خلاف عربي إسرائيلي يعرقل اتفاقية المياه بدول المتوسط
نشر بتاريخ: 14/04/2010 ( آخر تحديث: 14/04/2010 الساعة: 13:32 )
بيت لحم- معا- أعلن امس الثلاثاء بعد انتهاء الاجتماع الاورومتوسطي لوزراء المياه في دول الاتحاد من اجل المتوسط فشل التوصل إلى إعلان وزاري في المصادقة على الاستراتيجية المائية لدول الاتحاد.
وقال سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بيار لولوش في مؤتمر صحفي عقد مباشرة بعد انتهاء الاجتماع أن المؤتمر الرابع للاتحاد من أجل المتوسط حول موضوع المياه فشل بسبب خلاف عربي اسرائيلي يتعلق بإشارة إلى "الأراضي المحتلة".
فيما حمل المندوب المصري والذي قادت بلاده الموقف العربي تضامنا مع الموقف الفلسطيني والسوري واللبناني الجانب الإسرائيلي والتي تحتل إسرائيل أراضيهم مسؤولية الفشل.
وعبر المندوب الأسباني والذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي عن استياء أسبانيا من ذلك وقال أمين عام الاتحاد من اجل المتوسط الأردني احمد مساعدة إن فشل الاجتماع الوزاري إضافة إلى إشكالات مالية حول موازنة الأمانة العامة تضع مسار الاتحاد من اجل المتوسط مجددا في مهب الريح.
وقال لولوش "للآسف لم نتوصل إلى اتفاق حول تبنى الاتحاد من أجل المتوسط "إستراتيجية للمياه في (حوض) المتوسط" متحدثا عن "فشل" في المؤتمر الصحفى الختامي للمؤتمر اليورو-متوسطى.
وأوضح لولوش أن إشارة إلى "الأراضي المحتلة" حالت دون تبنى هذه الوثيقة، إذ أن الدولة العبرية ترفض هذه التسمية فيما يعارض الطرف العربي الصيغة البديلة التي اقترحها الأوروبيون وهى "أراض تحت الاحتلال" وكانت النقطة الخلافية الأخرى هي اعتراض تركيا على الإشارة للمعاهدة الدولية حول المياه العابرة للحدود وهي ما تعرف بمعاهدة الأمم المتحدة لعام 1997 حول النزاعات في المجاري المائية المشتركة.
من جهة أخرى حمل وزير المياه الفلسطيني د.شداد العتيلي إسرائيل مسؤولية فشل الاجتماع وخاصة أن إسرائيل تستمر في احتلالها للأراضي العربية ولا تريد من احد أن يشير إلى الاحتلال.
وقال العتيلي: "أن خبراء المياه لدول الاتحاد من اجل المتوسط وعلى مدار ثمانية اشهر توصلوا إلى مسودة نهائية حول استراتيجية المياه للاتحاد وانتهت الفترة المسموح فيها للدول لتقديم الملاحظات ولم تقدم إسرائيل اعتراضها وقد تفاجات الدول العربية في المسودة المعروضة للمصادقة باعتراض اسرائيل على الإشارة للأراضي المحتلة وتركيا لمعاهدة الأمم المتحدة لعام 1997 ورفضت الدول العربية اجمع مناقشة الاعتراضات وطالبت بالمصادقة على الاستراتيجية كما تم التوافق حولها وجرت مفاوضات من قبل فرنسا وأسبانيا مع المندوب المصري والذي مثل الدول العربية في المفاوضات التي استمرت حتى ساعة متأخرة من الصباح في محاولة للتوصل إلى اتفاق قبل افتتاح المؤتمر وهو الأمر الذي لم يحدث".
وحمل فادي كومير رئيس الوفد اللبناني للمؤتمر إسرائيل مسؤولية الفشل، وقال في كلته :" أن الاحتلال عدا عن انتهاكه أراض الغير واستمرار احتلال أراض لبنانية مثل مزارع شبعا يمس بكرامة الشعوب المحتلة وقال ممثل سوريا أن إسرائيل تسرق الأرض والمياه وان الأراضي المحتلة تعني أيضا الإشارة إلى الجولان المحتل ورفض أن يتم الضغط على الدول العربية في حين أن إسرائيل واحتلالها وصلفها في الطلب بشطب مرجعية الاستراتيجية إلى الأراضي المحتلة هو السبب في عدم التوصل إلى اتفاق واستغرب ممثل المغرب أن يكون الضغط على الدول العربية وليس على كل من إسرائيل وتركيا التي تعترضان على بعض الفقرات وشدد مندوب جامعة الدول العربية على الموقف العربي محملا إسرائيل مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق".
وقال د.عبد المالك السلال وزير المياه الجزائري أن الدول العربية موحدة في موقفها وأنها تقدم الدعم للموقف الفلسطيني واللبناني والسوري.
ومن جهته قال عوزي لانداو ممثل إسرائيل، وزير البنية التحتية الاسرائيلي: "أن إسرائيل تحمل الدول العربية المسؤولية كونها تقوم بتسيس المؤتمر عوضا عن الحديث في القضايا الفنية، وحمل الفلسطينيين مسؤولية تلويث البيئة وان إسرائيل تقدم المياه للفلسطينيين ولا يقومون بمعالجتها"، وقاطعه ممثل فلسطين قائلا:" هي مياهنا التي نضطر إلى شراءها وانتم من أعقتم قيامنا بالمشاريع وخاصة مشاريع معالجة المياه ".
وحضر الوزراء للمصادقة على الاستراتيجية كما اتفق عليها وكانت دمت إسرائيل اعتراضها غير المنطقي وعقد مندوب فلسطين مؤتمرا صحفيا عبر فيه عن حزنه لفشل الاجتماع وتحدث عن وضع المياه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالخصوص في قطاع غزة وتقارير البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وتقرير امنستي التي تحمل الاحتلال وإسرائيل مسؤولية الأوضاع المتردية.
وشكر العتيلي مصر التي قادت الموقف العربي والنقاشات وعدم التنازل وشكر لبنان وسوريا والأردن والجزائر وتونس وموريناتيا وجامعة الدول العربية واستغرب العديد من الدول الأوربية، قائلين:" هذه المرة الأولى التي نرى فيها إجماعا عربيا على موقف واحد" .
يذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط قد أنشئ في عام 2008 لتعزيز التعاون بين الدول الأوروبية وبعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المطلة على البحر الأبيض المتوسط.