤولية تجاه الأسرى ضرورة هامة من أجل الوصول إلى تحرير كل الأسرى من خلف القضبان الظالمة .

ولم يختلف الحال كثيراً لدى الأسير المحرر ماجد شاهين الذي استنشق نسائم الحرية حديثاً بعد 25 عاماً من الأسر ، حيث حثّ في كلمته كلّ المسئولين والمهتمين بقضية الأسرى بنصرتهم والعمل بشكل أكبر من أجل قضيتهم.

وفي خطوةٍ لإظهار حجم معاناة الأسرى وعائلاتهم ، أجرت الإذاعة في أمسيتها بعض اللقاءات الحية والمباشرة مع عدد من عائلات الأسرى والأسرى المحررين، وسلطت الضوء على مطالبهم ، في الوقت الذي أفسحت الإذاعة فيه للجمعيات والناشطين بالقضية والمراكز الحقوقية وبعض الشخصيات الاعتبارية للرد على تلك المطالب، وكلٍ بدوره أكد على أن العمل جارٍ من أجل قضية الأسرى.

وشملت الأمسية وقفات غنائية مميزة تضامنت بكلماتها الرنانة بجانب العود الفلسطيني والطرب الأصيل مع قضية الأسرى لتثبت أن قضيتهم قضية وطن، مرتبطة بكلّ إبداع فلسطيني وتتصدر كلّ المجالات التي من خلالها نستطيع إيصال الصوت للعالم بأسره .

ومن أجل تفعيل دور الإعلام المحلي لخدمة قضية الأسرى كان هناك مداخلات لكل من الأسير السابق والباحث المختص بشئون الأسرى والمحررين ناصر فروانة الذي دعا الإعلام بكل مجالاته وأشكاله إلى اتخاذ خطوة إستراتيجية خاصة لدعم صمود الأسرى والمحررين وإعادة الاعتبار لقضيتهم على كافة الصعد المحلية والعربية والدولية، مؤكداً على ضرورة التوحد لجميع وسائل الإعلام حتى يتم التفاعل بهذه القضية بشكل منظم وأكثر تخصصاً.

بينما ثمّن الصحفي حسن جبر من جريدة الأيام خلال مداخلته الجهود الكبيرة للإعلام والتي وصفها رغم جهودها بالمقصرة أيضاً ، معتبرها موسمية تظهر في شهر نيسان فقط وخلال الاعتصامات، مطالباً الجميع بالحضور الإعلامي الكافي والدائم لمناقشة القضية وتفعيلها كي تكون القضية الأولى لشريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن على الإعلام الخروج من النمطية في إعداد المواد الصحفية التي تتعلق بقضية الأسرى لكي تصل للعرب والدول كافة .

ودعا الصحفي حسن جبر ، كافة الصحفيين عبر الأمسية التي نظمتها إذاعة الإيمان إلى ضرورة تأسيس وتشكيل " شبكة إعلاميون من أجل حقوق الأسرى " .

واختتمت إذاعة الإيمان أمسيتها بتقديم أسمى كلمات الفخر والثناء من خلال تكريم أقدم الأسرى "عمداء الأسرى " الذين لا يزالوا في الأسر منذ 24 عاماً ، وعدد من الأسرى المحررين، إضافة إلى تكريم عدد آخر من الجمعيات الناشطة بمجال الأسرى والمحررين، والمراكز الحقوقية، ووسائل الإعلام التي تسلط الضوء على قضية الأسرى في برامجها وأخبارها.

وخرجت الأمسية بتوصيات تضمنت أهمية إبراز جهود أكبر من الشخصيات والقادة ومسئولي وزارتي الأسرى والمحررين في الضفة المحتلة وقطاع غزة، والعمل بشكل جاد من أجلهم من خلال المؤسسات والجمعيات والناشطين، إضافة إلى تفعيل الدور الجماهيري لنصرة الأسرى.

ووجهت الإذاعة رسالة خاصة للإعلام بتسليط الضوء أكثر على قضية الأسرى لأنهم نجوم فوق الجبين ولأن قضيتهم قضية وطن.