نتنياهو فضل الايديولوجيا على مصالح اسرائيل الاستراتيجية
نشر بتاريخ: 14/04/2010 ( آخر تحديث: 15/04/2010 الساعة: 12:48 )
بيت لحم- معا - تحت هذا العنوان قالت صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية في كلمتها الافتتاحية المنشورة اليوم الاربعاء" بان الازمات قد مرت لكن السلام والعملية السلمة لا زالت في حالة جمود مطلق.
واضافت الصحيفة "مّر اكثر من شهر منذ اندلاع ازمة البناء في حي رمات شلومو وزيارة نائب الرئيس الامريكي جون بايدن ولا زالت عملية السلام ترقد في حالة من الجمود المطلق" .
ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو المطالب الامريكية المتعلقة بتجميد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية ودخل بذلك الى أتون ازمة غير ضرورية وزائدة عن الحاجة مع افضل حلفاء اسرائيل واكثرهم اهمية وتعطلت المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين فيما يأخذ الزمن المتبقي لسريان قرار تجميد الاستيطان في الضفة بالنفاذ يصدر الامريكان اشارات حول نيتهم طرح مبادرة سلام خاصة بهم في حال استمرت حالة الجمود الامر الذي يرى فيه نتنياهو وسيلة لفرض حل على الاطراف المعنية ".
وانتقدت الصحيفة في كلمتها الافتتاحية لامبالاة الجمهور الاسرائيلي قائلة: "الجمهور الاسرائيلي بغالبيته غير مبالي بالعملية السلمية طالما لا يوجد ارهاب او انتفاضة وفقط عدد قليل من الاسرائيليين يهتمون باوضاع الفلسطينيين وما يحدث في المناطق وهذه اللامبالاة تحرر نتنياهو من الضغوط الداخلية وتمنحه حرية العمل لكنه يفضل كسب الوقت فيما يبدو بانتظار ان يقوم الرئيس الامريكي اوباما بتليين مواقفه او ان ينجح مؤيدو اسرائيل في واشنطن بتنظيم صفوفهم والشروع في نضال ضد الحل المفروض .
واعتبرت الصحيفة تصرفات نتنياهو تكشف مواقفه الحقيقية ، تعزيز الوجود اليهودي في القدس الشرقية اهم بالنسبة لنتنياهو من العلاقات الحيوية مع الولايات المتحدة وهو يفضل البناء في الشيخ جراح والتنازع مع اوباما على تعزيز التنسيق والتفاهم مع الادارة الامريكية حول التهديد الايراني وحين ازفت لحظة الحقيقة اختار نتنياهو الانحياز الى اصوله الايديولوجية مضحيا لاجلها بمصالح اسرائيل الاستراتيجية وما وعد به من تحقيق سلام مع الفلسطينين على اساس حل الدولتيين .
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول " ان اسلم افضليات نتنيهو خاطئ لكن الوقت لم يفت لتصحيح الاوضاع وعلية القبول بالمطالب الامريكية وان يوقف البناء في القدس الشرقية لفترة محددة وان يستأنف وبسرعة المفاوضات مع الفلسطينين ومستقبل القدس الشرقية يجب ان يحسم على طاولة المفاوضات كما تعهدت اسرائيل في الماضي وليس من خلال قرارات احادية الجانب .
ان اسرائيل لا تربح شيئا من محاولات نتنياهو كسب الوقت التي تؤدي الى استمرار معاناتها من الصراع وتقوض الدعم الامريكي وعلى نتنياهو ان يتحلى بالشجاعه وان يكسر حالة الجمود السياسي بدلا من استمراره بالتمسك بمواقف شركائه السياسيين .