المرأة الفلسطينية بين القدرة والإنجاز الرياضي بقلم : رندة الشلة
نشر بتاريخ: 15/04/2010 ( آخر تحديث: 15/04/2010 الساعة: 12:17 )
على مدى حقبة طويلة من السنين والمرأة تخط النجاحات تلو الأخرى , وتبني من محيطها عالما جديدا أكثر انجازا ومعرفة , حتى أصبحت جزءاً هاما في عملية التطور البشري في كافة المجالات الدنيوية , ثم أخذت نفسها في مسيرة أكثر جرأة وقوة , لتثبت بصمتها الأهم في تاريخ البشرية , وتكون حلقة وصل لا يمكن التغاضي عنها في عراك الحياة المتجددة مع الظروف المتاحة .والمرأة في فلسطين عانت ما لم تعانيه امرأة على وجه الأرض , فهي من جهة محاطة بعادات وتقاليد لا يمكن الهروب منها بشكل مطلق, هذا إضافة إلى الوضع الاقتصادي والسياسي الذي تفرضه الجغرافيا منذ حقبة تاريخية طويلة وفوق هذا كله العراقيل المحيطة كونها امرأة شرقية .
والمرأة الفلسطينية أثبتت جدارتها وقدرتها على التعامل مع كل الظروف والتطورات والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي لامست صميم مجتمعنا على مدى سنين طويلة ، فكانت رمزا للنضال والتضحية واقتحمت المعترك السياسي برصانة ومتانة وحاورت برؤية ثاقبة وواثقة ، حيث ساندت الرجل ودعمت مسيرة انجازاته وأكملت عقد الكوكب الاقتصادي بعملها الناجح وإدارتها القويمة. من هنا كان لابد للحديث بإسهاب عن المرأة في فلسطين والتي أضحت مؤمنة بأن الرياضة هي وسيلة من وسائل النضال . وكذلك الحديث عن الجانب الأهم في هذا المقام وهو الجانب الرياضي , فاللحظة التي تطورت بها المستويات الرياضية كانت لحظة تتخذ منها المرأة نقطة البدء في مسيرة ستحقق من خلالها الكثير من الظلال التي كانت مبهمة في حياتها الماضية . فنمت كالزهرة في واد وفير بالهواء , وتغذت على المعرفة والسيطرة والمثابرة , حتى أصبحت عنصرا فعالا من عناصر التطور الرياضي في فلسطين ، فحلمت وخططت وتناغمت مع كل العلاقات الاجتماعية, فكانت منبرا من منابر الوفاق في كثير من الخلافات الحادة في تفاصيل المجتمع الواحد , وها هي اليوم تنخرط بطابع رياضي عميق تعكس من خلاله صورتها الأنثوية بقدرة لم تكن متوقعة , فدخلت الملعب ورسمت وجهة حقيقية جميلة تتنفس من خلالها الحركة الرشيقة والبناء الجميل والخلق الأعلى , ثم تعمقت فأدارت وحكَّمت ودرَّبت لتصقل كل موهبة ممكنة على أرض الواقع الرياضي الذي بدأ يحترم وجودها باللحظة التي أدرك بها ما يمكن أن تصنعه وتحققه وتنجزه .
ولكي تستمر نجاحات المرأة الرياضية كان لا بد لها من دعم يوفر لها المساحة الكافية لتثبت للعالم أجمع أنها قادرة على خوض سجالات الرياضة بذكاء وحنكة ومقدرة وتجانس وكان لا بد من توفير الدعم اللازم لبناء المرأة الرياضية الحقيقية وهذا كله يتطلب عطاء كبيرا من الجهات المختصة والداعمة والتي وقفت مع الرياضة النسوية في فلسطين لسنين طويلة .إضافة إلى تسليط بعض الضوء الذي تحتاجه المرأة الرياضية من إعلامنا الحر, فهو نافذة نطل من خلالها على العالم الواسع , ونعكس من خلاله أيضا صورة فلسطين , وما تحويه من إبداع وقدرات رياضية نسائية , تثبت للعالم أجمع أن المرأة في فلسطين هي جزء لا يتجزأ من عصارة الثقافة العربية والعالمية المميزة , وهي عنصر حي ومتجدد رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها هذا الوطن الحبيب، ودعم المسؤولين وأصحاب القرار والنفوذ في هذا المجال , هو البذرة التي يمكن للمرأة أن تحقق عبرها ثمار التميز, وهو اليد التي تحتاجها المرأة لتنمو من خلالها , وتكون حلقة هامة في سلسلة الرياضة ككل , وتوجيه الدعم من المسؤولين حول تنمية دور المرأة , هو حق من حقوقها كرياضية , وصفة تعكس ثقافة مجتمع يبني كل أطرافه بقوة تمكنه من النهوض والثبات ودعمها لتتعمق أكثر , في شتى المجالات الرياضية يدفعها معنويا لتصبح نجمة في سماء رياضية نقية ونظيفة .
ولو وقفنا سويا حول النهضة الرياضية النسائية , لوجدناها فعلا خلية متراصة قوية تتحرك بكل قوة ممكنة , لتبني نفسها وتطور ذاتها وهذه النهضة هي حقيقة لا يمكن إخفاؤها , فالنجاحات والدورات والندوات الرياضية , وغرس المبدأ والمفهوم في كثير من نسائنا , أصبحت حقيقة جميلة يتغنى بها مجتمعنا الفلسطيني الرائع.
وكم أود أن اعرض لكم ولو جزء قليل من أحلامي كرياضية تطمح وتسعى بكل قوة لأن تحقق ذاتها ، وتضع رقما لفلسطين في صفحة النجاحات الكثيرة ، بل وكم أتمنى أن أصحو على صباح جديد , أجد به مساحة كافية للمرأة الرياضية وقد تطور شأنها ، وعظمت مكانتها , وحققت وأبدعت كل ما يمكن أن تحققه وتنجزه .
أمين سر اتحاد كرة اليد الفلسطيني